«دمياط» فى قلب المعاناة: مدينة العمل والإبداع تواجه شبح البطالة والأزمات

كتب: أمينة مجدى وسهاد الخضيرى

«دمياط» فى قلب المعاناة: مدينة العمل والإبداع تواجه شبح البطالة والأزمات

«دمياط» فى قلب المعاناة: مدينة العمل والإبداع تواجه شبح البطالة والأزمات

شعب لم تكف يده التى أضناها الزمن عن العمل، يعزف على أوتار الشباك وضجيج الورش مقطوعة الخلود، كما عرفها منذ فجر التاريخ أبناء دمياط، بوابة مصر الشمالية على مر العصور، فهى الـ«كارتور»، كما جاء ذكرها فى التوراة، و«تمحيت»، كما عرفها الفراعنة، و«دمياتس»، عند الإغريق، و«تميت» فى العصر القبطى. شهد لها العالم بالتميز والإبداع؛ فالأثاث الدمياطى الذى غزا العالم شرقاً وغرباً لم يكن يوماً مجرد قطع خشبية، بل لوحات فنية صنعها الفنان الدمياطى ما بين أركان ورشة لم يتعدَّ محتواها بعض أدوات النجارة البسيطة. ولم تكن صناعة الأثاث التى جاءت امتداداً لصناعة السفن فى قلعة عزبة البرج وحدها، صانعة العالمية لهذه المحافظة؛ حيث اشتهرت أيضاً بصناعة الحلوى والجبن والأحذية فضلاً عن صناعة الغزل والنسيج التى تعد شاهد عيان على تاريخ دمياط بشكل خاص خلال الخمسينات من القرن الماضى، كما يقول محمد السيد أبوقمر، ابن دمياط أحد المهتمين بتاريخها القديم والمعاصر: «عندما زار جمال عبدالناصر دمياط، طالبه الأهالى بعودة مصنع النسيج إلى دمياط بعد أن تم نقله إلى حلوان؛ حيث تسبب ذلك فى تشريد آلاف الأسر وأدى إلى تدهور الوضع الاقتصادى بدمياط». يتذكر «أبوقمر»، الطفل ابن الـ6 سنوات وقتها، رواية والده عما حدث، قائلاً: «عبدالناصر استجاب للناس وقالهم: لو عاوزين المصنع يرجع يبقى بإيديكم انتم، وبالفعل قام الأهالى بجمع رأس المال اللازم لإنشاء المصنع من جديد، بعدما باع البعض مصوغات زوجاتهم والبعض الآخر باع ما يمكن بيعه من متعلقات شخصية، وبالفعل تم بناء المصنع وخُصصت أرض لزراعة القطن لتغذية المصنع، ما انعكس على تحسن الوضع الاقتصادى للأهالى وقتها». بصمت قطعته الدموع فى عين الرجل الخمسينى، يراجع «محمد» تفاصيل الماضى ويتفقد الوضع الحالى لدمياط، قائلاً: «يوم وفاة جمال عبدالناصر رغم أننى كنت طفلاً لم يتجاوز عمره 7 سنوات فإنى رأيت عبدالناصر أباً للمصريين؛ فحينما توفى شعرت وكأن اللى مات أب مش مجرد رئيس دولة، وكان فيه شلل تام عن العمل فى دمياط وحشود لم ترَها شوارع دمياط سوى يوم تنحى مبارك». يؤكد «محمد» أن دمياط ذات خصوصية لم تشهدها أى بقعة أخرى؛ حيث تحولت من قرية مهمَلة تابعة لمركز فارسكور بمحافظة الدقهلية إلى محافظة مستقلة فى عهد «عبدالناصر»، بينما عانت سياسات الانفتاح الاقتصادى فى عهد خلفه أنور السادات؛ حيث أُغلقت 75% من الورش والمعامل فى منتصف السبعينات كورش الأحذية بمناطق «المنشية - الشبطانى - الشرباصى - الشهابية» التى كانت رائدة صناعة الأحذية فى مصر، فتحولت إلى ورش للأثاث وبوتيكات الملابس أو أُغلقت تماماً، وتأرجح حالها ما بين الرواج أحياناً والضيق فى كثير من الأحيان فى عهد «مبارك». يرجع «محمد» السبب فيما آل إليه الوضع الحالى بالمدينة إلى السياسات الاقتصادية الخاطئة فى التعامل مع النشاط الصناعى، قائلاً: «سطوة وتحكم رأس المال فى ظل غياب دور الدولة حوّل الوضع من سيئ إلى أسوأ؛ مشيراً إلى ما سماه مؤامرة من رجال الأعمال للقضاء على قلعة دمياط الصناعية: «هناك مجموعة من رجال الأعمال هدفهم تدمير دمياط صناعياً من أجل المحافظة على مصالحهم، وما يحدث لمصنع إدفينا للأسماك المحفوظة خير دليل على ذلك». يعود الدمياطى العجوز بالذاكرة إلى ما قبل ثورة 25 يناير فى عهد «مبارك»، مروراً بفترة حكم المعزول محمد مرسى، قائلاً: «الإخوان ونظام مبارك وجهان لعملة واحدة دفعت دمياط ثمنها». أخبار متعلقة «هى دى مصر يا ريس»..«الوطن» ترسم صورة واقعية لأزمات البلد وتضعها على مكتب «السيسى» لا تربية ولا تعليم.. المدارس «خرابات كبيرة».. والمهمة: قتل المستقبل منهج لكل محافظة يشترك المدرس فى وضعه.. ومدارس بلا أسوار الداء بلا دواء..مستشفيات الحكومة.. موت وذل على نفقة الدولة التأهيل والتدريب وتغيير الثقافة فى مقدمة الاحتياجات المصانع.. جثث هامدة : «صنع فى مصر».. جملة «تاريخية» فى طريقها إلى زوال «دمياط» فى قلب المعاناة: مدينة العمل والإبداع تواجه شبح البطالة والأزمات الأمان المفقود.. إرهاب الإخوان وبؤر البلطجة وانتشار الأسلحة.. إنها الحرب بعد 3 سنوات من الغياب.. «لجان الرعب» تبحث عن «جنة الأمان» جيش البطالة.. الأب بلا وظيفة.. والأبناء «2 نايمين وقهوجى وديليفرى» الفساد حتى النخاع : «التطهير».. الحاضر الغائب فى ثورة الشعب على «النظام» اختارتها «نيويورك تايمز» ضمن أشجع 150 سيدة فى العالم الأرض «عطشانة».. الفلاح على الأرض «البور»: الزرع بيموت.. واحنا معاه «حميدة» أصغر مرشد زراعى فى المحمودية: «الدورة» هى الحل الدستور يلزم الدولة بتوفير فرص عمل للشباب.. ياالله !