«مبارك» خلف القضبان: قلق فتوتر فابتسام.. فسعادة

«مبارك» خلف القضبان: قلق فتوتر فابتسام.. فسعادة
ما بين الهدوء والثقة، والقلق والتوتر، والتفاؤل والأمل، تفاوتت حالة الرئيس الأسبق مبارك على مدار 3 سنوات، هى مدة جلسات محاكمته، ظهر خلالها مرتدياً ترنجه الأزرق تارة، وملابسه الرياضية البيضاء تارة أخرى، لا تفارقه نظارته الشمسية أو سريره المتحرك فى أغلب الجلسات. «الوطن» رصدت صورة «مبارك» خلال جلسات محاكمته التى اعتاد فيها الوقوف خلف القضبان صامتاً فى أغلب الأوقات.[SecondImage]
فى 3 أغسطس 2011 عُقدت أولى جلسات محاكمة «مبارك» فى القضية التى أطلق عليها الإعلام لقب «قضية القرن»، والتى اتهم فيها «مبارك» ووزير داخليته حبيب العادلى وستة من كبار مساعدى الوزير بقتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير. ظهر «مبارك» خلال الجلسة الأولى مستلقياً على سرير متحرك، مرتدياً نظارة شمسية، وبجواره ابناه «علاء» و«جمال» اللذان حاولا أن يبعدا كاميرات التليفزيون عن وجه والدهما، بالوقوف فى وجه الكاميرات، كان الجميع فى حالة ذهول، إذ لم يكن أبرز المتفائلين يتوقع أن يمثل «مبارك» أمام القضاء، ويدخل القفص للمرة الأولى متهماً، وعندما نادى عليه القاضى رفع يده مثبتاً حضوره بقوله: «أفندم.. أنا موجود»، وعندما واجهه القاضى بالتهم المنسوبة إليه رد قائلاً: «جميع التهم أنكرها تماماً». بدأت الجلسة، وأثبت القاضى حضور المتهمين، ثم بدأ يتلقى الطلبات التى كان من أبرزها مطالبة أحد محامى الشهداء بإجراء تحليل الحمض النووى لـ«مبارك» وابنيه الموجودين فى القفص، زاعماً بأن «مبارك» قد مات فى 2005، ابتسم «مبارك» عندما مال إليه ابنه وأخبره بهذا الطلب، وانتهت الجلسة الأولى بالتأجيل، ورحل «مبارك» إلى سجن طرة.
وفى الجلسة الثالثة، 5 سبتمبر 2011، التى منع بثها على التليفزيون، دخلها «مبارك» وكانت تسوده علامات الهدوء ونظرات الأمل عندما شاهد بعض أنصاره رافعين صوره داخل القاعة، ثم سرعان ما تبدلت علامات الهدوء إلى ملامح القلق والتوتر عندما اشتبك أهالى الشهداء مع أنصاره، ورشقوهم بالمياه ورددوا الهتافات المعادية له، مثل: «يا مبارك يا مبارك.. الإعدام فى انتظارك».
وفى الجلسة الثامنة، 14 سبتمبر، خرج «مبارك» عن صمته لأول مرة، بعد أن كان يكتفى بالبقاء صامتاً ممدداً على سريره والإجابة «أفندم أو موجود» ودخل فى مناقشات قوية مع اللواء منصور العيسوى أثناء إدلائه بشهادته وبدا أنه بصحة جيدة.
وفى الجلسة العاشرة، 18 سبتمبر 2011، تم فض أحراز القضية ومشاهدة مقاطع الفيديو التى وردت من «المخابرات» وظهر ضمن هذه المقاطع مقطع لفيلم «الباشا تلميذ»، مما أدى إلى إضحاك الحاضرين وابتسام «مبارك» وهو يرقد على سريره. وفى الجلسة الحادية عشرة، فى 24 سبتمبر 2011، استمعت المحكمة لشهادة المشير طنطاوى، التى أسعدت «مبارك» وأنصاره حيث تحول «المشير» من شاهد إثبات إلى شاهد نفى، وبدا على «مبارك» ملامح الرضا عن شهادته.
وفى الجلسة الرابعة عشرة، 3 يناير 2012، أصاب «مبارك» التوتر والقلق، خاصة عندما تهجم أحد المحامين بالحق المدنى بسبه، وفى هذه الجلسة حدثت بعض الاشتباكات الصغيرة بين قوات الأمن وأهالى الشهداء الذين رفعوا لافتات تطالب بالقصاص من «مبارك»، واستمعت المحكمة فى هذه الجلسة لمرافعة النيابة.
وفى الجلسة الخامسة عشرة، 4 يناير 2012، واصلت المحكمة الاستماع إلى مرافعة النيابة التى طالبت بإعدام «مبارك»، مما أصابه بالقلق والتوتر ما بدا على ملامح وجهه.[ThirdImage]
وفى الجلسة الثامنة عشرة، 10 يناير 2012، التى استكملت المحكمة فيها استماع مرافعة المدعين بالحق المدنى، الذى بدأها أحدهم بقوله «يحكى أن»، فضحك جميع الحضور وابتسم «مبارك».
وفى الجلسة العشرين، 18 يناير 2012، بدأ فريد الديب مرافعته باستعراض إنجازات «مبارك»، ولفت نظر المحكمة إلى أن النيابة استخدمت ألفاظاً تسىء لـ«مبارك» وتاريخه، مما أثار إعجاب «مبارك» وبدت عليه علامات التفاؤل والأمل. وفى الجلسة الخامسة والأربعين، 22 فبراير 2012، سأل القاضى «مبارك» عما إذا كان لديه شىء ليقوله بخصوص القضية، فرد «مبارك»: سأكتفى بما سيقوله المحامى فريد الديب، وبعد أن انتهى «فريد»، قال «مبارك» بيت شعر شهيراً: «بلادى وإن جارت علىَّ عزيزة.. وأهلى وإن ضنوا علىَّ كرام»، وعقَّب «العادلى» بعد ذلك بقوله: «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا»، وتم تحديد موعد النطق بالحكم، وحدد جلسة 2 يونيو 2012 موعداً للنطق بالحكم وأجازت المحكمة نقلها على الهواء.
وفى الجلسة الأخيرة، 2 يونيو 2012، أصدر القاضى حكمه بالسجن المؤبد لـ«مبارك» و«العادلى» وبراءة مساعدى وزير الداخلية فى قضية قتل المتظاهرين، وبراءة «مبارك» من تهمة الفساد المالى وبراءة نجليه علاء وجمال مبارك من التهم المنسوبة إليهما. وفى 13 يناير 2013، قضت محكمة النقض بقبول الطعن على الحكم الصادر بالمؤبد على «مبارك»، مما أعاد القضية إلى نقطة الصفر وتقررت إعادتها أمام دائرة أخرى. وفى أولى جلسات المحاكمة أعلن رئيس المحكمة المستشار مصطفى حسن عبدالله تنحى هيئة المحكمة عن نظر القضية لاستشعار الحرج، وظهر «مبارك» فى هذه الجلسة مرتدياً ملابس بيضاء، وبدا بصحة جيدة وروح معنوية عالية مرتدياً نظارته الشمسية، ولوح بيده لتحية محاميه وعدد من مؤيديه داخل قاعة المحكمة.
وفى 8 يونيو 2013، بدأت الجلسة الثانية التى تم تأجيلها لفض الأحراز، وقرر القاضى فى هذه الجلسة عدم جواز نظر الادعاء المدنى أمام المحكمة، ويعنى القرار إبعاد عشرات المحامين المدافعين عن مصابى الثورة وأسر الشهداء عن الجلسات المقبلة، وظهر «مبارك» فى هذه الجلسة جالساً على كرسيه المتحرك وصوته بدا خافتاً وهو يرد بكلمة «موجود» على رئيس المحكمة.
وفى الجلسة السابعة، فى 14 سبتمبر 2013، التى قرر القاضى خلالها وقف البث التليفزيونى ومنع النشر بالقضية حفاظاً على الأمن القومى، ظهر «مبارك» خلال المحاكمة جالساً على كرسى نقال ولوح لأنصاره بعد دخوله.
وفى الجلسات من 13 يناير 2014 إلى 30 مايو 2014 بدا «مبارك» متماسكاً هادئاً، إلا أنه فى جلسة 31 مايو 2014 ظهر لأول مرة باكياً وهو يرتدى ملابسه الزرقاء، ومسح دموعه داخل القفص قبل أن يبتسم، ويقوم بالتلويح لأنصاره الذين قاموا بتحيته مرددين هتافات: «ربنا معاك يا ريس.. وحشتنا يا ريس».
وفى جلسة 14 يونيو 2013 حتى جلسة 27 أغسطس بدا على «مبارك» علامات الهدوء والثقة، وهو يضع يده على خده منتبهاً مع المحكمة وما يدور خلالها.
وفى جلسة النطق بالحكم، 29 فبراير 2014، دخل «مبارك» القفص واثقاً من نفسه، مرتدياً ترنجه الأزرق، لابساً نظارته الشمسية يترقب صدور الحكم، وما إن صدر الحكم بالبراءة حتى بدت على ملامحه السعادة والتفاؤل.
تغطية خاصة
مشاهد ترصد لحظات الترقب قبل وأثناء وبعد النطق بالحكم
رحلات المتهمين من «طرة» إلى المحكمة: 105 رحلات «رايح جاى»
بالفيديو|الديب: مبارك بكى وقال: ربنا يعلم أننى لم آمر بقتل المتظاهرين
«الوطن» تنشر «الحيثيات الكاملة» لبراءة «مبارك» ونجليه و«العادلى»
«كامل ورفعت ومحمود».. 3 حكايات من قلب «الفرحة ببراءة مبارك»
أنصار «مبارك» يحتفلون أمام «المعادى العسكرى» على أنغام الـ«دى جى»
قيادات حزبية وسياسيون: الحكم ينذر بإشعال موجة ثورية جديدة
انقسام فى موقف القوى الثورية بعد «البراءة»
قانونيون: الحكم استند لخطأ النيابة.. و«النقض» صاحبة الكلمة الأخيرة
انقسام بين الأدباء والفنانين حول «البراءة» فى قضية القرن
الشارع المصدوم من حكم البراءة: أُمّال مين قتل المتظاهرين؟
المحكمة: البراءات للمتهمين والمناشدات من نصيب الضحايا
أهالى الشهداء بعد حكم البراءة لجميع المتهمين: «اتظلمنا مرتين»
«محكمة النقض».. هنا المحطة الأخيرة فى قضية «القرن»
البراءة لجميع المتهمين.. والصدمة أيضاً لجميع المتابعين
مساعدو «العادلى» لـ«الوطن»: «ربنا راضى علينا»
براءة «مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه وسالم».. والحسم فى «النقض»
«مقاصة النيابة» تحدد مصير « آل مبارك» من البقاء أو مغادرة السجن
القاضى: «عودوا إلى أماكنكم».. براءة