الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل

كتب: مروى ياسين ومها البهنساوى

الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل

الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل

«دعوتهم لم تكن دينية خالصة»، خلطوا أغراض السياسة بتعاليم الدين. تفنن بعضهم فى تجهيز قائمة من المحظورات تزيد الناس حيرةً على حيرتهم. قالوا ما يروق لهم ولأحزابهم واختتموا كلماتهم دوماً بآيات من الذكر الحكيم، لإسباغ شىء من القدسية على أغراضهم السياسية والدنيوية. يدعون إلى الفتنة بآيات من القرآن الذى دعا الناس إلى الرحمة والمغفرة. ينصّبون أنفسهم ملائكة الله فى أرضه، وحماة كتابه الكريم، فيلتف حولهم البسطاء أمام الشاشات، قبل أن تتحول إلى مربعات سوداء. يحذر الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، من خطورة عدم وجود قنوات دينية صحيحة، لمواجهة القنوات المتخصصة فى دعم المد الشيعى، إلى جانب القنوات المتطرفة التى تستهدف المشاهد المصرى الذى اعتاد الثقافة الدينية التليفزيونة ومتابعتها يومياً، على الرغم مما كانت تقدمه من مضامين بعضها ذو طابع شخصى. فى الماضى القريب، ظهر الداعية عبدالله بدر عبر شاشة قناة فضائية جديدة، أرادت لنفسها أن تكون «الحافظ» فى مجتمع عابث، لكن «شيخها المزعوم» وضعها على قائمة القنوات المتناقضة التى تخرج عن هدفها السامى، وهو نشر الدعوة الإسلامية، لتتحول إلى ساحة من الجدل حول نجمات السينما، والخوض فى أعراضهن، ليكتب «بدر» نهايته بيديه، أو «بلسانه»، بعد خوضه فى عرض الفنانة إلهام شاهين، حتى حُكم عليه بالحبس لمدة عام وغرامة 20 ألف جنيه. لم يختلف «بدر» عن كثير من شيوخ «المرحلة» الذين خرجوا على المشاهدين بثياب العفة، قبل أن تكشف مواقفهم حقيقة مغايرة، وعلى رأس هؤلاء الشيخ وجدى غنيم الذى سب الجيش المصرى مراراً بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، «أشم رائحة الخيانة واليهود وأمريكا فيما يفعله الجيش المصرى»، ليثبت أن جنسيته القطرية التى يحملها مفتخراً، انتصرت على مصريته، إلى حد سب وتخوين جيش بلاده، موزعاً الأحكام على كل من يخالف معتقداته أو مصالح موطنه الجديد. فى الصفوف نفسها وقف الشيخ يوسف القرضاوى الذى أفتى بقتل الجنود المصريين، وكرر هو الآخر هجومه على الجيش المصرى بخطابات تحريضية أنسته مصريته بفعل جنسيته القطرية التى يحملها. وإلى جانبهما يقف كذلك الشيخ السلفى محمد حسان، الذى أقحم نفسه كثيراً فى المعترك السياسى، مرة بدعوى إخماد فتنة طائفية فى صعيد مصر، وأخرى محاولاً جمع أموال للاستغناء عن المعونة الأمريكية، مرة يندد بالخروج على الحاكم أثناء ثورة يناير لإسقاط نظام «مبارك»، وأخرى يقف إلى جانب قادة المجلس العسكرى، ليعود إلى صفوف «الإخوان» فى اعتصام رابعة العدوية بعد ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس مرسى، ليؤكد ارتباك رؤيته للمواقف السياسية. لا يختلف الداعية السلفى محمد عبدالمقصود كثيراً عن هذه النماذج، فهو الذى قال إنه يرى فى الجيش الإسرائيلى النخوة والقوة، نكاية فى الجيش المصرى الذى اتهمه بالخيانة، فى مقارنة لا تجوز من شيخ مصرى يدّعى الدفاع عن وطنه ودينه. وعلى الرغم من سوء المشهد «الإعلامى الدينى» فى السنوات الأخيرة، يقول الخبير الإعلامى الدكتور ياسر عبدالعزيز: «لا بد أن يكون لدينا قنوات جديدة تقدم المحتوى الدينى، وهو أمر لا خلاف على أهميته، وهى قنوات موجودة فى كل دول العالم تقريباً، لكن بالطبع لا نقصد نوعية القنوات التى وصفت نفسها بالدينية فى مصر مؤخراً. ووضع «عبدالعزيز» شروطاً لتجنّب تكرار الجانب السلبى من تجربة القنوات الدينية: «لا بد أن تحصل القنوات الدينية على تراخيص محدّدة، وأن تكون مملوكة لمستثمر مصرى ومعلوم مصدر تمويلها، وتتعهد بعدم الطعن فى الأديان الأخرى أو الحط من شأن أتباع أى مذهب، وتلتزم بعدم بث أى محتوى من شأنه تعريض حياة الناس للخطر، وتجنب التناقض مع الحقائق العلمية الثابتة». أخبار متعلقة: الشعب يلتهم «الذئاب» السياسة.. طبق المصريين المفضل ماذا جرى للمصريين؟ الستات فى عصر الإخوان: نكدب لو قلنا ما بنحبش.. مصر الأقباط.. الخروج الكبير من «قلب» الكنيسة إلى «رحاب» الوطن ثوار الجامعات يتخلون عن دورهم التاريخى أمام عنف الإخوان «فيس بوك» و«تويتر».. جمهورية الواقع «الملخبط» الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة» «الأناركية».. تحيا «الفوضى المبهجة» رئيس «طلاب مصر»: التحرش بالشرطة هدف «الإخوان» الإخوان.. تاريخ من الانقلاب على الذات جماعة الخيانة الثورة.. «مرجيحة» الإخوان الإخوان فى البرلمان: شالوا «الوطنى».. حطوا «الحرية والعدالة» الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس «التنظيم» ورم خبيث.. واستئصاله لن يمر دون ألم جورج إسحاق: «الإخوان» انقلبوا على «25 يناير» فأسقطهم الشعب فى «30 يونيو» الأخوات الإرهابيات: «خلّى السلاح صاحى».. تحت النقاب شاهندة مقلد: أنا ومصر ننتظر ثأرنا من الإخوان.. وسننتصر الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة» «وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة «YouTube».. الشيطان يحدثكم من جزيرة «البط الأسود» مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة