أهالى الشهداء بعد حكم البراءة لجميع المتهمين: «اتظلمنا مرتين»

أهالى الشهداء بعد حكم البراءة لجميع المتهمين: «اتظلمنا مرتين»
رصدت «الوطن» ردود فعل بعض ضحايا ثورة 25 يناير بعد الحكم الذى أصدرته محكمة الجنايات أمس.. بعض هذه الأسر لم تكن هناك داخل أو خارج المحكمة بل استقرت أمام شاشة التليفزيون لتتابع الجلسة.
ألفت محمد، والدة الشهيد إسلام فراج، الذى سقط فى حى السيدة زينب بالقاهرة، خلال مظاهرات 28 يناير 2011، قالت إنها كانت تتوقع الحكم، وإنها ليست الصدمة الأولى، سبقها تبرئة ضباط قسم السيدة زينب «مش فاهمة إيه يعنى، حسنى مبارك ده حاكم مستبد، ليه كل ده يعنى يضيعوا شباب البلد وفى الآخر ياخدوا براءة؟!!». [SecondImage]
وبنبرة تملأها الثقة تضيف السيدة: «ابنى وشهداء الثورة فى الجنة، واللى قتلوهم مصيرهم نار جهنم من الخالق يوم القيامة، يا ويلهم»، وتسترسل: «ابتلانى ربنا بالمرض بعد استشهاد ابنى، ومش هاقدر أكمل تانى، دول ناس صحاب ملايين وعندهم ملك وجاه وإحنا غلابة، والغلابة فى البلد ده مابياخدوش حقهم».
والد الشهيد محمد رمضان، الذى استشهد يوم 28 يناير فى الإسكندرية، قال: «نظام مبارك هو من وضع القانون الحالى فكيف يمكن أن نحاسبه به؟!!»، وأضاف: «أنا ابنى مش بلطجى، ده كان طفل عنده 15 سنة، ويوم الجمعة كان فى الشارع هو وأخوه وواحد صاحبه، أخوه رجع على البيت وهما راحوا يلعبوا كورة واتفاجئوا بدخان خارج من قسم منتزه ثان وحاولوا يجروا لكن كان بدأ ضرب الرصاص فمات هو وصاحبه».
«ابننا دمه عند ربنا واللى عند ربنا ما بيروحش».. بهذه الكلمات حاول الأب تهدئة زوجته التى أصيبت بانهيار عصبى بعد سماعها الحكم ببراءة مبارك ونجليه وحبيب العادلى ومساعديه، الأب الذى كان عضواً فى لجنة تقصى الحقائق لم يكن يتخيل أبداً أن يصدر الحكم بهذا الشكل بعد كل ما جاء فى تقرير اللجنة. وأنهى حديثه قائلاً: «حتى الذين كانوا يعارضون مبارك بعد الثورة عادوا للتطبيل مرة أخرى والدفاع عنه باستماتة». أما والد الشهيد شهاب حسن شهاب، الذى استشهد فى أحداث 28 يناير بينما كان يدافع عن المتحف المصرى فى ميدان التحرير، فعلق باقتضاب قائلاً: «لم أكن أتصور هذا الحكم فى أسوأ أحلامى. وأفكر جدياً فى الهجرة خارج مصر».[FirstQuote]
«حسبى الله ونعم الوكيل ربنا يدوّقهم من نفس الكأس المر اللى دقناه».. جملة لم تنقطع من على لسان والدة الشهيدة أميرة سمير التى استشهدت فى حى الرمل ثان بالإسكندرية، بعد أن أصيبت بطلقة نارية اخترقت جدار المنزل وعبرت عبر بلكونة منزل صديقتها الملاصق لمنزلها لتستقر فى قلب الطفلة وتنهى حياتها.. قالت: «اتظلمنا مرتين، مرة فى موت عيالنا، ومرة تانية فى حقهم اللى ماجاش»، مشيرة إلى أنها لن تكتفى بالحكم وستقوم بمقاضاة الرئيس الأسبق.
أيام معدودة وتمر أربعة أعوام كاملة على استشهاد ابنها البكرى، كما كانت تحب أن تناديه «اسمى عبدالرحمن» والدة الشهيد خالد عطية التى رأت الحكم ببراءة مبارك أشبه بـ«صاعقة» صعقت قلبها من جديد، تزاحم الدموع كلماتها وهى تقول: «ابنى استشهد يوم 28 يناير برصاصة فى القلب فى منطقة المطبعة، وبعد أربع سنوات يأخذ الجناة براءة، ونعيش نحن فى نيران لا تنطفئ»، الحكم الذى رأت والدة الشهيد أن أوضاع البلاد هيأت الجميع لاستقباله بالترحاب، وكانت هى نفسها تشك فى أن يعاقب أحد من المقدمين للمحاكمة: «ربنا هو المنتقم وهو اللى هياخد حق ابنى اللى راح هدر»، مشيرة إلى أنها ستستأنف الحكم فى الآخرة أمام الله، وليس أمام بشر يصدرون أحكاماً على حد وصفها «سياسية وليست جنائية».
ورصدت «الوطن» لحظات الحزن والبكاء والعويل التى سيطرت على الأهالى بعد سماع الحكم، ووصل الأمر إلى إصابة بعضهم بإغماءات. وقالت والدة الشهيد أحمد عامر، أحد شهداء ثورة 25 يناير «حق ولادنا ضاع فى الرجلين، مفيش غير ربنا قادر يرجع حق ولادنا اللى راحوا هدر، يعنى مبارك براءة والعادلى كمان، يعنى كده ولادنا قتلوا بعض محدش قتلهم، ربنا اسمه العدل وحقنا مش حيروح هدر». وأضافت والدة الشهيد عامر «قلبى هيفضل مولع نار، خلاص قلبى مش هيبرد حفضل طول عمرى عايشة على وجع ابنى ودمه اللى راح هدر من غير أى قصاص، اللى قتلوا ابنى طلعوا براءة، طلع هو المذنب، علشان نزل ضد ظلم وفساد وقهر، أما الفاسد ياخذ البراءة».[ThirdImage]
وتابعت: «مين قالهم إننا عايزين منهم فلوس ولا تعويض، إحنا مش بنقبل عوض فى ولادنا، بس محدش يلومنا على ردود أفعالنا، هما اللى بدأوا بالظلم والبادى أظلم، لما ننزل الشوارع ونفضل فيها ونحتج، محدش يقول البلد واستقرارها، الظلم خلاص بقا ملهوش حد، وإحنا مش حنسكت علشان القانون ما جبش حق ولادنا ولا فى قصاص اتحقق ولا عدل ربنا نفذ على الأرض».
فيما ظلت والدة الشهيد محمد مصطفى، أحد شهداء ثورة 25 يناير، تصرخ وتقول بصوت عالٍ «ابنى مات، حق ابنى راح، ماعرفتش آخذ حقه، واللى قتلوه عايشين حياتهم، وإحنا متعذبين»، مؤكدة أن «أحكام أهالى الشهداء لم تصدر بعد».
وتابعت: «إحنا اللى هنجيب حق ولادنا بإدينا، مش هنسيب حق ولادنا يضيع على الأرض، حتى لو كلف رجوع الحق حياتنا، خلاص مفيش معنى للحياة بعد ولادنا ما راحوا».
تغطية خاصة
مشاهد ترصد لحظات الترقب قبل وأثناء وبعد النطق بالحكم
«مبارك» خلف القضبان: قلق فتوتر فابتسام.. فسعادة
رحلات المتهمين من «طرة» إلى المحكمة: 105 رحلات «رايح جاى»
بالفيديو|الديب: مبارك بكى وقال: ربنا يعلم أننى لم آمر بقتل المتظاهرين
«الوطن» تنشر «الحيثيات الكاملة» لبراءة «مبارك» ونجليه و«العادلى»
«كامل ورفعت ومحمود».. 3 حكايات من قلب «الفرحة ببراءة مبارك»
أنصار «مبارك» يحتفلون أمام «المعادى العسكرى» على أنغام الـ«دى جى»
قيادات حزبية وسياسيون: الحكم ينذر بإشعال موجة ثورية جديدة
انقسام فى موقف القوى الثورية بعد «البراءة»
قانونيون: الحكم استند لخطأ النيابة.. و«النقض» صاحبة الكلمة الأخيرة
انقسام بين الأدباء والفنانين حول «البراءة» فى قضية القرن
الشارع المصدوم من حكم البراءة: أُمّال مين قتل المتظاهرين؟
المحكمة: البراءات للمتهمين والمناشدات من نصيب الضحايا
«محكمة النقض».. هنا المحطة الأخيرة فى قضية «القرن»
البراءة لجميع المتهمين.. والصدمة أيضاً لجميع المتابعين
مساعدو «العادلى» لـ«الوطن»: «ربنا راضى علينا»
براءة «مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه وسالم».. والحسم فى «النقض»
«مقاصة النيابة» تحدد مصير « آل مبارك» من البقاء أو مغادرة السجن
القاضى: «عودوا إلى أماكنكم».. براءة