«وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة

كتب: محمد الخولى

«وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة

«وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة

حينما استخدم الإخوان المساجد فى الدعوة السياسية حققوا مكاسب كبيرة، واستطاعوا أن «يغزوا الصناديق»، وعندما صعد رئيسهم إلى سدة الحكم فرض الإخوان سيطرتهم على أشهر مساجد القاهرة لينشروا أفكارهم، وبعد ثورة 30 يونيو وعزل مرسى، انقلبت المساجد عليهم وعادت من منابر سياسية إلى منارات لنشر الدين وتعاليمه السمحة، بعدما قاد وزير الأوقاف الحالى الدكتور محمد مختار جمعة حملة تطهير لكافة المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، غيّر على أثرها عدداً من خطباء المساجد، وأصدر تعليمات بعدم الحديث فى السياسة وجعل المسجد للدين فقط، وحوّل عدداً من الخطباء المخالفين إلى التحقيق. فى عهد الرئيس المعزول، كانت وزارة الأوقاف تجيز صعود أئمة غير أزهريين وغير حاصلين على تصاريح من وزارة الأوقاف، لأن لهم توجهاً موالياً لحكم الإخوان، ومنهم من كان من الأعضاء التنظيميين، لكن بعد «30 يونيو» فقد الإخوان السيطرة على هذه المساجد، ومُنعوا من الصعود للمنابر، حينها حاول أنصار الإخوان والتيارات السلفية المتشددة السيطرة على المساجد بترهيب الأئمة الأزهريين والاعتداء عليهم داخل المساجد فى وقائع مختلفة. القاهرة والجيزة حصدتا نصيب الأسد من بين المساجد التى سيطر عليها الإخوان والتيارات المتشددة، ومن أشهر المساجد التى سيطروا عليها، فى القاهرة: مساجد الريان والفاروق بالمعادى، والعزيز بالله بحلمية الزيتون، ومسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم، والفتح برمسيس، والنور بالعباسية، وجامع عمرو بمصر القديمة، والخلفاء الراشدين بمصر الجديدة. وفى الجيزة كانت أشهر المساجد التى سيطر عليها الإخوان والسلفيون: مسجد أسد بن الفرات بالدقى، والاستقامة بالجيزة، والتوحيد بفيصل، وخاتم المرسلين وخالد بن الوليد بإمبابة، وقباء بالوراق. فى مسجد العزيز بالله، حاول أنصار المعزول الاعتداء على إمام المسجد الشيخ الدكتور نور على، الذى أسندت له وزارة الأوقاف خطبة الجمعة، متمسكين بأحد شيوخ الجماعة، ويقول الشيخ «على» لـ«الوطن» إن واقعة الاعتداء عليه فى مطلع الشهر الأخير من العام، جاءت أثناء إلقائه خطبة الجمعة، التى لم يكن لها علاقة بالسياسة، غير أن بعض العناصر تعمدوا إفسادها، وحاولوا الاعتداء عليه وقتله لولا عناية الله، ويضيف: «الناس بتصدق قال الله وقال الرسول ولو رضخنا لاستغلال الدين فى السياسة لخرجنا عن دعوة النبى صلى الله عليه وسلم». يشدد «نور» على ضرورة حماية خطباء المساجد أثناء حملة وزارة الأوقاف لتطهير دور العبادة من العناصر المتشددة غير المؤهلة للخطابة فى الناس، قائلاً: «لا بد من حماية الأئمة، ومن الصعب أن أصعد إلى المنبر فيأتى شخص لإنزالى تحت تهديد السلاح، إحنا بقينا بنخاف نمشى بالزى الأزهرى فى الشارع عشان ممكن حد يعتدى علينا». تكررت حالات الاعتداء على الخطباء بعد «30 يونيو»، وشهد مسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم حالة أخرى، حيث اعتدى أنصار الإخوان على المصلين والخطيب الذى كان يتحدث عن التسامح، يقول الشيخ مصطفى نوارج ضحية الاعتداء: «كنت أتحدث عن التسامح وقلت يجب أن نحمل للناس راية التسامح وننبذ راية العنف والسلاح، بعدها قال لى أحدهم: انزل يا كافر يا ظالم» وحاولوا الاعتداء علىّ، ولم أكمل الخطبة». من جهتها بدأت وزارة الأوقاف فى تحديد لجان متابعة تحضر خطب الجمعة فى المساجد المتوقع حدوث مشادات أو اعتداءات بها، بالتنسيق مع الشرطة لسرعة القبض على المعتدين وتسليمهم للأمن. ويقول الشيخ محمد عبدالرازق، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، إن الوزارة تشرف على حوالى 110 آلاف مسجد وزاوية حكومية، و26 ألف مسجد وزاوية أهلية، تحاول تأمين شيوخها وأئمتها بتوفير حماية لهم بالتنسيق مع الشرطة، كما أن هناك تعليمات واضحة وصارمة بمنع الحديث فى السياسة نهائياً. أخبار متعلقة: الشعب يلتهم «الذئاب» السياسة.. طبق المصريين المفضل ماذا جرى للمصريين؟ الستات فى عصر الإخوان: نكدب لو قلنا ما بنحبش.. مصر الأقباط.. الخروج الكبير من «قلب» الكنيسة إلى «رحاب» الوطن ثوار الجامعات يتخلون عن دورهم التاريخى أمام عنف الإخوان «فيس بوك» و«تويتر».. جمهورية الواقع «الملخبط» الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة» «الأناركية».. تحيا «الفوضى المبهجة» رئيس «طلاب مصر»: التحرش بالشرطة هدف «الإخوان» الإخوان.. تاريخ من الانقلاب على الذات جماعة الخيانة الثورة.. «مرجيحة» الإخوان الإخوان فى البرلمان: شالوا «الوطنى».. حطوا «الحرية والعدالة» الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس «التنظيم» ورم خبيث.. واستئصاله لن يمر دون ألم جورج إسحاق: «الإخوان» انقلبوا على «25 يناير» فأسقطهم الشعب فى «30 يونيو» الأخوات الإرهابيات: «خلّى السلاح صاحى».. تحت النقاب شاهندة مقلد: أنا ومصر ننتظر ثأرنا من الإخوان.. وسننتصر الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة» الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل «YouTube».. الشيطان يحدثكم من جزيرة «البط الأسود» مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة