المحكمة: البراءات للمتهمين والمناشدات من نصيب الضحايا

منحنيات عدة أخذتها الروح المعنوية لأهالى الشهداء خلال المحاكمة فمع كل كلمة قيلت، ارتفعوا إلى السماء تارة وانهاروا إلى الأرض أخرى، حيث بدا من حديث القاضى تارة أن الحكم سيكون لصالحهم، وأخرى أن الحكم لم يكن لصالحهم قط. «المظاهرات كانت ضد الاستبداد الأمنى والفساد السياسى» قالها القاضى فاقتنع الحاضرون أن فى ذلك إدانة للموجودين خلف القفص، لكن الحكم جاء حاسماً «براءة» واصفاً القتلى بأنهم شهداء وأنهم ضحوا بأنفسهم لأجل الوطن، لكن الحكم على المتهمين جاء على أنه «خطأ فى إحالة الدعوى» من النيابة أدى إلى إسقاط تهم المشاركة فى قتل المتظاهرين. قضية تصدير الغاز أيضاً شهدت كلمة عن حق الهيئة العامة فى البترول فى التعويض من الشركة المذكورة بالقضية رغم انقضاء الدعوى، تناقضات أصابت الكثيرين بالحيرة ومن بينهم محسن بهنسى، أحد محامى الشهداء بالقضية، الناشط الحقوقى عضو لجنة تقصى الحقائق: «لم تعجبنى المقدمة أو التعليقات على الأحكام، كنت أتمنى أن ينأى بنفسه عن هذه التعليقات ويكتفى بالحكم لأنه أعطى حكماً بالبراءة بما يعنى انتفاء كل التهم عن كل المتهمين بشكل نهائى، لماذا إذن كان يصول ويجول فى مسائل لم تفيدنا فى شىء؟ هل المناشدات والمطالبات من نصيبنا والبراءات من نصيبهم هم؟». «الشهداء لا ينتظرون جائزة عن أرواحهم التى قدموها، براءة مبارك تمت كشخص وليس كنظام والاتهامات التى كانت موجهة إليه هزيلة، براءته كأى تاجر مخدرات شاب القبض عليه عيب فى الإجراءات، تكفى نظرتنا كمحامين وأهالى شهداء له». «ليس هناك تناقض بين الكلمات التى سبقت وتلت الأحكام، والأحكام نفسها» بحسب د. إبراهيم طنطاوى، أستاذ القانون الجنائى بكلية الحقوق جامعة حلوان، مشيراً إلى أن الحديث عن الشهداء وحقوقهم لا ينفى براءة المتهمين: «هناك فرق بين الدعوى المدنية والدعوى الجنائية، الأخيرة قالت إنهم لم يقتلوا أحداً، وعلى هذا حصلوا على البراءة، لكن هذا لا ينفى أن هناك قتلاً تم، صحيح أنه لم يعرف بعد من ارتكبه، لكن الدولة تبقى مسئولة عن التعويض استناداً لمادة فى القانون المدنى تقول إن كل خطأ سبب ضرراً للغير يلزم مرتكبه بالتعويض، لذا ناشد القاضى الدولة ككيان ودولة أن تعوض هؤلاء». «طنطاوى» أكد أن المبدأ نفسه ينطبق على بقية الطلبات والمناشدات التى ساقها القاضى فى حديثه: «فى قضية تصدير الغاز انقضت الدعوى لانقضاء المدة، لكن هذا لا يمنع أن الدولة لها أموال، لذا طالب بتعويض الهيئة عن الضرر الذى ألمَّ بها، المسألة بالكامل فسرها الرجل بقوله إنه لا يحكم بعلمه الشخصية ولكن من واقع الدعوى، وللأسف فإن الناس لا تفهم القانون لذلك يرون تعارضاً بين أقوال مقدمات القاضى ونهايات حكمه». تغطية خاصة مشاهد ترصد لحظات الترقب قبل وأثناء وبعد النطق بالحكم «مبارك» خلف القضبان: قلق فتوتر فابتسام.. فسعادة رحلات المتهمين من «طرة» إلى المحكمة: 105 رحلات «رايح جاى» بالفيديو|الديب: مبارك بكى وقال: ربنا يعلم أننى لم آمر بقتل المتظاهرين «الوطن» تنشر «الحيثيات الكاملة» لبراءة «مبارك» ونجليه و«العادلى» «كامل ورفعت ومحمود».. 3 حكايات من قلب «الفرحة ببراءة مبارك» أنصار «مبارك» يحتفلون أمام «المعادى العسكرى» على أنغام الـ«دى جى» قيادات حزبية وسياسيون: الحكم ينذر بإشعال موجة ثورية جديدة انقسام فى موقف القوى الثورية بعد «البراءة» قانونيون: الحكم استند لخطأ النيابة.. و«النقض» صاحبة الكلمة الأخيرة انقسام بين الأدباء والفنانين حول «البراءة» فى قضية القرن الشارع المصدوم من حكم البراءة: أُمّال مين قتل المتظاهرين؟ أهالى الشهداء بعد حكم البراءة لجميع المتهمين: «اتظلمنا مرتين» «محكمة النقض».. هنا المحطة الأخيرة فى قضية «القرن» البراءة لجميع المتهمين.. والصدمة أيضاً لجميع المتابعين مساعدو «العادلى» لـ«الوطن»: «ربنا راضى علينا» براءة «مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه وسالم».. والحسم فى «النقض» «مقاصة النيابة» تحدد مصير « آل مبارك» من البقاء أو مغادرة السجن القاضى: «عودوا إلى أماكنكم».. براءة