الأمان المفقود.. إرهاب الإخوان وبؤر البلطجة وانتشار الأسلحة.. إنها الحرب
الأمان المفقود.. إرهاب الإخوان وبؤر البلطجة وانتشار الأسلحة.. إنها الحرب
وصفها المشير «السيسى» فى وقت سابق بأنها «الأصعب فى تاريخ مصر»، ورغم الجهود المضنية التى بذلتها وزارة الداخلية فى الفترة الماضية، خاصة فى أعقاب ثورة 30 يونيو، فإن التحديات الأمنية تبقى «حجر العثرة» الأهم الذى يواجه الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى.
حجم التحديات الأمنية التى يواجهها «السيسى» لن تتوقف بطبيعة الحال عند الحدود الجغرافية، كما لن تبقى مرهونة بالزمن فعليه أن يسابق الزمن ويطوى صفحات ملف الانفلات الأمنى وينشر الاستقرار والأمن، لأنه قاطرة التنمية وجسر العبور إلى المستقبل شئنا أم أبينا.
المشير عبدالفتاح السيسى سبق أن وعد الشعب المصرى بسيادة الأمن فى الشارع، والقضاء على البلطجة والإرهاب، وأن العمل بهذا الملف سيبدأ لحظة توليه المسئولية بشكل رسمى.
الإرهاب: [SecondImage]
تتتابع الأولويات الأمنية وتتزاحم على مكتب الرئيس بالتزامن مع تسلمه مهام منصبه رسمياً، ويأتى على رأسها ملف الإرهاب الذى ظهرت مؤشراته مع المؤشرات الأولية غير الرسمية بنجاح «السيسى» فى الانتخابات الرئاسية، حيث تعرَّضت دورية عسكرية بالقرب من نقطة الكيلو 100 على طريق الفرافرة القاهرة وإحدى المناطق الجبلية لإطلاق نار من سيارة دفع رباعى، وأسفر الحادث عن استشهاد ضابط و5 جنود من قوات حرس الحدود، كما أشعل مجهولون النار فى قسم شرطة حلوان، ووقعت محاولة لإخراج المساجين، بجانب خروج بيانات من تنظيم الإخوان الدولى تهدد بتنفيذ هجمات إرهابية فى مصر بدعم دولى.[FirstQuote]
وإلى أجل غير مسمى سيبقى الإخوان طرفاً فى معادلة الإرهاب فى مصر، خاصة مع الفوز الساحق للمشير عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية، والسير فى خط مستقيم تجاه إنجاز استحقاقات خريطة المستقبل التى أعلن عنها فى 3 يوليو العام الماضى عقب الإطاحة بحكم الإخوان فى ثورة شعبية جارفة.
ويواجه «السيسى» بالإضافة إلى ذلك عدداً كبيراً من التنظيمات الإرهابية المنبثقة عن جماعة الإخوان، مثل جماعات «أنصار بيت المقدس» و«أجناد مصر» و«الفرقان» وغيرها، وهى التنظيمات التى تلقت فى الفترة الأخيرة ضربات أمنية قاصمة بعد القبض على نحو 200 خلية و1200 متهماً فى جرائم تتعلق بالإرهاب خلال الأشهر الأخيرة. ولكن القضاء عليها يبقى أمراً حتمياً لضمان حالة الاستقرار الأمنى.
وقدم الجيش نحو 190 شهيداً وأكثر من 1000 مصاب فى محاربة الإرهاب طوال السنوات الـ3 الماضية، وقدمت الشرطة 500 شهيد من ضباط وأفراد وجنود وأصيب من قواتها 14 ألفاً، فى مواجهات مع الإرهاب والخارجين على القانون والمسجلين خطر منذ يناير 2011 وحتى الآن.
سيناء والأنفاق والمتطرفون:
تبقى سيناء حالة خاصة فى الملف الأمنى الذى يتعين على «السيسى» إنجازه فى أسرع وقت، إذ تشكل البوابة الشرقية أو امتداد تلك الحدود مَعبراً للجماعات والعناصر الإرهابية من ناحية، ومعبراً لتهريب الأسلحة والمخدرات من ناحية أخرى، ما سيتطلب حلولاً سريعة وجذرية، وهى القضاء على نحو 300 إرهابى لضمان تحسن الملف الأمنى، وهو ليس بالأمر الهيِّن فهناك ما يقرب من 20 منظمة إرهابية تستوطن سيناء.
الحدود وتهريب السلاح:
الحدود الغربية والشرقية والجنوبية تحديداً ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالملف الأمنى، وخاصة من الجانب الليبى والسودانى، حيث تهرب كمية أسلحة كبيرة يومياً، وتباع فى السوق السوداء للإرهابيين والبلطجية من خلال خطوط تهريب تم استحداثها، فلا بد من وقف هذا المنبع فى أسرع وقت بالتنسيق مع دول الجوار، كما يجب على الرئيس وقف عملية التمويل الخارجى، ورصد حجم الأموال التى تدخل إلى جماعة الإخوان والجهاديين من دول بعينها، مثل إيران وتركيا وقطر، بهدف زعزعة أمن مصر.
الأمن الجنائى:
لن يستقيم حكم الرئيس السيسى إلا بإقرار الأمن الجنائى وفرض سطوة القانون، وتهيئة المناخ الآمن لعيش المواطن المصرى، الذى افتقد كثيراً حالة الأمان التى تتطلبها حياته فى المسكن والشارع والعمل. ووفقاً للإحصاءات الأخيرة لمؤشرات الجريمة نلحظ ارتفاعاً ملحوظاً فى معدلاتها بعد ثورة 25 يناير، فجرائم الخطف للحصول على فدية ارتفعت نحو 7 مرات، من 107 حالات سجلت قبل الثورة إلى 780 حالة بعد ثورة يناير، بل وانتشرت تلك الحوادث من المناطق النائية إلى كافة بقاع مصر. كما تصاعدت سرقات المنازل، وهى مشكلة قديمة فى مصر، من قرابة 7 آلاف حالة إلى أكثر من 13 ألفاً.
وتضاعفت جرائم السطو المسلح 12 مرة، من 233 حالة عام 2010 إلى قرابة 3 آلاف حالة سطو عام 2013. وارتفعت حالات سرقة السيارات فى مصر نحو 4 أضعاف، من قرابة 5 آلاف سرقة إلى أكثر من 22 ألف حالة عام 2013. ووصلت حالات القتل، لأسباب متعددة وما يتبعها من خطر على المصريين، إلى أكثر من 2500 حالة سنوياً، بما فى ذلك الضحايا الذين سقطوا فى التظاهرات، بعد أن كانت تلك الأرقام لا تزيد على ألف حالة سنوياً قبل الثورة.[SecondQuote]
ورغم معدلات الضبط الحالية فإن تلك الجرائم تحتاج إلى مواجهة حاسمة، وتقول الإحصائيات الأمنية إن «هناك 130 ألف مسجل خطر يعيشون بالقاهرة والجيزة وباقى المحافظات، ومعظمهم شديد الخطورة ومسجل فى الفئة أ».
السلاح:
جمع الأسلحة من يد البلطجية والإرهابيين أهم تحدٍّ أمام الرئيس المنتخب، حيث يوجد ما يزيد على 10 ملايين قطعة سلاح وفق ما أعلنه رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزورى فى يد الخارجين على القانون، بجانب الأسلحة الحديثة الأخرى.
ووفق تقديرات متطابقة لباحثين وخبراء أمنيين فإن حجم تجارة السلاح فى مصر بلغ بعد ثورة يناير نحو 25 مليار جنيه سنوياً، وتقديرات تصل إلى 10 ملايين قطعة سلاح.
البلطجية:
هم جيوش الفوضى وأرباب الجريمة فى ربوع مصر، أعدادهم وفقاً لتقديرات الأمن العام تصل إلى 130 ألفاً بحسب أعداد المسجلين خطر، وتصل إلى 300 ألف وفقاً لتقديرات غير رسمية، ففى دراسة علمية للباحثة الدكتورة فادية أبوشهبة، أستاذ القانون الجنائى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، حول ظاهرة البلطجة، تبين أن نحو 50% من المسجلين خطر تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، وأن أغلبهم يتركزون فى محافظات القاهرة وبورسعيد والشرقية بواقع 8، 49% من المسجلين خطر على مستوى الجمهورية، وأن محافظات الوجه البحرى تضم 31% من المسجلين خطر، ومحافظات الوجه القبلى تضم 24%، والإسكندرية وحدها تضم 9٫7%، وبورسعيد 2.5% والسويس 9%، بينما تقل ظاهرة البلطجة فى محافظات الحدود، وهى شمال وجنوب سيناء ومطروح وأسوان.
وأوضحت الدراسة أنه يوجد 50 ألفاً و733 مسجلة خطر فى مصر، وأن 57% من البلطجية يعملون بمفردهم، بينما 34% يعملون فى تشكيلات عصابية، والباقون يشتركون فى الجرائم الفردية أو جرائم العصابات.
البؤر الإجرامية:
بدأت وزارة الداخلية منذ أيام حملات أمنية موسعة على البؤر الإجرامية فى نطاق الجمهورية، إلا أن تلك البؤر منتشرة بكثافة تحتاج إلى تدخل خاص من الرئيس السيسى للقضاء عليها، وأشهرها «عزبة أم القرن» وعزبة «الهجانة» ومنطقة «الجيشة» و«وادى حوف» و«أبوحشيش» فى القاهرة. أما فى الجيزة فهناك العديد من البؤر الإجرامية مثل «القصبجى» و«شارع 10»، وصفط اللبن وبولاق الدكرور ومنطقة «الكُنيِّسة».
وفى دمياط، منطقة «شطا»، حيث تنتشر تجارة المخدرات وبها العديد من البلطجية وقطاع الطرق الذين يرهبون الأهالى، وكذلك قرية الناصرية مركز فارسكور، التى تكثر بها تجارة السلاح.
وفى القليوبية، يوجد ما يعرف بمثلث الرعب أو المثلث الذهبى، وهو يتكون من 3 قرى هى «كوم السمن، والجعافرة، والقشيش»، التابعة لمركز شبين القناطر، بجانب قرية أبوالغيط، حيث تكثر تجارة المخدرات وأوكار عديد من البلطجية المتخصصين فى سرقة السيارات وتجارة السلاح، وأيضاً منطقة القلج.
وعن بحيرة المنزلة التى أصبحت بسبب الإهمال الأمنى فى عهد النظام البائد، ومن بعده المجلس العسكرى، أشهر بؤر البلطجة فى مصر حتى أطلق عليها الأهالى فى محافظات الدقهلية وبورسعيد ودمياط اسم «الغابة».
وفى قنا، توجد مناطق السمطا وأبوحزام ومجمع عبدالرسول وغيرها، وهى مناطق خطرة جداً بها مجموعة من الخارجين على القانون، ومعظم سكانها يعيشون على تجارة المخدرات وزراعتها، كما يشتهرون بتجارة الأسلحة على نطاق واسع.
أخبار متعلقة
«هى دى مصر يا ريس»..«الوطن» ترسم صورة واقعية لأزمات البلد وتضعها على مكتب «السيسى»
لا تربية ولا تعليم.. المدارس «خرابات كبيرة».. والمهمة: قتل المستقبل
منهج لكل محافظة يشترك المدرس فى وضعه.. ومدارس بلا أسوار
الداء بلا دواء..مستشفيات الحكومة.. موت وذل على نفقة
الدولة
التأهيل والتدريب وتغيير الثقافة فى مقدمة الاحتياجات
المصانع.. جثث هامدة : «صنع فى مصر».. جملة «تاريخية» فى طريقها إلى زوال
«دمياط» فى قلب المعاناة: مدينة العمل والإبداع تواجه شبح البطالة والأزمات
الأمان المفقود.. إرهاب الإخوان وبؤر البلطجة وانتشار الأسلحة.. إنها الحرب
بعد 3 سنوات من الغياب.. «لجان الرعب» تبحث عن «جنة الأمان»
جيش البطالة.. الأب بلا وظيفة.. والأبناء «2 نايمين وقهوجى وديليفرى»
الفساد حتى النخاع : «التطهير».. الحاضر الغائب فى ثورة الشعب على «النظام»
اختارتها «نيويورك تايمز» ضمن أشجع 150 سيدة فى العالم
الأرض «عطشانة».. الفلاح على الأرض «البور»: الزرع بيموت.. واحنا معاه
«حميدة» أصغر مرشد زراعى فى المحمودية: «الدورة» هى الحل
الدستور يلزم الدولة بتوفير فرص عمل للشباب.. ياالله !