قانونيون: الحكم استند لخطأ النيابة.. و«النقض» صاحبة الكلمة الأخيرة

كتب: أحمد البهنساوى وسلمى بدر

قانونيون: الحكم استند لخطأ النيابة.. و«النقض» صاحبة الكلمة الأخيرة

قانونيون: الحكم استند لخطأ النيابة.. و«النقض» صاحبة الكلمة الأخيرة

ثارت حالة من الجدل القانونى بين عدد من القضاة وخبراء القانون الذين تحدثوا لـ«الوطن» بعد صدور حكم من محكمة جنايات القاهرة أمس، ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجليه ووزير داخليته ومساعديه، فبالرغم من اتفاق الجميع على عدم جواز التعليق على أحكام القضاء وأن الكلمة الأخيرة ستكون لمحكمة النقض بعد طعن النيابة العامة على الحكم فإن بعضهم أشادوا به، مؤكدين عدم وقوع جريمة فى حق المتهمين، وآخرين كشفوا عن وجود بلاغات بتهم أخرى فى مكتب النائب العام يجب التحقيق فيها. وقال المستشار رفعت السيد، رئيس محكمة جنايات القاهرة السابق، إن النيابة العامة قدمت حبيب العادلى فى البداية بتهمة الاشتراك فى قتل المتظاهرين فى مارس 2011، ثم قدمت الرئيس الأسبق حسنى مبارك بذات الاتهام فى مايو 2011، فدفع فريد الديب، محامى «مبارك»، أمام «الجنايات»، بأن عدم إدراجه فى البداية، رغم أن الأمر كان معروضاً حينها، يعتبر أمراً ضمنياً بأنه لا وجه فى إقامة الدعوى، وبالتالى استبعد من الاتهام ابتداء. وأضاف «السيد» أن الدائرة الأولى التى حكمت بالمؤبد على «مبارك» و«العادلى»، برئاسة المستشار أحمد رفعت، أخذت بكلام النيابة العامة بعد إضافة «مبارك» للائحة الاتهام بالاشتراك والتحريض على قتل المتظاهرين، وبالتالى فإن محكمة النقض لها الكلمة العليا والأخيرة فى هذه القضية، إما بصحة موقف المستشار أحمد رفعت، أو المستشار محمود الرشيدى الذى برأ «مبارك». وأوضح «السيد» أن الأمر يعد وجهات نظر لبعض القضاة فى مثل تلك الحالات، موضحاً أنه يرى بعدم جواز إدراج النيابة لمتهمين بعد مرور 3 أشهر من تسليم أمر الإحالة، لأن النيابة تعد قاضى تحقيق أثناء فترة التحقيقات فى القضية، وبعد أن تسلم أمر الإحالة تتحول لسلطة اتهام، وبالتالى لا يجوز لها إضافة متهمين جدد، كما أن لمحكمة الجنايات إضافة متهمين جدد للقضية ولكن فى هذه الحالة وجب عليها التنحى عن نظرها بموجب المادة 11 من قانون الإجراءات الجنائية، لأن إضافة متهمين جدد يعد إبداء للرأى من قِبل المحكمة قبل صدور الحكم. أما المستشار فؤاد راشد، رئيس محكمة استئناف القاهرة، فقال: «مبدئياً ليس لى أن أعلق على الحكم ولن أفعل قطعاً، لكن أود أن أقول إن الحكم سوف يتم الطعن عليه بالنقض من قبل النيابة العامة، وسوف يكون إسدال الستار على القضية أمام محكمة النقض». وأضاف «راشد»: «كنت طالبت، وما زلت أطالب، بإجراء محاكمة سياسية جنائية لمبارك وأركان نظامه عن تهم جنائية سياسية تتعلق بخرق النظام الجمهورى وإباحة الوطن للفاسدين وخيانة القسم الجمهورى»، موضحاً أنه ما زال الأمر متاحاً بالقطع وهناك بلاغات مقدمة بالفعل ولا بد من التحقيق فيها فوراً، وأن تلك البلاغات فى مكتب النائب العام. وشدد «راشد» على أن الحكم القضائى، مع كامل الاحترام له، سوف يكون فرصة عظيمة لانتعاش الثورة المضادة التى هى فى أوج قوتها بالفعل، وأنه على قوى الثورة الحقيقية أن تقف صفاً واحداً لدعم مطالب الثورة والمطالبة بالمحاكمة على النحو السابق وهى تتضمن كل أركان نظام «مبارك» ممن دعموا مشروع التوريث وشلوا البلد وأهدروا ثرواته وجعلوه فى مركز التبعية لأمريكا والصهاينة، على حد قوله. من جانبه، قال الدكتور نبيل سالم، أستاذ القانون الجنائى فى جامعة عين شمس، إن أحكام القضاء لا يصح التعليق عليها، ولكن تعاد فى حال الاعتراض على الحكم من أحد أطراف القضية لمحكمة النقض الأعلى درجة. وفسَّر «سالم» المقصود من الحكم بانقضاء الدعوى فى قضية تصدير الغاز، موضحاً أن قانون العقوبات للجنايات والجنح يحدد مدداً زمنية معينة لكل قضية، للحكم فيها، لذا فالحكم فى قضية «الغاز» بانقضاء الدعوى جاء لنسيان الجريمة وأثرها على أمن الدولة، ونسيان المواطن للتربح الذى تم فى تلك القضية. وتابع «سالم» أنه تم الحكم على «مبارك» فى قضية قتل المتظاهرين بعد جواز نظر الدعوى، جاء لإصدار النيابة قراراً ضمنياً بحفظ أوراق القضية، أى أنها رأت أن الوقائع محل التحقيق لا تستوجب إحالتها للمحكمة، حيث إن هذا التصرف من قِبل النيابة العامة يعنى عدم جواز المحاكمة. وأضاف الدكتور شوقى السيد، الفقيه الدستورى، أن الحكم هو عنوان الحقيقة، ولا يجوز التشكيك فى حكم المحكمة، لأنها درست خلال الشهور الماضية جميع أوراق القضية، وتحريات النيابة وشكوى المبلغين. تغطية خاصة مشاهد ترصد لحظات الترقب قبل وأثناء وبعد النطق بالحكم «مبارك» خلف القضبان: قلق فتوتر فابتسام.. فسعادة رحلات المتهمين من «طرة» إلى المحكمة: 105 رحلات «رايح جاى» بالفيديو|الديب: مبارك بكى وقال: ربنا يعلم أننى لم آمر بقتل المتظاهرين «الوطن» تنشر «الحيثيات الكاملة» لبراءة «مبارك» ونجليه و«العادلى» «كامل ورفعت ومحمود».. 3 حكايات من قلب «الفرحة ببراءة مبارك» أنصار «مبارك» يحتفلون أمام «المعادى العسكرى» على أنغام الـ«دى جى» قيادات حزبية وسياسيون: الحكم ينذر بإشعال موجة ثورية جديدة انقسام فى موقف القوى الثورية بعد «البراءة» انقسام بين الأدباء والفنانين حول «البراءة» فى قضية القرن الشارع المصدوم من حكم البراءة: أُمّال مين قتل المتظاهرين؟ المحكمة: البراءات للمتهمين والمناشدات من نصيب الضحايا أهالى الشهداء بعد حكم البراءة لجميع المتهمين: «اتظلمنا مرتين» «محكمة النقض».. هنا المحطة الأخيرة فى قضية «القرن» البراءة لجميع المتهمين.. والصدمة أيضاً لجميع المتابعين مساعدو «العادلى» لـ«الوطن»: «ربنا راضى علينا» براءة «مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه وسالم».. والحسم فى «النقض» «مقاصة النيابة» تحدد مصير « آل مبارك» من البقاء أو مغادرة السجن القاضى: «عودوا إلى أماكنكم».. براءة