«حميدة» أصغر مرشد زراعى فى المحمودية: «الدورة» هى الحل

كتب: محمد الخولى

«حميدة» أصغر مرشد زراعى فى المحمودية: «الدورة» هى الحل

«حميدة» أصغر مرشد زراعى فى المحمودية: «الدورة» هى الحل

كعادته اليومية يستيقظ عبدالوكيل عبدالدايم حميدة قبل شروق الشمس، ليستعد ليوم شاق من العمل كمهندس زراعى مهمته الإشراف على مساحة شاسعة من الأفدنة تصل إلى 1800 فدان زراعى. ينتقل «حميدة» من قريته «عوض حميدة» بعزبة بسنتواى بمركز المحمودية، مستقلاً دراجته النارية، قاطعاً مسافة تصل إلى 15 كيلومتراً، قاصداً جمعية عزب القصر التى يشرف على الأراضى بها. يمر على الأراضى فداناً تلو الآخر، يعمل فى ظروف جوية صعبة ولا يحميه من أشعة الشمس سوى «كاب» يخفف عليه درجة الحرارة، فالمرور على الأراضى يستغرق ساعات طويلة قد تنتهى فى الرابعة عصراً. «الشغل كتير وعددنا كمهندسين زراعيين قليل جداً»، بهذه الكلمات بدأ المهندس الشاب حديثه. وأضاف: «الإدارة التى أعمل بها بالمحمودية تضم أكثر من 33 ألف فدان زراعى، ويوجد بها 13 مهندس إرشاد وحماية أرض فقط، مقسمة عليهم هذه المساحة الكبيرة، كما أن المهندس الذى يُحال إلى المعاش لا يُعين بديل له، عشان كده إحنا مضغوطين فى الشغل، ولا نستطيع أن نتقابل مع كل الفلاحين لإعطاء النصح لهم، بسبب ضيق الوقت». يرى «عبدالوكيل» الذى تخرج فى المعهد العالى للتعاون الزراعى عام 2006، ويعتبر أصغر المهندسين الزراعيين، أن إلغاء نظام الدورة الزراعية التى كانت تلزم الفلاح بزراعة أنواع معينة من المحاصيل سبب رئيسى فى انهيار منظومة الزراعة، وأن تعطل نظام الدورة الزراعية دفع الحكومة ووزارة الزراعة إلى إهمال قطاع الإرشاد الزراعى وعدم تدعيمه بمهندسين زراعيين جدد. يقول: «عودة نظام الدورة الزراعية ستحل أزمات كبيرة للفلاح وللدولة أيضاً، لأن الدورة الزراعية ستوفر للدولة محاصيل استراتيجية ومطلوبة مثل القمح، والأرز، والقطن، كما سترفع عن عاتق الفلاح مهمة التسويق، والوقوع فريسة للتجار الذين يستغلونه. الحلول التى يطرحها «عبدالوكيل» لا تقتصر فقط على الدورة الزراعية، بل تمتد إلى تطوير قطاع البحوث الزراعية، ونقلها من المعمل إلى التطبيق على أرض الواقع، فيرى أنه من الضرورى عمل أبحاث على كل الأراضى الزراعية، والمناطق التى يوجد بها إنتاجية قليلة من المحاصيل وسحب عينات من التربة وتحليلها فى مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعية للوقوف على العناصر التى تفتقدها هذه التربة، ومد الفلاحين بالأسمدة المناسبة لهذه الأرض، لأن كل أرض تختلف العناصر والمعادن بها عن الأراضى الأخرى، ويضيف: «لا بد من نقل الأبحاث العلمية التى تتعلق باستنباط محاصيل جديدة أقل احتياجاً للمياه ومقاومة للملوحة والعوامل الطبيعية إلى حيز التنفيذ وعدم اقتصارها على المساحات البحثية». يشدد «عبدالوكيل» على أهمية عودة تطهير الترع المهملة التى لا تصل مياهها إلى الأراضى، ويضطر الفلاحون إلى الانتظار بالأسابيع لحين وصول المياه إليهم، كما أن بذورهم تتلف فى انتظار مياه الرى التى لا تأتى. ويشير إلى ضرورة عودة الميكنة الزراعية الحديثة المدعومة من الحكومة، ويقول: «وزارة الزراعة كانت توفر آلات للحرث، والتقصيب وجمع المحصول بأسعار مناسبة، ورخيصة بالنسبة للفلاح، لكن الآن الدولة لا توفر آلة واحدة للفلاحين وتتركهم فريسة للقطاع الخاص. ويؤكد أن الحلول السابقة لن تكون مجدية دون الاستثمار فى العقول وإعداد كوادر بشرية جيدة. أخبار متعلقة «هى دى مصر يا ريس»..«الوطن» ترسم صورة واقعية لأزمات البلد وتضعها على مكتب «السيسى» لا تربية ولا تعليم.. المدارس «خرابات كبيرة».. والمهمة: قتل المستقبل منهج لكل محافظة يشترك المدرس فى وضعه.. ومدارس بلا أسوار الداء بلا دواء..مستشفيات الحكومة.. موت وذل على نفقة الدولة التأهيل والتدريب وتغيير الثقافة فى مقدمة الاحتياجات المصانع.. جثث هامدة : «صنع فى مصر».. جملة «تاريخية» فى طريقها إلى زوال «دمياط» فى قلب المعاناة: مدينة العمل والإبداع تواجه شبح البطالة والأزمات الأمان المفقود.. إرهاب الإخوان وبؤر البلطجة وانتشار الأسلحة.. إنها الحرب بعد 3 سنوات من الغياب.. «لجان الرعب» تبحث عن «جنة الأمان» جيش البطالة.. الأب بلا وظيفة.. والأبناء «2 نايمين وقهوجى وديليفرى» الفساد حتى النخاع : «التطهير».. الحاضر الغائب فى ثورة الشعب على «النظام» اختارتها «نيويورك تايمز» ضمن أشجع 150 سيدة فى العالم الأرض «عطشانة».. الفلاح على الأرض «البور»: الزرع بيموت.. واحنا معاه «حميدة» أصغر مرشد زراعى فى المحمودية: «الدورة» هى الحل الدستور يلزم الدولة بتوفير فرص عمل للشباب.. ياالله !