مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة

مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة
بدلاً من أن تفتح له القراءة أبواباً للمعرفة وشيئاً من اليقين، كانت باباً لطرح مزيد من التساؤلات دون إجابة. مال «ميلاد سليمان»، ابن إحدى أسر الطبقة المتوسطة، إلى القراءة مبكراً، حين كان طالباً فى الصف الثالث الثانوى، وأحب مؤلفات الروائى البرتغالى جوزيه ساراماجو، الحائز جائزة نوبل فى الأدب، والكاتب المسرحى الأمريكى آرثر ميللر، والمفكر الجزائرى الراحل البروفيسور محمد أركون، ونظيره المصرى الدكتور على مبروك، والدكتور حسن حنفى، المفكر الإسلامى، وكذلك المفكر الراحل عبدالله القصيمى. لم تسعفه الإجابات، فاحتفظ بأسئلته المتزاحمة، حتى انتقلت معه إلى الجامعة، طالباً فى قسم الفلسفة بكلية الآداب.
دخل الجامعة دون موقف واضح من الدين.. «تدريجياً بدأت أكوّن موقفاً مختلفاً من الكنيسة والكهنة، رفضتُ طائفتى الدينية أولاً، ثم معتقدات الدين المسيحى، ثم تخلصت من فكرة الدين نفسها، ثم طردت فكرة الألوهية»، خطوات من غربة الروح يسردها «ميلاد» مبرراً اتجاهه إلى الإلحاد، بدعوى «القراءة». يعتقد الشاب العشرينى أن «المجتمع المصرى يعانى من الكبت، ليس متديناً وإنما يدّعى التدين، يرتكب الموبقات فى السر. وينتظر أفراد المجتمع الذين يدّعون التدين، الفرصة المناسبة لتفريغ شحنتهم من الكبت».
حتى الآن لم يفكر ابن حى إمبابة فى اللجوء إلى دولة أجنبية، كما فعل كثير من الملحدين واللادينيين.. «لكن المطاردات من قِبل المتطرفين المتدينين، أو الأجهزة الأمنية، تدفعنى بشدة للتفكير فى ذلك».
على الرغم من إلحاد «ميلاد»، فإنه لا يزال يفضل كتاباً بعنوان «تجسد الكلمة» لـ«القديس» إثناسيوس الرسولى، البابا العشرين للكنيسة الأرثوذكسية فى الإسكندرية، الذى يقدم فيه طرحاً فلسفياً أكثر مما يعتمد على الإيمان الغيبى. خاض «ميلاد»، ذو الخلفية المسيحية، رحلة البحث عن الحقيقة الإلهية حتى انتهى به الأمر إلى عدم الإيمان بالفكرة برمّتها.
كتاب «حصانة المقدس» للمؤلف عباس عبود، وجد «ميلاد» فيه ضالته.. «الكتاب يفكك مفهوم التقديس حول الدين والإله والعقيدة، يُظهر أن كل الاعتقادات نشأت من عجز الإنسان، ومحاولاته لتحدى مصاعب الحياة نتيجة قصوره العقلى»، أو هكذا يعتقد «ميلاد»، الذى يشير أيضاً إلى تأثره بكتاب «وهم الإله»، الذى يسوق مؤلفه ريتشارد دوكنز معلومات يقول «ميلاد» إنها تؤدى إلى «دحض فكرة الدين فكرياً وفلسفياً وطبيعياً وهندسياً ودينياً». ويضيف «ميلاد»: «إنجيل الابن لنورمان ميللر، من الكتب المفضلة لدىّ، يحاول الكاتب فيه إزاحة الستار عن الجانب الإنسانى لشخصية المسيح بعيداً عن العقيدة القائلة بتأليهه».
أخبار متعلقة:
الشعب يلتهم «الذئاب»
السياسة.. طبق المصريين المفضل
ماذا جرى للمصريين؟
الستات فى عصر الإخوان: نكدب لو قلنا ما بنحبش.. مصر
الأقباط.. الخروج الكبير من «قلب» الكنيسة إلى «رحاب» الوطن
ثوار الجامعات يتخلون عن دورهم التاريخى أمام عنف الإخوان
«فيس بوك» و«تويتر».. جمهورية الواقع «الملخبط»
الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة»
«الأناركية».. تحيا «الفوضى المبهجة»
رئيس «طلاب مصر»: التحرش بالشرطة هدف «الإخوان»
الإخوان.. تاريخ من الانقلاب على الذات
جماعة الخيانة
الثورة.. «مرجيحة» الإخوان
الإخوان فى البرلمان: شالوا «الوطنى».. حطوا «الحرية والعدالة»
الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس
«التنظيم» ورم خبيث.. واستئصاله لن يمر دون ألم
جورج إسحاق: «الإخوان» انقلبوا على «25 يناير» فأسقطهم الشعب فى «30 يونيو»
الأخوات الإرهابيات: «خلّى السلاح صاحى».. تحت النقاب
شاهندة مقلد: أنا ومصر ننتظر ثأرنا من الإخوان.. وسننتصر
الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة»
«وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة
الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل
«YouTube».. الشيطان يحدثكم من جزيرة «البط الأسود»
مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد