«كامل ورفعت ومحمود».. 3 حكايات من قلب «الفرحة ببراءة مبارك»

«كامل ورفعت ومحمود».. 3 حكايات من قلب «الفرحة ببراءة مبارك»

«كامل ورفعت ومحمود».. 3 حكايات من قلب «الفرحة ببراءة مبارك»

بالقرب من مستشفى المعادى العسكرى، وقف عم «رفعت» -موظف- ينظر للساعة بترقب، توشك عقاربها أن تقارب موعد خروج الرئيس الأسبق «مبارك»، متجهاً إلى مقر محاكمته الأخيرة فى «قضية القرن»، لينبئه بالبراءة قبل النطق بالحكم، «كنت متأكد من البراءة، وجيت عشان أطمنه وأشكره على شجاعته». وسط تشديدات قوات الأمن على كورنيش المعادى، ركب الرجل الخمسينى «موتوسيكله» محاولاً أن يجرى وراء عربة «مبارك»، لكن قوات الأمن تمنعه، «فضلت قاعد من الساعة 6 الصبح مستنيه يخرج، ومحدش من الأمن كان واقف ولا فيه عربية معدية فى الشارع، وأول ما الساعة جات 8، العساكر وقفت تأمن الطريق عشان يعدى ويركب الطيارة وفضلت أحاول معاهم يقربونى منه عشان ألحقه ويسمعنى، بس محدش رضى يدخلنى لحد جوه»، مضيفاً: «لما ملحقتهوش جريت على قهوة قريبة عشان أتابع المحاكمة، وأشوف البطل اللى اختار يتسجن 3 سنين جوه بلده ولا فكر يهرب منها زى غيره».[SecondImage] تكلم القاضى، فصمت «رفعت» منصتاً، يستمع للحظة الحسم، وما هى إلا دقائق حتى أعلن «رفعت» انتهاء المحاكمة بنطق البراءة، فقرر أن يقضى ليلة من الاحتفالات، «عزمت زباين القهوة على مشاريب ببلاش وكملت الفرحة وسط جيرانى، فيه منهم كان بيشرب وفرحان بالحكم زى، وفيه ناس مرديتش تشرب حاجة وفضلوا يتخنقوا معايا»، مشيراً «محدش فاهم إنى معترف بفساد آخر سنوات مرحلة رئاسة مبارك، وإن كان كفاية لحد كده عليه، بس الأكيد أنه مموتش متظاهرين ولازم نحترم القضاء وحكمه، عشان الراجل ده لو قتلهم مكنش ساب نفسه 3 سنين يتحاكم ومسجون وفى الآخر كان رجل دولة، أقلها كان هرب بره بلده ومقلش أموت فيها بعد كل الاتهامات اللى كانت فى رقبته، كلنا عارفين مين اللى بيقتل ويموت وفيديوهات كتير وحقايق ظهرت فى 3 سنين بانت منها كل الحقيقة، جماعة الإخوان الإرهابية اللى بيقتلوا ويفجروا فينا دلوقتى هما نفسهم اللى قتلوا فى عيالنا وركبوا ثورة يناير ووهموا الشباب». ليلة غير عادية، قضاها عمال المقهى مع صاحبها الحاج كامل، الذى قرر المبيت فى مقهاه بالدقى استعداداً لجلسة الحكم، فقد توقع البراءة وتنبأ بها، وبمجرد أن سمعها تحول المقهى إلى قاعة احتفالات، الكل يصرخ فرحاً ويهلل والرجل يكاد يرقص، مقرراً توزيع مشروبات اليوم بالمجان يحرص عم كامل على وصف الرئيس الأسبق مبارك بأنه «أب لكل المصريين وعيب علينا اللى عملناه فيه ده، الود ودى أدبح دبيحة لوجه الله وفرحتى ببراءة الرئيس مفرحتهاش قبل كده»، مشيراً إلى أنه يتمنى أن ياخذ البراءة أيضاً فى قضية القصور الرئاسية التى ستعقد يوم 13 يناير المقبل، مؤكداً أنه سيكون يوم احتفال آخر، «الراجل قالها سيحكم التاريخ بما لنا وعلينا واليوم ده القضاء رد له جزء من كرامته». سريعاً أنهى «محمود عادل» كل أعماله للتفرغ ليوم شاق وطويل ينطلق مع نسمات صباح السبت الأولى، الشوارع شاغرة بفعل دعوات الإخوان بمظاهرات يوم 28 نوفمبر. خطوات واثقة نحو مستشفى المعادى العسكرى، مثلما اعتاد أن يفعل ليلة كل جلسة فى قضية القرن للمبيت فى محيط المستشفى، البوابات ازدحمت بالحشود الغفيرة، الأمر الذى استوقفه لمخاطبتهم «مستنيين إيه؟! مبارك براءة بإذن الله، روحوا بيوتكم»، وفى لمح البصر انفض الجميع من حوله منتظرين بلوغ اليوم التالى. من مدينة نصر إلى المعادى، لم يغب عن بال الشاب العشرينى، ترديد عبارات «مبارك برىء»، متعجباً من أصوات المؤيدين التى تحمل إشارات بإدانته، «محمود» واحد من عشرات المؤيدين رفض التغيب عن أى من جلسات المحاكمة التى وصفها بـ«تكفير ذنوب»، مضيفاً «ربنا عمره ما هسيب رئيسنا، فقط كان بيختبر قوة إيمانه». تغطية خاصة مشاهد ترصد لحظات الترقب قبل وأثناء وبعد النطق بالحكم «مبارك» خلف القضبان: قلق فتوتر فابتسام.. فسعادة رحلات المتهمين من «طرة» إلى المحكمة: 105 رحلات «رايح جاى» بالفيديو|الديب: مبارك بكى وقال: ربنا يعلم أننى لم آمر بقتل المتظاهرين «الوطن» تنشر «الحيثيات الكاملة» لبراءة «مبارك» ونجليه و«العادلى» أنصار «مبارك» يحتفلون أمام «المعادى العسكرى» على أنغام الـ«دى جى» قيادات حزبية وسياسيون: الحكم ينذر بإشعال موجة ثورية جديدة انقسام فى موقف القوى الثورية بعد «البراءة» قانونيون: الحكم استند لخطأ النيابة.. و«النقض» صاحبة الكلمة الأخيرة انقسام بين الأدباء والفنانين حول «البراءة» فى قضية القرن الشارع المصدوم من حكم البراءة: أُمّال مين قتل المتظاهرين؟ المحكمة: البراءات للمتهمين والمناشدات من نصيب الضحايا أهالى الشهداء بعد حكم البراءة لجميع المتهمين: «اتظلمنا مرتين» «محكمة النقض».. هنا المحطة الأخيرة فى قضية «القرن» البراءة لجميع المتهمين.. والصدمة أيضاً لجميع المتابعين مساعدو «العادلى» لـ«الوطن»: «ربنا راضى علينا» براءة «مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه وسالم».. والحسم فى «النقض» «مقاصة النيابة» تحدد مصير « آل مبارك» من البقاء أو مغادرة السجن القاضى: «عودوا إلى أماكنكم».. براءة