براءة «مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه وسالم».. والحسم فى «النقض»

كتب: طارق عباس

براءة «مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه وسالم».. والحسم فى «النقض»

براءة «مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه وسالم».. والحسم فى «النقض»

أنهت محكمة جنايات القاهرة بالأمس، فصلاً جديداً فى قضية القرن، وبرأت المحكمة حسنى مبارك الرئيس الأسبق، ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، ومساعديه الستة ورجل الأعمال الهارب حسين سالم من كل الاتهامات الموجهة إليهم بشأن قتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة 25 يناير، والفساد المالى فى صفقة تصدير الغاز لإسرائيل.[FirstQuote] وتتبقى درجة أخيرة من التقاضى أمام محكمة النقض، التى ستقول كلمة النهاية فى هذه القضية التى شغلت الرأى العام فى مصر منذ دخول مبارك قفص الاتهام فى 3 أغسطس 2011 وحتى الآن. واستقبل مبارك وعلاء وجمال الحكم بابتسامات عريضة، وإشارات لأنصارهم الذين احتفلوا داخل القاعة فور خروج رئيس المحكمة، وقبّل علاء وجمال رأس والدهما، فيما رفع العادلى يديه للأعلى وردد عدداً من الأدعية، واحتفل المحامون وتجمعوا حول فريد الديب لتحيته،وتهنئته. وشهدت قاعة المحكمة قبيل بدء الجلسة تكثيفاً أمنياً، ودخل مدير أمن القاهرة اللواء على الدمرداش، واللواء محمد قاسم، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن القاهرة من غرفة المداولة إلى القاعة، وتبعته حراسة أمنية كثيفة، ثم اعتلت هيئة المحكمة المنصة فى العاشرة والربع صباحاً، وبدأت فى تلاوة الحكم. وأدخل الأمن، العادلى، قفص الاتهام وتبعه مساعدوه الستة، ثم دخل علاء مبارك، مرتدياً ملابس الحبس الزرقاء، يدفع السرير الطبى الذى يجلس عليه والده، الذى ظهر بملابس زرقاء، ونظارة شمسية، ثم دخل جمال مبارك بملابس زرقاء أيضاً ونظارة طبية وجلس إلى جوار والده يمسك بيده بعض الورق، وقلماً يكتب به بعض الملاحظات قبل بدء الجلسة، ثم دخل فى حوار جانبى مع والده الذى أومأ له برأسه فقط.[SecondImage] وقال المستشار محمود الرشيدى: «باسم قاضى القضاة الحق العدل الذى لن يقضى فى ملكه إلا بأمره، ثم باسم الشعب، نبدأ الجلسة، بإثبات حضور المتهمين»، ونادت المحكمة على الرئيس الأسبق، فاكتفى برفع يده، بينما رد علاء وجمال بعبارة «موجود يا أفندم»، وقام العادلى من مكانه ورفع يده، ثم باقى المتهمين بالتتابع. وسرد القاضى تفاصيل القضية منذ بداية نظرها، وقال: «فى أول جلسة فى 11 مايو 2013 ذكرت، وذكرت نفسى بحديث «أعمار أمتى بين الستين والسبعين»، وقلت إننى على مشارف القبر واليوم أعيد التذكير لنفسى، وأقول إننى عبرت الـ63 وأرى مرقدى فى لحدى ولحظة حسابى، وقم يا عبدالله ماذا صنعت فى الدنيا بصفة عامة وماذا قضيت فى القضاء، وحديث الرسول: من ولى القضاء فقد ذبح بغير سكين، وحديث: من لا يشكر الله لا يشكر الناس». وتقدم «الرشيدى» بالتحية لزميليه المستشارين إسماعيل عوض، ووجدى عبدالمنعم، وقدم لهما كريم شكره على تحملهما ومعاملتهما معه وصبرهما خلال مراحل القضية إلى الحكم، وقال إن الشكر والتقدير موصول ولا يمكن أن أنسى النيابة العامة بقامتها وشبابها وهم حقا عملوا فى هذه القضية فى ظروف أقل ما توصف بأنها كانت فى غاية الصعوبة، وتابع: «وأخص زملائى الذين شرفت بأنهم كانوا معى منذ بدء المحاكمة وحتى هذه اللحظة، وهم المستشار وائل حسين، محامى عام أول شمال القاهرة، والمستشار محمد إبراهيم، المحامى العام بالمكتب الفنى للنائب العام، والمستشار تامر فاروق، رئيس نيابة الأموال العامة العليا»، وسلم كلاً منهم ما سماه بوثيقة الثناء. وأضاف: «الحكم يترتب عليه نتائج، ولم آت لإعطاء درس، والشعب ومن معى بالقاعة أعلم أنهم أكثر وعياً، ولكن من باب ربط الأحداث أقول إن المحكمة نظرت القضية بأمرى إحالة، وقائمتين لأدلة الثبوت، بتاريخ 23 مارس 2011، وبعدها بـ60 يوماً النيابة أصدرت أمر الإحالة الثانى، وتضمنا 7 اتهامات، كل منها يوصف بأنه جناية، ومعها جنحتان، ففى الجناية الأولى النيابة العامة أسندت للمتهمين العادلى، وأحمد رمزى، وعدلى فايد وحسن عبدالرحمن، أنهم اشتركوا بطريقى التحريض والمساعدة على القتل العمد المقترن، بتصديهم للمتظاهرين فى الميادين العامة، بالقوة، ليقتلوا البعض وينفض الباقون، والاتهام الثانى كان لإسماعيل الشاعر منفرداً، لأنه كان أقدم من عدلى فايد، وكان يتلقى التعليمات من حبيب العادلى مباشرة، والنيابة حددت فترة زمنية من 25 يناير، وحتى 31 يناير 2011، لأنه فى يوم 31 يناير اُستبدل العادلى بوزير آخر، والنيابة حددت النطاق المكانى للأحداث وحصرتها فى 10 محافظات، وألحق بهذه الجنايات جنحة الخطأ الجسيم. وأضاف: أما الجناية الثانية، فحملت الـ5 اتهامات الباقية من الجنايات، ووجدت معها الجنحة المتبقية، والـ5 اتهامات كان منها اتهامان هما الاشتراك بطريق الاتفاق والمساعدة بين مبارك وسامح فهمى وزير بتروله، على تصدير الغاز لإسرائيل من شركة حسين سالم لتربيحه دون وجه حق، والإضرار العمدى للمال العام فى الفترة من 2000 وحتى 2010 بمحافظة القاهرة، وحصل منه على 5 فيلات بمدينة شرم الشيخ، وأن مبارك استغل نفوذه مع علمه بالعطية وقبلها، وألحق بالاتهام جنحة قبول العطية لجمال وعلاء مبارك مع علمهما بسببها، والاتهام الأخير كان لحسنى مبارك بالاشتراك مع العادلى بقتل المتظاهرين مع سبق الإصرار والترصد. ورفع القاضى مسودة الحكم التى لفها بشرائط عبارة عن أعلام مصر، وقال إن الحكم ورد فى 1430 صفحة، وقد قمنا بتوثيقه بفهرست فى نهايته حتى يتم استخدامه من أى باحث أو أى شخص يريد الاطلاع عليه، وقال إن الجناية الأولى كان بها قائمة أصلية ومجموعة قوائم.[ThirdImage] وقال إن عدد القتلى والمصابين من واقع الملفات فى القضية، يمكن القول به الآن بالتحديد، وهم 238 متوفى بالمحافظات العشر، وللأمانة هناك متوفى آخر فى محافظة شمال سيناء، لكنه لم يرد بأمر الإحالة، وتم تحديد القتلى الأطفال وتوضيح من أصيب ثم أودت الإصابة بحياته بعد 31 يناير 2011، وأوضحنا أيضاً الأسماء المتوفاة أمام الأقسام، والبنايات الشرطية والممتلكات العامة على مستوى المحافظات العشر، وتوضيح أسماء المتوفين الذين تعذر معرفة مكان وفاتهم، وأسماء المتوفين بالميادين العامة، وهم 36 قتيلاً، إضافة إلى تحديد المصابين، وهم 1588 مصاباً، وأسمائهم، ومحافظاتهم وأماكن إصاباتهم، ومن منهم لم يؤيد إصابته بتقرير طبى أو تحفظ الطب الشرعى على الإصابة، ومنهم 502 مصاب بالميادين العامة، والمحكمة انتقلت فى أسباب حكمها بعرض الشهادات السرية التى كانت أمام الهيئة السابقة للمحكمة، والمحكمة سطرت أقوالهم من صفحة 949 لصفحة 953، وأقوال الشهود أمام المحكمة الحالية وهم 19 شاهداً، وسطرت المحكمة أقوالهم من الصفحة 1002 حتى 1039». وهدد القاضى من يصدر صوتاً بالتعبير عن الفرحة أو الغضب أو غيره، بأنه لن يتنازل عن محاسبته، لأنه أهان القضاء، وقال: «بعد تلاوة أمرى الإحالة والاستماع لطلبات النيابة العامة وبعد الاطلاع على الأوراق وسماع المرافعة والمداولة قانوناً، والاطلاع على مواد قانون العقوبات وقانون الإجراءات الجنائية، أولاً فى الجناية رقم 1227 جنايات قصر النيل وبشأن ما أسند من اتهامات لحبيب إبراهيم حبيب العادلى، وأحمد محمد رمزى، وعدلى مصطفى فايد، وحسن عبدالرحمن، وإسماعيل الشاعر، قضت المحكمة بالبراءة، المحكمة سطرت الأسباب فى 190 صفحة واستعانت ببراءات حصل عليها مرؤوسو المتهمين فى 9 محافظات والمحكمة اختتمت هذا الجزء من الأسباب بأنها تذكّر بما تواترت عليه أحكامها بأنه بما ترتب عليه البراءة لا يدل على كذب بمجمل الوقائع المبلغ عنها». وتابع: «حكمت المحكمة حضورياً على حبيب العادلى وعدلى فايد وحسن عبدالرحمن وإسماعيل الشاعر وأسامة المراسى وعمر الفرماوى بالبراءة، واختتمت أسباب الحكم بأنها تنوء بحمل ثقيل من الحزن على من قتل وشرع فى قتله بالميادين العامة من الثائرين أو رجال الجيش أو الشرطة بالمحافظات المختلفة إبان الثورة الشعبية الأولى فى يناير 2011 دفاعاً عن الوطن ولدق ناقوس الوطن، وإيماناً من المحكمة من أن المصلح لن يهلكه الله»، وطالب بالاستمرار فى رعاية المصابين وأسر الشهداء والمتضررين. وانتقل رئيس المحكمة إلى الجناية رقم 3642 بشأن اتهام مبارك بالاشتراك مع سامح فهمى بإسناد بيع وتصدير الغاز لإسرائيل فحكمت المحكمة حضورياً ببراءته مما نسب إليه، وسطرت المحكمة أسبابها وانتهت فى هذا الجزء بأن حكمها جاء على ضوء تقرير اللجنة الخماسية المقدمة لها بهذا الشأن، وقال إنه بشأن تقديم حسين سالم 5 فيلات كعطية لمبارك ونجليه، فقد حكمت المحكمة غيابياً لحسين سالم وحضورياً بالنسبة لمبارك وعلاء وجمال بانقضاء الدعوى الجنائية بانقضاء المدة لتلك التهم، وأضاف القاضى أنه بشأن تهمة الإضرار بالمال العام حكمت المحكمة بعدم جواز نظر الدعوى المقامة ضد المتهم محمد حسنى السيد مبارك، يوم 24 مايو 2011 لسابق صدور أمر ضمنى بأن لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية ضده فى الجناية، مع مصادرة كل المضبوطات فى الجنايتين. وعقب انتهاء القاضى من إصدار الأحكام قال: «إن كان مما قلت به نقص، فنحن بشر نخطئ ونصيب، وإن كان كاملاً فمن الله»، ورفع الجلسة ليحتفل أنصار مبارك داخل القاعة. تغطية خاصة مشاهد ترصد لحظات الترقب قبل وأثناء وبعد النطق بالحكم «مبارك» خلف القضبان: قلق فتوتر فابتسام.. فسعادة رحلات المتهمين من «طرة» إلى المحكمة: 105 رحلات «رايح جاى» بالفيديو|الديب: مبارك بكى وقال: ربنا يعلم أننى لم آمر بقتل المتظاهرين «الوطن» تنشر «الحيثيات الكاملة» لبراءة «مبارك» ونجليه و«العادلى» «كامل ورفعت ومحمود».. 3 حكايات من قلب «الفرحة ببراءة مبارك» أنصار «مبارك» يحتفلون أمام «المعادى العسكرى» على أنغام الـ«دى جى» قيادات حزبية وسياسيون: الحكم ينذر بإشعال موجة ثورية جديدة انقسام فى موقف القوى الثورية بعد «البراءة» قانونيون: الحكم استند لخطأ النيابة.. و«النقض» صاحبة الكلمة الأخيرة انقسام بين الأدباء والفنانين حول «البراءة» فى قضية القرن الشارع المصدوم من حكم البراءة: أُمّال مين قتل المتظاهرين؟ المحكمة: البراءات للمتهمين والمناشدات من نصيب الضحايا أهالى الشهداء بعد حكم البراءة لجميع المتهمين: «اتظلمنا مرتين» «محكمة النقض».. هنا المحطة الأخيرة فى قضية «القرن» البراءة لجميع المتهمين.. والصدمة أيضاً لجميع المتابعين مساعدو «العادلى» لـ«الوطن»: «ربنا راضى علينا» «مقاصة النيابة» تحدد مصير « آل مبارك» من البقاء أو مغادرة السجن القاضى: «عودوا إلى أماكنكم».. براءة