فؤاد: «حياة الإنسان بقت رخيصة جداً فى مصر»

فؤاد: «حياة الإنسان بقت رخيصة جداً فى مصر»
لا يرى سوى شبح الموت يقترب منه.. لا يشعر إلا بهمس الأموات.. لا يهتم كثيراً بما حدث له.. ولكنه يضم نجله ويقول الحمد لله أن ربنا كرمنا.. إحنا وكل أسرة أصيبت فى الحادث (يقصد حادث قطار دهشور الذى أسفر عن مقتل 27 شخصاً وأصيب 36 آخرون بينهم 4 أطفال).. لا يشغل باله بما حدث له من كسور وكدمات فى جسده.. يرفع يديه إلى السماء ويشير بعلامات النصر ويقول «الحمد لله.. الجيش هو اللى نقذنا.. شفت ناس تحت عجلة القطار.. والجيش هو اللى تمكن من إخراج أشلائهم».
يقضى «فؤاد»، 42 سنة، موظف، فترة علاجه على سرير (متر فى متر) فى مستشفى الهرم، ويردد عبارات «الإهمال هو الذى دفعنا للموت.. حياة الإنسان رخيصة قوى فى مصر.. عامل المزلقان ما قفلش المزلقان إحنا بنعدى بالسيارة، القطار اصطدم بها وظل يجرها على القضبان قرابة كليو ونصف الكيلو.
ويتوقف «فؤاد» عن الكلام ويشير إلى الإصابة الموجودة بجسده: «أنا عملت إيه عشان يحصل ليا كل هذا أنا وأسرتى.. هو الواحد مايعرفش يفرح فى البلد، ثم يحتضن نجله أبانوب، ويقول إيه ذنب الطفل البرىء ده.. أبانوب
الأب يقول إن نجله أبانوب فى الصف الثانى الابتدائى ومن الطلاب المتفوقين فى الدراسة، وإنه قبل الحادث بـ5 دقائق فوجئ بالطفل يطلب منه شراء «عجلة» عقب وصولهم الفيوم، وذلك بعد أن حصل على شهادة تقدير فى الصف الأول الابتدائى، ولم يكمل الطفل كلامه حتى سقط على قضبان السكة الحديد غارقاً فى دمائه، ويصرخ قائلاً: «بابا.. إلحقنى.. إلحقنى.. وظل يصرخ، ودخل فى نوبة من البكاء الهستيرى حتى فقد الوعى».
الأخبار المتعلقة:
بيترا: من الفرح والرقص مباشرة إلى «الغيبوبة»
محمود عياد: استيقظ على حادث قطار دهشور: حكومة «بلاوى»
جرجس: فقد والديه.. وبقيت دماؤهما على ملابسه
ماجدة: فقدت ابنتها وحفيدتها وأصيب زوجها
نوال: فقدت 4 من أشقائها.. وتبحث عن زوجها
«الوطن» فى «موقع الحزن»: حكايات الدم والألم
«حى العرضى» يدفع فاتورة الإهمال بالكامل ويفقد 26 من أبنائه
خط سير الفساد يبدأ من «المندرة» جنوباً إلى «دهشور» شمالاً.. عبر شريط قطار
سائق القطار ومساعده لـ«الوطن»: «المزلقان مكانش مقفول».. ومقدرناش نوقف القطار لأن سرعته «عالية»
5 مشاهد من قلب الكارثة
«الدميرى»: تشكيل «لجنة فنية» لمعاينة المزلقان وتحديد المسئول
معاينة النيابة: جثث الضحايا تم انتزاعها بصعوبة من بين حديد الأوتوبيس
رئيس اللجنة الفنية لكارثة أسيوط: قدمنا 29 توصية.. وكان مصيرها «الأدراج»
تعويضات مجلس الوزراء: 20 ألف جنيه للمتوفى و7 آلاف للمصاب
المصابون يروون لـ«الوطن» حكاية «فرح» تحول إلى «مأتم»
قطار «أسيوط» ينتقل إلى «دهشور» ويحصد 29 ضحية
دماء على «ملابس الفرح»