الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة»

كتب: أحمد غنيم

الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة»

الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة»

وقفة احتجاجية تضامنية مع شهيد اعتصام مصنع الحديد والصلب «سيد حسن» عام 1989 كانت بداية عملهم السياسى، يوماً بعد الآخر ذاع صيتهم كـ«مدافعين عن حقوق الغلابة» فى مصانع الغزل بكفر الدوار أو «باحثين عن قوت العمال» فى مصنع النصر للسيارات، هكذا غلّفوا السياسة بـ«حلم العدالة الاجتماعية»، الخليط «الماركسى والتروتسكى واللينينى» لم يمنعهم من رفع شعار كريس هارمان، القيادى التاريخى لحزب العمال الاشتراكى البريطانى «أحياناً مع الإسلاميين، وأبداً مع الدولة». وهو وصف موجز لتاريخ حركة الاشتراكيين الثوريين، الذى شهد تفاهمات مع تيار الإسلام السياسى فى قضايا «الانتفاضة الفلسطينية والحرب على العراق». الحركة التى تصدرت إرهاصات ما قبل ثورة يناير 2011، حينما التحق شبابها بحركة كفاية فى 2004، وقصدوا الأحياء «الميتة إكلينيكياً» كـ«الدويقة وإمبابة» واستقطبوا ضحايا الخصخصة، رفعت، منذ اللحظة الأولى لسقوط نظام «مبارك» شعار «لا هدوء قبل التطهير»، فرفضوا سلطة المجلس العسكرى، وأن الثورة ما زالت فى مرحلة هدم نظامه، لتتوالى المليونيات والفعاليات الرافضة لحكومة «شرف» كونها لا تطبق أسس العدالة الاجتماعية. الشعار التاريخى للحزب الشيوعى المصرى (الإسلام السياسى كالفاشية) ألقته الحركة خلف ظهرها، بعدما قررت التظاهر مع أنصار الإسلاميين فى مليونية 18 نوفمبر 2011، مبررة بأن المشاركة واجبة للتظاهر ضد وثيقة «السلمى»، التى تضمن دوراً مركزياً للعسكرى فى السلطة حال تطبيقها. انطلقت معركة «الكر والفر» بين الاشتراكيين الثوريين والسلطة العسكرية مبكراً، وتحديداً منذ بيان الحركة فى 26 فبراير 2011 فى أعقاب فض اعتصام ميدان التحرير، البيان حمل انتقادات واسعة للجيش. وما بين تصريحات سامح نجيب، القيادى بالحركة، فى ديسمبر 2011، حول ضرورة إسقاط المجلس العسكرى من أجل انتصار الثورة على الدولة العميقة، ومثول المدون اليسارى حسام الحملاوى، القيادى بالحركة، أمام النيابة العسكرية فى مايو 2011 بتهمة إفشاء أسرار عسكرية بسبب حديثه عن كشوف العذرية التى تعرضت لها الفتيات المعتقلات فى فض اعتصام ميدان التحرير 9 مارس 2011، استمر التراشق «اليسارى - العسكرى» حتى جاءت مرحلة الإعادة للانتخابات الرئاسية فى يونيو 2012. «الاشتراكيون الثوريون تراجعوا عن دعم مرسى فى سبتمبر 2012.. بعدما تأكدوا أنهم يعيدون إنتاج دولة مبارك»، هكذا حلل عصام شعبان، القيادى بالحزب الشيوعى المصرى، «انقلاب» الحركة على «مرسى وإخوانه»، ويرى «شعبان» أنه بالرغم من العداوة التاريخية للتيار اليسارى مع الإسلام السياسى، فإن الاشتراكيين الثوريين وضعوا فى بيان رسمى بتاريخ 28 مايو 2012 شروطاً لدعم مرشح الإخوان فى جولة الإعادة، أبرزها تعيين حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح نائبين للرئيس وتعيين رئيس حكومة من خارج «الحرية والعدالة»، والتوافق مع القوى المدنية على دستور يضمن العدالة الاجتماعية والحق فى الإضراب وجودة الصحة. ويرى «شعبان» أن حقبة التسعينات ومطلع الألفية شهدت تقارباً كبيراً بين جماعة الإخوان، والاشتراكيين الثوريين فى التنسيق ضد نظام «مبارك»، مدللاً على حديثه بوجود حديث مبدئى حالياً بين قيادات الحركة وعدد من قيادات الإخوان فى محاولة منهم للتوحد ضد الدولة العسكرية، مشدداً على أنه لا بيانات رسمية تؤكد أو تنفى فكرة التحالف مع الإخوان. فى مايو 2013، قررت الحركة المشاركة فى حملة تمرد لسحب الثقة من مرسى، وقالت إنها قامت لرفض سياسات «مبارك وطنطاوى ومرسى»، صبيحة 3 يوليو وقبل ساعات من عزل الرئيس الإخوانى كان البيان الرسمى للحركة «فات الأوان يا مرسى.. ارحل». وخرج الفريق السيسى وأعلن: «رئيس مؤقت وتعطيل للدستور وانتخابات برلمانية ثم رئاسية»، لتعود الحرب على أشدها مجدداً مع الجيش، فهاجموا اختيار الببلاوى لرئاسة الحكومة منذ اليوم الأول، فضلاً عن رفضهم للإعلان الدستورى المؤقت الصادر من الرئيس منصور، وقالوا: «استعان فى الإعلان الدستورى بالعديد من مواد دستور 2012 الشهير بدستور الإخوان. ويرى الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن موقف الحركة من المؤسسة العسكرية فى أعقاب 30 يونيو «طبيعى»؛ فالاشتراكيون الثوريون يصفون أى تدخل للجيش فى السياسة بـ«الانقلاب»، وهذا فى نظرهم ما حدث فى 3 يوليو. «يسقط حكم العسكر.. يسقط السيسى قائد الثورة المضادة».. عنوان لبيان يندد بفض اعتصامى «رابعة والنهضة». «العزباوى» يؤكد أن الحركة بذلك البيان لا تنسق أبداً مع تيارات الإسلام السياسى. أخبار متعلقة: الشعب يلتهم «الذئاب» السياسة.. طبق المصريين المفضل ماذا جرى للمصريين؟ الستات فى عصر الإخوان: نكدب لو قلنا ما بنحبش.. مصر الأقباط.. الخروج الكبير من «قلب» الكنيسة إلى «رحاب» الوطن ثوار الجامعات يتخلون عن دورهم التاريخى أمام عنف الإخوان «فيس بوك» و«تويتر».. جمهورية الواقع «الملخبط» «الأناركية».. تحيا «الفوضى المبهجة» رئيس «طلاب مصر»: التحرش بالشرطة هدف «الإخوان» الإخوان.. تاريخ من الانقلاب على الذات جماعة الخيانة الثورة.. «مرجيحة» الإخوان الإخوان فى البرلمان: شالوا «الوطنى».. حطوا «الحرية والعدالة» الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس «التنظيم» ورم خبيث.. واستئصاله لن يمر دون ألم جورج إسحاق: «الإخوان» انقلبوا على «25 يناير» فأسقطهم الشعب فى «30 يونيو» الأخوات الإرهابيات: «خلّى السلاح صاحى».. تحت النقاب شاهندة مقلد: أنا ومصر ننتظر ثأرنا من الإخوان.. وسننتصر الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة» «وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل «YouTube».. الشيطان يحدثكم من جزيرة «البط الأسود» مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة