الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة»

كتب: عبدالفتاح فرج

الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة»

الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة»

أمور عدة تغيرت فى مجال الدعوة عقب ثورة يناير 2011، تنفس الخطباء طعم الحرية لأول مرة، بعد سقوط جهاز أمن الدولة بوزارة الداخلية، وخطبوا حسب رؤيتهم السياسية، وعقيدتهم الفكرية، دون أدنى تدخل من وزارة الأوقاف والأزهر، ما تسبب فى إثارة المشكلات بين بعض الأهالى والخطباء المتشددين الذين انقلبوا فكرياً على آرائهم، ومواقفهم فى عهد مبارك الرئيس السابق، ثم انقلبوا عليها مرة أخرى بعد 30 يونيو عقب عزل مرسى، الذين أكدوا ابتعاد معظم الخطباء عن التدخل فى السياسة واستخدام المنابر فى الدعاية السياسية، خاصة بعد استبعاد الأئمة غير الأزهريين من إلقاء خطبة الجمعة، باستثناء بعض المنتمين للإخوان. على إبراهيم حسين، إمام وخطيب بمركز ديرب نجم محافظة الشرقية، يقول إن أبواب الحرية فُتحت أمام الأئمة عقب ثورة يناير دون أى توجيهات من قبل وزارة الأوقاف أو فرض أنماط معينة من الخطب كما كان يحدث فى عهد مبارك، وأضاف: «جهاز أمن الدولة كان يتدخل فى عملنا، ويشد أى حد يتكلم فى السياسة وممكن ينقله كمان أو يحوله لعمل إدارى، لكن بعد سقوط مبارك تبدلت الأمور، وعاش الأئمة حالة من الحرية المطلقة، ما أدى إلى وقوع الأئمة فى مشكلات كبيرة حيث لم يفصل بعضهم رأيه السياسى عن الدعوة، ولم يهتم بوجود فريقين من المصلين مختلفين فى الرأى بل يفرض عليهم رأيه». ويتابع «إبراهيم» قائلاً: «الأئمة اهتموا بالسياسة مؤخراً عقب دعوات تجديد الخطاب الدينى لمواكبة قضايا العصر والابتعاد عن الخطب المكررة، التى يحفظها الجمهور، لكن انخرط بعضهم فى السياسة بشكل غير لائق، أنا أفضل الابتعاد عن الكلام فى السياسة أو الانتخابات أو الاستفتاء، وأخلع ما أؤمن به سياسياً قبل الصعود إلى المنبر لعدم شق الصف الوطنى، الذى يعانى من حالة استقطاب شديدة». وأكد إبراهيم، أنه بعد انتخاب الرئيس السابق محمد مرسى لم تصدر أى تعليمات من الوزارة بالابتعاد عن السياسة، لكن بعد عزله وتعيين وزير جديد للأوقاف صدرت تعليمات مشددة بتجنب الحديث فى السياسة خلال خطبة الجمعة، والالتزام بالمنهج الوسطى الأزهرى، وقال: «عدد قليل من الأئمة لم يلتزم بتعليمات الوزارة، وراح يتحدث وفقاً لأهوائه السياسية، ومع ذلك لا تفرض علينا وزارة الأوقاف خطباً بعينها، ولا تتدخل فى عملنا وتترك لنا حرية اختيار الخطب التى تواكب العصر، كما أخذت عهداً على نفسى بعدم الانضمام لأى فصيل سياسى، لأننى لو فعلت ذلك سأدافع عنه بدلاً من الدين، لذلك رفضت الانضمام إلى أحزاب عرضت علينا الانضمام إليها». يرى «إبراهيم» أن وزير الأوقاف الحالى اتخذ قرارات فى صالح الإمام للحفاظ على ماء وجهه مثل عدم نقله لأى سبب كان، ويقول: «فى الماضى كان بإمكان أى أحد نقل الإمام بمجرد تقديم شكوى فيه حتى ولو كانت كيدية». ويقول رجب السعيد محمد، إمام وخطيب بأوقاف محافظة الشرقية: «بعد 30 يونيو فيه أئمة اتغيرت وفيه أئمة لأ، وفيه ناس جددت الخطاب الدينى بتاعها وفيه ناس لأ، قبل ثورة يناير أمن الدولة كان محبّكها على الكل وخاصة الإخوان، لكن بعد الثورة تمتع الخطباء بحرية مطلقة، اللى كان عاوز يقول حاجة كان بيقولها حتى لو وصلت إنه يسب ويشتم ويذكر اسم خصمه كمان، والحرية المطلقة من وجهة نظرى شىء سيئ، المفترض فى الإمام أن يكون محايداً، ولا يتبع فصيلاً بعينه». يضيف السعيد: «بعض الأئمة المنتمين للإخوان لا يعيرون تعليمات الوزارة أى اهتمام ويخرجون على النص خلال خطبة الجمعة وبيقولوا اللى همّ عاوزينه، ولا يلتزمون بالمنهج الوسطى رغم تحذيرات الوزارة، حتى وإن كلفهم ذلك فقدان وظائفهم، ينقل وزير الأوقاف تعليماته إلى وكلاء الوزارة بالمحافظات المختلفة كل شهر، ثم ينقلونها إلى مديرى الإدارات الذين ينقلونها إلينا، وهى تعليمات شفهية غير مكتوبة تحثنا على الابتعاد عن الحديث فى السياسة وحالة الجدل السياسى التى تمر بها البلاد، والاقتراب من الأمور الروحانية والحياتية للمواطن». ويقول محمد عيد كيلانى، مدير عام المساجد الأهلية بوزارة الأوقاف، إن الخطاب الدينى بمساجد الأوقاف معتدل حالياً، ويتمتع بالمنهج الوسطى، وإن الأمور تحسنت للأفضل بعد الثورة الأخيرة عقب تعيين الدكتور محمد مختار جمعة وزيراً للأوقاف، الذى اتخذ قراراً مهماً بمنع الدعاة غير الأزهريين من أداء خطبة الجمعة، وبالتالى تم إبعاد ما يقرب من 12 ألف خطيب غير أزهرى عن الخطابة من العاملين بالمكافأة. وأضاف: «بعد ثورة 25 يناير لم يكن هناك التزام بالمنهج الأزهرى الوسطى، وكان هذا خطأ فادحاً نبهنا إليه لأن بعض الخطب المتشددة كانت تحث على الفتنة، والتكفير والفُرقة، وبعد قرار الوزير تم تنقية المنابر من هؤلاء الدخلاء، والآن يبلغ عدد الأئمة المعينين بوزارة الأوقاف حوالى 50 ألف إمام، بجانب 38 ألفا آخرين يعملون بالمكافأة من الأزهريين». أخبار متعلقة: الشعب يلتهم «الذئاب» السياسة.. طبق المصريين المفضل ماذا جرى للمصريين؟ الستات فى عصر الإخوان: نكدب لو قلنا ما بنحبش.. مصر الأقباط.. الخروج الكبير من «قلب» الكنيسة إلى «رحاب» الوطن ثوار الجامعات يتخلون عن دورهم التاريخى أمام عنف الإخوان «فيس بوك» و«تويتر».. جمهورية الواقع «الملخبط» الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة» «الأناركية».. تحيا «الفوضى المبهجة» رئيس «طلاب مصر»: التحرش بالشرطة هدف «الإخوان» الإخوان.. تاريخ من الانقلاب على الذات جماعة الخيانة الثورة.. «مرجيحة» الإخوان الإخوان فى البرلمان: شالوا «الوطنى».. حطوا «الحرية والعدالة» الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس «التنظيم» ورم خبيث.. واستئصاله لن يمر دون ألم جورج إسحاق: «الإخوان» انقلبوا على «25 يناير» فأسقطهم الشعب فى «30 يونيو» الأخوات الإرهابيات: «خلّى السلاح صاحى».. تحت النقاب شاهندة مقلد: أنا ومصر ننتظر ثأرنا من الإخوان.. وسننتصر «وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل «YouTube».. الشيطان يحدثكم من جزيرة «البط الأسود» مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة