الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس

كتب: رجب المرشدى

الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس

الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس

على مدار عقود طويلة لم تعرف مؤسسة الرئاسة حالة «الانقلاب» التى عاشتها فى 365 يوماً فقط، هى مدة حكم «المعزول» محمد مرسى.. المؤسسة التى كانت عصية على الاختراق.. أصبحت اجتماعاتها على الهواء.. والمؤسسة التى كانت تدير الأمن القومى تركت مكانها لمكتب الإرشاد.. وكان من الطبيعى أن يعود الرئيس مرة أخرى إلى المكان الذى جاء منه، السجن، وتتكرر المعجزة التى كان ينادى بها الإخوان أنه جاء من «البُرش إلى العرش». استطاع «مرسى» خلال عام واحد أن يحول مؤسسة الرئاسة إلى «مكتب تنفيذى» يديره مكتب الإرشاد بعلم الرئاسة ومن وراء ظهره، وبدت قيادته للبلاد «رخوة»، فلم ينجح فى أن يقنع الشعب بأنه رئيس لكل المصريين. بدأ الرئيس المعزول عهده الانقلابى بتدمير المؤسسة القضائية، وبعد أسبوع واحد فقط ألغى حكم الدستورية بـ«حل مجلس الشعب»، وفى اليوم التالى أعادت المحكمة نفس الحكم، ما دفع الرئيس إلى التراجع عن قراره. واستمر انقلاب «المعزول» ضد الدولة ولمصلحة الجماعة مستغلاً بعض المواقف التى أسهمت فى صدور قرارات مغلفة بمصلحة البلاد.. وإصدار إعلان دستورى مكمل، أقال به وزير الدفاع ورئيس الأركان بعد مذبحة رفح الأولى، ثم أصدر إعلاناً دستورياً جديداً فى نوفمبر 2012 أقال فيه النائب العام وحصّن قراراته لحين انتخاب مجلس شعب جديد ليؤسس لمنصب «الرئيس الإله» الذى لا يعارَض. ظلت الرئاسة طوال تاريخها حصناً للأمن القومى المصرى بمعاونة المؤسسات القومية، لكن هذه الميزة تحطمت على يد دولة الإخوان، من خلال قرارات الرئيس المعزول، بعدما أصدر قراراً بالعفو عن 572 سجيناً من التيارات الإسلامية المتطرفة، ممن يشنون الآن حرباً ضد الدولة وضد النظام بعد فشل مخطط الجماعة فى الإطاحة بالدولة لصالح الجماعة، من خلال تأسيس دولة الإرهاب فى سيناء، السماح لحركة حماس بالتوغل فى سيناء. يقول الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «مؤسسة الرئاسة كمؤسسة أمنية لها قواعدها ومهامها الأمنية والاستراتيجية طوال تاريخها، لكن المعزول حوّل هذه المؤسسة إلى فرع من فروع الجماعة، حيث استعان بعشيرته، فتورطوا جميعاً فى قضايا تضر بالأمن القومى وتسريب معلومات مهمة».[SecondImage] انقلاب الإخوان فى مؤسسة الرئاسة بدأ بالأساس بالوعود التى قدمها مرسى للقوى المدنية قبل جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، حيث وعد المجتمعين فى فندق فيرمونت بتحقيق أهداف الثورة، وعدم تمكين نظام مبارك من العودة إلى الحياة السياسية، ولكنه انقلب على الثورة فى أولى محطاته فى الرئاسة، واستبدل القوى المدنية بمكتب الإرشاد، ووضع مصلحة التنظيم الدولى فوق أى مصلحة، وزار إيران وتحالف معها، وقطع العلاقات مع سوريا لإرضاء أمريكا، واتخذ من رئيس إسرائيل صديقاً وفياً، ووعد الرئيس السودانى بأرض «حلايب وشلاتين». يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية: «ما فعله الرئيس المعزول طوال عام هو سلسلة من الانقلابات غير الطبيعية»، ضارباً المثل بمخالفة التحالفات التى عقدها الإخوان قبل فوز مرسى. مضيفاً: «مرسى كان أول رئيس يتحالف مع إرهابيين ويحتضن عاصم عبدالماجد وطارق الزمر ويستضيفهما فى الرئاسة، ويعين غيرهما من الإرهابيين فى مؤسسة الرئاسة. ويعلق صادق على إحالة النائب العام للرئيس المعزول لمحكمة الجنايات، بسبب ارتكابه جرائم تخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار البلاد، قائلاً: «مرسى كان يتاجر بالأمن القومى المصرى، ولأول مرة تنقلب مؤسسة الرئاسة إلى ممر لتسريب المعلومات لجهات أجنبية». ويختتم «صادق» حديثه قائلاً: «ما حدث فى مؤتمر سد النهضة يدل على أننا أمام رئيس (أهطل)، لا يدرى معنى الأمن القومى». الانقلاب الأكبر، كان على الصورة التى حاول الإخوان تقديمها للرئيس المؤمن صاحب الأيدى المتوضئة، والذى رفض أن يتقاضى راتبه من الرئاسة، حيث يكشف الجهاز المركزى للمحاسبات تجاوزات مالية فى مؤسسة الرئاسة تقدر بـ100 مليون جنيه، موزعة على بنود، من بينها: المرتبات والمكافآت، كما أثبت زيادة مصروفات تناول الوجبات داخل مقر الرئاسة إلى 3 ملايين و240 ألف جنيه، وتعيين 400 مستشار. الانقلاب استمر أيضاً فى الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث وصل حجم القروض خلال 9 أشهر إلى 19 مليار دولار، وهى 7 مليارات من قطر و2 مليار من دولة الإمارات، و2 مليار من تركيا، و2 مليار من ليبيا، و2 مليار من السعودية، بالإضافة إلى وديعة من قطر بقيمة 4 مليارات دولار، بفائدة 4٫3 ويمكن استردادها فى أى وقت ترغب فيه، وهذه المبالغ توازى حجم الاستدانة خلال 30 عاماً من حكم مبارك. وبالنسبة للأمن الداخلى، زادت الجريمة 300%، كما ارتفعت نسبة البطالة من 17٫3 إلى 24.3%، وتجاوز العجز العام 200 مليار جنيه هذا العام نسبة الإشغال للسياحة قلت وتراجعت بنسبة 98% عما سبق، فضلاً عن إغلاق 1500 مصنع. أخبار متعلقة: الشعب يلتهم «الذئاب» السياسة.. طبق المصريين المفضل ماذا جرى للمصريين؟ الستات فى عصر الإخوان: نكدب لو قلنا ما بنحبش.. مصر الأقباط.. الخروج الكبير من «قلب» الكنيسة إلى «رحاب» الوطن ثوار الجامعات يتخلون عن دورهم التاريخى أمام عنف الإخوان «فيس بوك» و«تويتر».. جمهورية الواقع «الملخبط» الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة» «الأناركية».. تحيا «الفوضى المبهجة» رئيس «طلاب مصر»: التحرش بالشرطة هدف «الإخوان» الإخوان.. تاريخ من الانقلاب على الذات جماعة الخيانة الثورة.. «مرجيحة» الإخوان الإخوان فى البرلمان: شالوا «الوطنى».. حطوا «الحرية والعدالة» «التنظيم» ورم خبيث.. واستئصاله لن يمر دون ألم جورج إسحاق: «الإخوان» انقلبوا على «25 يناير» فأسقطهم الشعب فى «30 يونيو» الأخوات الإرهابيات: «خلّى السلاح صاحى».. تحت النقاب شاهندة مقلد: أنا ومصر ننتظر ثأرنا من الإخوان.. وسننتصر الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة» «وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل «YouTube».. الشيطان يحدثكم من جزيرة «البط الأسود» مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة