الانقلاب.. الشعب يلتهم «الذئاب»

كتب: مجدى الجلاد

الانقلاب.. الشعب يلتهم «الذئاب»

الانقلاب.. الشعب يلتهم «الذئاب»

بالفعل.. كان انقلاباً..! ..انقلبوا على الشعب.. فانقلب عليهم.. وبات علينا جميعاً أن نحاول فهم ما حدث..! لا تظلموا 2013.. فإن كان الأصعب والأخطر.. فهو -أيضاً- الأهم رغم الوجع المبرح.. وإلا فلماذا كتب الله عزّ وجلّ على الأم وجع الدنيا فى لحظة ميلاد جنين جديد..؟! إنه عام الميلاد الحقيقى.. تألموا واصرخوا.. اجأروا بالشكوى وانزفوا الدماء الطاهرة.. فلحظة الميلاد تستحق أكثر وأكثر.. وإذا كانت «نطفة الحمل» أبرقت فى 25 يناير 2011.. فإن ثمرة الولادة سطعت فى 30 يونيو 2013.. صرخة غاضبة ممتدة لا تزال لها بقية فى الحناجر: لن نخضع بعد الآن.. لن يخدعنا أحد بعد اليوم!.. إنه الانقلاب على «انقلاب» ضد «ثورة».. كيف؟! يقولون إن «المصرى» يحتمل -أكثر من اللازم- شظف العيش.. ربما.. يقولون إن الصبر يضجر من صبره.. ربما.. ويقولون إن «أبوالهول» أضفى حكمته الصامتة على المصريين.. ربما.. ويقولون إن مصر جنة الحكام.. ربما.. ويقولون إن «نهر النيل» وهب الكنانة حياة ساكنة، لا يؤرقها الوقت أو الصعاب.. ربما.. غير أن الثابت فى الشخصية المصرية أنها غير ثابتة.. لا شىء يدعو المصرى للانفجار سوى أن تخدعه.. أن تلعب به أو عليه.. أن تنتهك عرضه أو أرضه أو هويته أو دينه وفقاً لعقيدته هو، وليس عقيدتك..! «الإخوان» وحلفاؤهم فعلوا كل هذا.. لم يقرأوا التاريخ، ولم يحاولوا سبر أغوار الشخصية المصرية.. فسقطوا فى «انقلابهم».. انقلبوا على الهوية، ولعبوا فى «سحنة عمرها 7 آلاف سنة».. انقلبوا على الأرض، فأرادوها «صندوق نذور وصدقات» لأصدقاء وحلفاء المشروع الخاص.. انقلبوا على «الدين» فجعلوه «أوتوبيساً» يركبونه إلى «اتحادية الرئاسة».. أو يفجرونه فى وجه الشعب، إذا قال لهم «لا».. والمصرى اعتاد أن يدفع ثمن اختياره.. حتى لو امتد طابور الشهداء من أسوان إلى الإسكندرية..! بالفعل.. كان انقلاباً..! ..كان «الإخوان» يعيشون فى جحور السلطة.. يعارضون بعين، ويعقدون الصفقات مع «نظام مبارك» بالعين الأخرى واليدين والقدمين والقلب.. وأحياناً بالشفايف.. وحين دقت ساعة «الغضب» وانفجر بركان «الثورة»، أغمضوا العينين فى انتظار الإعلان عن المنتصر.. كانت المعركة عنيفة بين طرفين: نظام يحكم بلداً ينام بين أطراف أصابعه.. وشعب أدرك يومها أن جيلاً جديداً يقف فى الميدان.. جيل يشبه آباءه فى القسمات والملامح، ويختلف عنهم فى استقبال أشعة الشمس..! ..كان «الإخوان» مثل حلفائهم يؤمنون أن «الأسد» سيلتهم الفريسة حتماً.. حتى لو كان الأسد عجوزاً، والفريسة بلا أظافر أو أنياب.. لذا كان طبيعياً أن تخرج «هيلارى كلينتون» وزيرة الخارجية الأمريكية يوم 27 يناير 2011 بتصريح داعم لـ«الأسد العجوز»: الحكومة المصرية مستقرة..! وكان طبيعياً أيضاً أن يعلن «الإخوان» رسمياً وفى بيان مكتوب عدم مشاركتهم فى مظاهرات الغضب ضد «نظام مبارك».. غير أن «الذئاب» لا تنتظر كثيراً وراء الشجرة أو الحجر.. سمت «الذئاب» أن ترقب المعركة، حتى يتبين لها «خيط الفريسة» وليس المنتصر.. الذئاب لا يهمها من يكسب المعركة.. وإنما أى «جيفة» ستبقى على أرض المعركة.. أى «جثة» ستحمل لحماً يسد جوع 85 سنة.. أى دماء سوف يمتصها «التنظيم» بأنياب زرعها فى كل شبر وركن..! كانت «مصر» فى «عيونهم وشهوتهم» هى «الجيفة».. هى «الجثة».. هى «نهر الدم».. ظن «الإخوان» وحلفاؤهم أن المعركة انتهت بانتصار «الطرف الأضعف».. الشعب الذى يعرفونه جيداً.. شعب يصحو على «الله أكبر» فيتوضأ ويصلى ركعتين، وهو يعرف أن البيت ليس به «رغيفان».. شعب يصدق «المنبر» أكثر من «الدستور».. شعب خارج لتوه من «العناية المركزة»: فقر.. جهل.. ومرض!.. فأى لحظة تلك؟.. وأى فرصة تلك..؟! كان الانقلاب سريعاً وحاداً.. وبينما اعتقد الثوار والشباب والبسطاء أن رحيل «الأسد العجوز» هو سطوع فجر جديد.. كان «الذئب» ينقض على الفريسة، فيحجب بجسده الضخم أشعة الشمس.. عاشت مصر دون شمس، حين اختطفها «الذئاب».. وقلب «المصرى» لا ينبض دون شمس.. غير أننا نفيق دائماً بعد فوات الأوان.. فلماذا أفقنا هذه المرة قبل الأوان بـ«أوان»؟! كان الانقلاب حاداً على «الهوية والأرض والعقيدة والعرض».. فبات «انقلاب الشعب» فى 30 يونيو أكثر حدة.. «اليوم وليس غداً».. «الرحيل الفورى».. «مصر ليست فريسة ولا جيفة ولا جثة».. مصر لم يطوها الطغاة ولا الاستعمار ولا جيوش الأرض..! مصر تتقلب عليها السنون والأزمان فى كل حال وأى حال دون أن تنكسر.. قد تمرض.. قد تضعف.. قد تنتكس.. غير أن الإنسان فيها يموت مبتسماً وهو يدافع عن أرضه أو عرضه أو هويته أو دينه.. والكارثة الحقيقية فى انقلاب «الإخوان» على «الشعب المصرى» أنهم استبدلوا «أو» بـ«و».. فإذا كان السابقون داسهم المصريون لأنهم انتهكوا واحدة من مقدساته.. فإن «الجماعة» انقلبت وانتهكت كل شىء «الأرض.. العرض.. الهوية.. والدين».. فأى انقلاب هذا، استحقت عليه أن يطويها الشعب المصرى بين أصابعه، وهو يدق الأرض بقدميه.. بينما ينظر إلى شمس عصر جديد..؟! هذا ما حدث فى 2013.. وما سيحدث فى 2014 وما بعدها.. وهذا هو عددنا الخاص فى مستهل عام جديد لقارئ نحبه.. ولكن نحترمه أكثر..! أخبار متعلقة: السياسة.. طبق المصريين المفضل ماذا جرى للمصريين؟ الستات فى عصر الإخوان: نكدب لو قلنا ما بنحبش.. مصر الأقباط.. الخروج الكبير من «قلب» الكنيسة إلى «رحاب» الوطن ثوار الجامعات يتخلون عن دورهم التاريخى أمام عنف الإخوان «فيس بوك» و«تويتر».. جمهورية الواقع «الملخبط» الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة» «الأناركية».. تحيا «الفوضى المبهجة» رئيس «طلاب مصر»: التحرش بالشرطة هدف «الإخوان» الإخوان.. تاريخ من الانقلاب على الذات جماعة الخيانة الثورة.. «مرجيحة» الإخوان الإخوان فى البرلمان: شالوا «الوطنى».. حطوا «الحرية والعدالة» الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس «التنظيم» ورم خبيث.. واستئصاله لن يمر دون ألم جورج إسحاق: «الإخوان» انقلبوا على «25 يناير» فأسقطهم الشعب فى «30 يونيو» الأخوات الإرهابيات: «خلّى السلاح صاحى».. تحت النقاب شاهندة مقلد: أنا ومصر ننتظر ثأرنا من الإخوان.. وسننتصر الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة» «وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل «YouTube».. الشيطان يحدثكم من جزيرة «البط الأسود» مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة