الشارع المصدوم من حكم البراءة: أُمّال مين قتل المتظاهرين؟

كتب: شيماء جلهوم وإسراء حامد

الشارع المصدوم من حكم البراءة: أُمّال مين قتل المتظاهرين؟

الشارع المصدوم من حكم البراءة: أُمّال مين قتل المتظاهرين؟

بدت الصدمة بادية على الوجوه، فالبراءة التى حكم بها قاضى محكمة القرن على مبارك وأعوانه نزلت كالصدمة على عم ربيع ورفاق المقهى الصغير المنزوى فى شارع أم الغلام بالجمالية. منذ الصباح الباكر كان كل شىء قد أعد لاستقبال الزبائن مبكراً هذا اليوم، الاتفاق جرى بالأمس على أن يكون اللقاء فى الثامنة صباحاً لمتابعة قضية القرن والتى نذر فيها الحاج صلاح ربيع «أكواب الأرز باللبن» حال إدانة مبارك ونظامه، لكن بعد استماعه للأحكام الأولى علم أنه لن يوفى بنذره «كل حاجة راحت وإحنا اللى المفروض نتحاكم بدالهم بتهمة الغباء».[FirstQuote] 18 يوماً قضاها الحاج صلاح فى ميدان التحرير يشارك الثوار ثورتهم ويطلب طلقة رصاص تريحه من عناء الدنيا وشقائها بديلاً عن شاب ما زال فى مقتبل العمر. سقط النظام بقيت أحلام العدالة الاجتماعية وعودة الأموال المهربة تلاحق الرجل الستينى «فضلنا نحلم بأن الـ70 مليار هيتفرقوا على الشعب وإن حقنا هيرجعلنا وإن الناس اللى جالها سرطان وفشل كلوى واللى عايشين فى التُرب هتاخد حقها.. بس طلعنا غلطانين ومبارك خد براءة». لم يكن الرجل وحيداً فى حزنه، بل نظرات اليأس ولحظات الصمت التى خيمت على الجميع أعلنت أن الجمالية لا يرضيها حكم البراءة «دول رؤساء ووزراء هيتسجنوا إزاى.. السجن للغلابة اللى زينا». الصدمة التى أرقت الحاج صلاح فى صباح النطق بالحكم، لم تغادر منزل شريف الذى تأخر عن موعده فى النزول للعمل كى يتابع الفصل الأخير قبل إسدال الستار على ثورة يناير «أنا كنت متوقع أن مبارك ياخد حكم مخفف والعادلى ومعاونيه ياخدوا أحكام فى قتل المتظاهرين لكن الكل ياخد براءة، ده اللى محدش توقعه أبداً»، الصدمة التى شعر بها «شريف» جعلته غير مصدق «طب مين اللى قتل المتظاهرين.. طب مين اللى خنقهم بالغاز.. طب بلاش كل ده مين اللى قطع الاتصالات ومين اللى حكمنا بالكرباج طول 30 سنة».[SecondImage] الشوارع التى خلت أمس الأول من المارة وسكنتها الأشباح عانت صباحاً من تكدس مرورى عكس حالة من الطمأنينة وعدم المبالاة لما يمكن أن يحدث بعد حكم البراءة بحسب محمد فتحى، سائق التاكسى «هو كل ده الناس ماكنتش فاهمة إن مبارك هيطلع براءة واتصدموا دلوقتى من كده طب ماكل اللى حوالينا كان بيقول إن مبارك براءة وإن العادلى كمان براءة.. أنا مش مصدوم من الحكم، أنا مصدوم إزاى فكرنا فى يوم من الأيام نعمل ثورة واستفدنا إيه غير دم شباب راح هدر». «مين اللى قتل الثوار»، سؤال تبادر لذهن «جلال فيصل»، المتحدث باسم أسر الشهداء ومصابى ثورة يناير، لافتاً إلى أن سلسلة الأحكام بالبراءة تغلق الباب أمام محاولات التفتيش عن حق دماء هؤلاء الأبرياء ومن لحقهم أيضاً، وتفتح الباب أمام حصول مرسى بنظامه على براءات مماثلة فى تهم قتل المتظاهرين. 22 قضية أسدل الستار عليها بأحكام براءة مماثلة من محاكم الجنايات بمحافظات القاهرة والمنصورة ودمياط والمنوفية والسويس وطنطا والزقازيق، كان متهماً فيها ضباط وأمناء شرطة وقيادات داخلية بتهمة «قتل المتظاهرين». سلسلة البراءات لم تقنع المستشار «عزت السيد» رئيس نادى القضاة الأسبق وأستاذ القانون الجنائى بحصول الرئيس المعزول محمد مرسى على حكم مماثل بالبراءة فى قضية التحريض على قتل المتظاهرين فى أحداث قصر الاتحادية، نظراً لكون كل قضية تحمل أدلة ثبوتية وأقوال الشهود، وأمر الدعوى الجنائية بالاشتراك فى القتل، نافياً الصلة بين الأحكام بقضية مبارك وقضية مرسى. القانون الجنائى لا يعترف إلا بنية القتل العمد، هكذا قال المستشار «عزت» لافتاً إلى أن الإجراءات القانونية عنصر مهم لا بد من توافره فى هذه الجرائم، والتحريض والمساعدة صورتان من صور اشتراك المتهمين يستمد إجرامهم من الفاعل الأصلى والملاءمات السياسية والظروف والمسئولية بعيداً عن الافتراضات بعد الاطلاع على المعاينة والاعتراف والنصوص. تغطية خاصة مشاهد ترصد لحظات الترقب قبل وأثناء وبعد النطق بالحكم «مبارك» خلف القضبان: قلق فتوتر فابتسام.. فسعادة رحلات المتهمين من «طرة» إلى المحكمة: 105 رحلات «رايح جاى» بالفيديو|الديب: مبارك بكى وقال: ربنا يعلم أننى لم آمر بقتل المتظاهرين «الوطن» تنشر «الحيثيات الكاملة» لبراءة «مبارك» ونجليه و«العادلى» «كامل ورفعت ومحمود».. 3 حكايات من قلب «الفرحة ببراءة مبارك» أنصار «مبارك» يحتفلون أمام «المعادى العسكرى» على أنغام الـ«دى جى» قيادات حزبية وسياسيون: الحكم ينذر بإشعال موجة ثورية جديدة انقسام فى موقف القوى الثورية بعد «البراءة» قانونيون: الحكم استند لخطأ النيابة.. و«النقض» صاحبة الكلمة الأخيرة انقسام بين الأدباء والفنانين حول «البراءة» فى قضية القرن المحكمة: البراءات للمتهمين والمناشدات من نصيب الضحايا أهالى الشهداء بعد حكم البراءة لجميع المتهمين: «اتظلمنا مرتين» «محكمة النقض».. هنا المحطة الأخيرة فى قضية «القرن» البراءة لجميع المتهمين.. والصدمة أيضاً لجميع المتابعين مساعدو «العادلى» لـ«الوطن»: «ربنا راضى علينا» براءة «مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه وسالم».. والحسم فى «النقض» «مقاصة النيابة» تحدد مصير « آل مبارك» من البقاء أو مغادرة السجن القاضى: «عودوا إلى أماكنكم».. براءة