الثورة.. «مرجيحة» الإخوان

كتب: إمام أحمد

الثورة.. «مرجيحة» الإخوان

الثورة.. «مرجيحة» الإخوان

ثورة فتحت أمامهم الطريق للوصول إلى السلطة، وثورة أطاحت بهم.. الأولى أعطتهم فرصة ليصبحوا جزءاً من النسيج الوطنى ومهدت لهم الخطى من السجون للقصور، لكنهم أساءوا فى كل شىء، وخسروا الجميع.. والثانية أشهرت فى وجوههم «الكارت الأحمر» ونزعت عنهم تاج الحكم صارخة «عودوا من حيث أتيتم». وبين «25 يناير» و«30 يونيو» تبنى تنظيم الإخوان الموقف ونقيضه، ورفعوا الشعار وعكسه، واتخذوا قرارات متباينة وفقاً لما يرون من «مصلحة الجماعة»، ولو على حساب «الثورة والوطن». كان حال الإخوان دائماً «المصلحة» وليذهب الوطن إلى الجحيم إذا كان ذلك فى «المصلحة» ولتذهب الثورة إلى الجحيم إذا كان ذلك فى «المصلحة»، وليذهب دم الشهداء إلى الجحيم إذا كان ذلك فى «المصلحة»، وليذهب الكون كله إلى الجحيم إذا كان ذلك فى «المصلحة».. «مصلحة» الجماعة طبعاً. قبل انطلاق ثورة 25 يناير، أعلن تنظيم الإخوان رفضه للمشاركة فى المظاهرات التى دعت لها مجموعات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعى على شبكات الإنترنت، مرجعاً موقفه إلى عدم التنسيق والتنظيم لهذه المظاهرات، وعدم وضوح أهدافها، فضلاً عن تزامنها مع عيد الشرطة المصرية، لكن الإخوان لم يتوانوا عن اللحاق بقطار «الشباب» بمجرد تصاعد الأحداث، بعد مرور 3 أيام تم خلالها كسر حاجز الخوف، وقد ترنّح «الفرعون»، ليعلنوا عن مشاركتهم الرسمية فى مساء جمعة 28 يناير. فكان التنظيم آخر المشاركين فى «ثورة الغضب» لكنه سارع ليكون أول الحاضرين على مائدة الحوار التى دعا لها، حينذاك، النائب الراحل للرئيس اللواء عمر سليمان. بعد 11 فبراير ورحيل الرئيس الأسبق مبارك، تبنى «الإخوان» شعارات «الاستقرار» و«عجلة البناء» وشاركوا فى إجراء تعديلات 19 مارس، ودعوا للتصويت بـ«نعم»، وذهبوا قدماً فى اتجاه الصناديق والانتخابات، مرددين: «الشرعية للبرلمان وليس للميدان». هنا انتهى دور الثورة وفقاً لأوامر مكتب الإرشاد، بمجرد وصول التنظيم للحكم برلماناً ثم رئاسة، وصار من يتحدث عن الثورة إما عميلاً أو متآمراً أو جاحداً على مشروع «النهضة الإخوانى»، لكنهم عادوا من جديد بعد 30 يونيو التى أذهبت سلطانهم، يرفعون شعارات الثورة التى عارضوها بالأمس، ويأتون بما نهوا، ويحللون ما حرّموا![SecondImage] فى أكتوبر 2011 خرج القيادى الإخوانى البارز الدكتور عصام العريان، المحبوس الآن احتياطياً على ذمة التحقيقات، يهاجم من يهتف: «يسقط يسقط حكم العسكر»، قائلاً إن هذا الشعار «مهين للجيش» والإخوان يكنون كل احترام وتقدير وحب للقوات المسلحة. ولكن مع أول اختلاف حقيقى، وانحياز الجيش لمطالب المصريين والقوى السياسية بعزل رئيس فشل فى إدارة البلاد على مدار سنة، اختفى التقدير، وتبخّر الحب، وأصبح «يسقط حكم العسكر» هو الشعار الرسمى الذى اتخذه التنظيم، ووجه قيادات الإخوان أقذع الاتهامات، وشنوا أشد الهجوم قولاً وفعلاً ضد المؤسسة العسكرية وقياداتها.. فأينما كانت مصلحة الجماعة، ثَمّ «شرع الإخوان». الدكتور عمار على حسن، الكاتب والمحلل السياسى، يرى أن «الإخوان تعاملوا مع ثورة يناير على أنها مجرد فرصة للقفز على السلطة، وخانوا الثوار ومطالب ومبادئ الثورة حتى قبل تنحى مبارك، حين ذهبوا للتفاوض مع نظامه على حساب الشعب والثورة، ولو كان النظام قد منحهم شيئاً لباعوا الجميع من أجل مصالحهم، فهذه عادتهم طيلة حياتهم، خدمة السلطة والتحايل عليها، لحين تأتى الفرصة التى يأكلونها فيها». وأوضح «حسن» أن علاقة الإخوان بالثورة تخضع لـ«قانون المصلحة»، وأنهم تأرجحوا كثيراً «رايح جاى» بهدف خدمة مصالحهم فقط، حتى انتهى بهم الأمر إلى خسارة كل شىء. وأضاف: «هم وقفوا مع الشباب فى ميدان التحرير، ثم انقلبوا عليهم. وتحالفوا مع المجلس العسكرى ثم انقلبوا عليه. وقطعوا عهوداً على أنفسهم قبل انتخابات جولة الإعادة بحضور القوى الوطنية ثم انقبلوا على تلك الوعود أيضاً»، مستدركاً: «الإخوان يرتدون رداء الثورة مخادعةً متى شاءوا لتحقيق مصلحة فى ظرف سياسى معين، ثم يطرحون هذا الثوب أرضاً حين تنتهى المهمة». الدكتور أسامة الغزالى حرب، أستاذ العلوم السياسية، قال إن الإخوان تلاعبوا بثورة 25 يناير، وبكل القوى المدنية التى دعمتهم أو تحالفت معهم سواء أثناء الثورة أو قبل الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، مضيفاً: «علاقة الإخوان بالثورة هى علاقة مصلحة تبدأ حين تبدأ المصلحة، وتنتهى عندما ينقضى الأمر ويتحقق المراد». وأشار إلى أن تنظيم الإخوان لم يكن له خط مستقيم يسير عليه، أو أى مبادئ يمكن أن يلتزم بها، ولذا فالإخوان اتخذوا قرارات ومواقف ونقائضها على مدار 3 أعوام، وأصدروا عشرات التصريحات المتضاربة والوعود الكاذبة. وشدد على أن قادة تنظيم «حسن البنا» بحكم طبيعتهم، وعقيدتهم، وتاريخهم الذى عملوا خلاله تحت الأرض، قد اعتادوا أن يعلنوا خلاف ما تخفى نفوسهم. وأن يحتالوا على الجميع بهدف خدمة مصالحهم فقط، فهم مستعدون للتحالف مع الثوار الشباب، ثم تركهم للتحالف مع السلفيين والمجلس العسكرى، ثم الانقلاب على الجميع والارتماء فى حضن الغرب والأمريكان، قائلاً: مرشدهم السابق مهدى عاكف قال ذات يوم إنهم مستعدون للتحالف مع الشيطان.. وهذا هو منطقهم، فالغاية تبرر الوسيلة عند الإخوان. الدكتور جمال عبدالجواد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن الإخوان لا علاقة لهم بالثورة، وأن عقيدتهم تتنافى والحرية والديمقراطية وأحلام وأهداف الثورات. لكنهم وجدوا فى 25 يناير فرصة لتحقيق هدفهم الذى يعملون من أجله منذ 90 عاماً وهو الوصول للسلطة، مضيفاً: «كان من الطبيعى بمجرد تحقيق هذا الهدف أن يتنصلوا من الثورة والثوار وينقلبوا عليهم، فى محاولة لتنفيذ مشروعهم الذى فشل بكل المقاييس، وتوحد كل فئات الشعب ضده فى 30 يونيو». وتابع: «الإخوان قامروا بثورة 25 يناير، وحاولوا أن يلعبوا بها لعبة العصا والجزرة.. لكنهم خسروا فى نهاية المطاف، وجاءت 30 يونيو لتطيح بهم خارج الملعب تماماً». أخبار متعلقة: الشعب يلتهم «الذئاب» السياسة.. طبق المصريين المفضل ماذا جرى للمصريين؟ الستات فى عصر الإخوان: نكدب لو قلنا ما بنحبش.. مصر الأقباط.. الخروج الكبير من «قلب» الكنيسة إلى «رحاب» الوطن ثوار الجامعات يتخلون عن دورهم التاريخى أمام عنف الإخوان «فيس بوك» و«تويتر».. جمهورية الواقع «الملخبط» الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة» «الأناركية».. تحيا «الفوضى المبهجة» رئيس «طلاب مصر»: التحرش بالشرطة هدف «الإخوان» الإخوان.. تاريخ من الانقلاب على الذات جماعة الخيانة الإخوان فى البرلمان: شالوا «الوطنى».. حطوا «الحرية والعدالة» الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس «التنظيم» ورم خبيث.. واستئصاله لن يمر دون ألم جورج إسحاق: «الإخوان» انقلبوا على «25 يناير» فأسقطهم الشعب فى «30 يونيو» الأخوات الإرهابيات: «خلّى السلاح صاحى».. تحت النقاب شاهندة مقلد: أنا ومصر ننتظر ثأرنا من الإخوان.. وسننتصر الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة» «وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل «YouTube».. الشيطان يحدثكم من جزيرة «البط الأسود» مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة