«هى دى مصر يا ريس»..«الوطن» ترسم صورة واقعية لأزمات البلد وتضعها على مكتب «السيسى»

كتب: سماح عبدالعاطى

«هى دى مصر يا ريس»..«الوطن» ترسم صورة واقعية لأزمات البلد وتضعها على مكتب «السيسى»

«هى دى مصر يا ريس»..«الوطن» ترسم صورة واقعية لأزمات البلد وتضعها على مكتب «السيسى»

هى دى مصر يا سيادة الرئيس، ذلك المربع الواسع الذى سيطالعك فى الخريطة المنشورة على حائط القصر الرئاسى كل صباح، صفراء هزيلة، يشقها وريد أزرق محفوف بشريط أخضر رفيع، تحرسها البحار، كما تحرسها الصحراء المترامية الأطراف، صاحبة شخصية فريدة، موقعاً ومكانةً، تتوسط العالم كله، وفى القلب منه الوطن العربى الكبير. «أم الدنيا»، كما يطلقون عليها، تاريخها ضارب فى القدم، ومستقبلها لا يعلمه إلا الله، هو وحده الذى حفظها آمنة مطمئنة، رغم تبدل الأحوال وتعاقب الأيام والسنين، عاصمتها كبيرة وواسعة ومزدحمة وصاخبة، ومحافظاتها تنتشر بطول الوريد من الجنوب للشمال، واعية ومثقفة وجاهلة ومهملة ومتسامحة ومتسلطة وصبورة وثائرة، وهادئة وغاضبة، تجتمع فيها المتناقضات فى سهولة ويسر جنباً إلى جنب، شعبها غريب، مثلها تماماً، لا تستطيع أن تتوقع منه شيئاً، يفاجئك بما يصدر عنه، هو نفسه لا يعرف لذلك تفسيراً، باختصار شديد هو كما يقولون «مالوش كتالوج». هى دى مصر يا سيادة الرئيس، تلك البقعة التى تحوى كل شىء، من جبال وسواحل، موانئ ومدن، حدود ومنافذ، أنهار وبحيرات، تاريخ وجغرافيا، مساجد وكنائس، آثار ومتاحف، مصانع ومدارس، مستشفيات ومنتجعات، قصور وقبور، مساكن وعشوائيات، أراض زراعية وأخرى تنتظر الزراعة، أفكار وأحلام، بشر يتجمعون ثم ينفضون، تختلف أشكالهم وألوانهم وأزياؤهم، منهم من استراح وأراح فعاش فى رغد منعزلاً عن الآخرين، منشغلاً بزيادة الأموال التى سقطت فى حجره، ومنهم من لا يزال يتزاحم مع غيره على لقمة العيش من مطلع الشمس إلى مطلعها مرة أخرى، لعلك لن تمانع أن تلقى نظرة عليهم جميعاً، مع صحف الصباح التى ستطرق بابك كل يوم، ناشرة بين يديك مشاكل الناس وهمومهم، هموم ربما تعرف بعضها، غير أن كثيراً منها أيضاً يظل خافياً عليك، ذلك الذى يختبئ بين الشقوق، يدركه فقط من يمد يده إليه، من يمسك بالنار وحده هو الذى يشعر بها، ولا ينبئك مثل خبير.[SecondImage] والخبير يا سيادة الرئيس هو ذلك الذى ذاق مرارة الانحشار بين عشرات غيره فى فصل دراسى ضيق داخل مدرسة قديمة بلا أسوار ولا مقاعد ولا دورات مياه ولا تربية ولا حتى تعليم، وعندما كبر قليلاً لم يجد عملاً يرتزق منه فقنع بالجلوس على المقهى فى انتظار الفرج، مرسلاً بصره إلى رفاق له، يخرجون من بيوتهم كل صباح متوجهين إلى مصانع يعملون بها، شكلياً فقط، إذ لم تعد هناك مصانع ولا آلات ولا ماكينات، بعد أن توقف بعضها عن العمل، وتم بيع البعض الآخر بـ«تراب الفلوس» لمن دفع أكثر، أما من اختار الابتعاد عن المصانع آملاً أن يجد خيراً فى الأرض الطيبة فعمل مزارعاً، حاصرته المشاكل من كل اتجاه، لا خلاص منها ولا سبيل للفكاك، هذا بالطبع غير آلاف وآلاف يقفون فى طوابير طويلة على أبواب المستشفيات الحكومية المتهالكة منتظرين دورهم فى الكشف والعلاج، طاوين كفوفهم المتعبة على قروشهم القليلة، تماماً كما يطوون أمراضهم بين جنباتهم.[ThirdImage] لن نثقل عليك يا سيادة الرئيس، نحن فقط نفتح أمامك الباب الضخم الذى ستزيحه بيديك إن عاجلاً أو آجلاً، لتعرف بنفسك حجم المهمة التى تنتظرك، وحجم الآمال المعقودة عليك، من جماهير عريضة لا تحلم بأكثر من دولة محترمة، يحصلون فيها على حقوق عادلة فى التعليم والعلاج والعمل والحياة، أولئك الذين منحوك أصواتهم، وهم موقنون بأنك لن تخذلهم أبداً مهما حدث. أخبار متعلقة لا تربية ولا تعليم.. المدارس «خرابات كبيرة».. والمهمة: قتل المستقبل منهج لكل محافظة يشترك المدرس فى وضعه.. ومدارس بلا أسوار الداء بلا دواء..مستشفيات الحكومة.. موت وذل على نفقة الدولة التأهيل والتدريب وتغيير الثقافة فى مقدمة الاحتياجات المصانع.. جثث هامدة : «صنع فى مصر».. جملة «تاريخية» فى طريقها إلى زوال «دمياط» فى قلب المعاناة: مدينة العمل والإبداع تواجه شبح البطالة والأزمات الأمان المفقود.. إرهاب الإخوان وبؤر البلطجة وانتشار الأسلحة.. إنها الحرب بعد 3 سنوات من الغياب.. «لجان الرعب» تبحث عن «جنة الأمان» جيش البطالة.. الأب بلا وظيفة.. والأبناء «2 نايمين وقهوجى وديليفرى» الفساد حتى النخاع : «التطهير».. الحاضر الغائب فى ثورة الشعب على «النظام» اختارتها «نيويورك تايمز» ضمن أشجع 150 سيدة فى العالم الأرض «عطشانة».. الفلاح على الأرض «البور»: الزرع بيموت.. واحنا معاه «حميدة» أصغر مرشد زراعى فى المحمودية: «الدورة» هى الحل الدستور يلزم الدولة بتوفير فرص عمل للشباب.. ياالله !