«الوطن» فى «موقع الحزن»: حكايات الدم والألم

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبدالعزيز

«الوطن» فى «موقع الحزن»: حكايات الدم والألم

«الوطن» فى «موقع الحزن»: حكايات الدم والألم

يعمل مصوراً حراً، لكن ذاكرة عينيه لم تعد تتذكر غير مشهد قتل والديه دهساً تحت عجلات القطار، أمام عينيه، بينما لم يتمكن من إنقاذهما، فسقط إلى جوارهما فاقداً الوعى. لم يفق مينا من تلك الغيبوبة إلا على سرير علاج بائس فى المستشفى، هناك ستعثر عليه دون أن يدلك أحد على مكانه، يرقد مصاباً بكدمات وسحجات فى الوجه واليدين والرأس، لا يتحدث كثيراً، فهو يمسك بيد شقيقته ليطمئنها، ويخبرها أن والديها بخير، فى مكان أفضل «هما عند الرب». مينا إسحاق، الذى لم يتجاوز 21 سنة، فقد والديه ضمن ضحايا قطار دهشور، وكانوا عائدين من حفل زفاف أحد أقاربه فى المعادى، ويتمتم بكلمات «شفت أمى وأبويا مقطعين أشلاء تحت عجلات القطر، حاولت إنقاذهم، اتكعبلت فى جثث الضحايا، وسقطت جنبهم فاقد الوعى».[FirstQuote] ويبدأ مينا فى التماسك، متحدثاً عن والديه: «والدى موظف على المعاش بالقوى العاملة كان راجل محترم جداً، طيب، كل الناس بتحبه، كان بيبتسم قبل ما يموت، وهو يقول إحنا عايزين نفرح بيك بقى يا مينا، فابتسمت وقلت له حاضر، ومفيش 3 دقائق حتى وصل السائق إلى المزلقان، ولقيت جسد والدى نصفين تحت عجلات القطار». ويصف الحادث البشع قائلاً: «ما شفتش كده، الناس تيجى تفرح تندهس تحت عجلات القطار، ده إهمال، بس يفيد بإيه أنا مكنش ليّا غير والدى ووالدتى فى الدنيا، والدتى كل ما تبقّى منها «دبلة» مكتوب عليها اسم والدى، بس الحمد لله على كل شىء». ويضيف «دلوقتى ماليش غير ربنا ثم شقيقتى الأصغر، هى كمان أصيبت فى الحادث بكسر فى القدم واليد، ربنا يشفيها ليّا، أنا مقولتلهاش إن والدى ووالدتى ماتوا، دى كانت تروح فيها، أصلها كانت بتحضّر لحفل خطوبتها، بعد أسبوعين، كده خلاص مفيش أى فرحة تانى، والدى ووالدتى ماتوا وأخدوا الفرحة والحياة معاهم، ربنا يشفى أختى وخلاص». الأخبار المتعلقة: فؤاد: «حياة الإنسان بقت رخيصة جداً فى مصر» بيترا: من الفرح والرقص مباشرة إلى «الغيبوبة» محمود عياد: استيقظ على حادث قطار دهشور: حكومة «بلاوى» جرجس: فقد والديه.. وبقيت دماؤهما على ملابسه ماجدة: فقدت ابنتها وحفيدتها وأصيب زوجها نوال: فقدت 4 من أشقائها.. وتبحث عن زوجها «حى العرضى» يدفع فاتورة الإهمال بالكامل ويفقد 26 من أبنائه خط سير الفساد يبدأ من «المندرة» جنوباً إلى «دهشور» شمالاً.. عبر شريط قطار سائق القطار ومساعده لـ«الوطن»: «المزلقان مكانش مقفول».. ومقدرناش نوقف القطار لأن سرعته «عالية» 5 مشاهد من قلب الكارثة «الدميرى»: تشكيل «لجنة فنية» لمعاينة المزلقان وتحديد المسئول معاينة النيابة: جثث الضحايا تم انتزاعها بصعوبة من بين حديد الأوتوبيس رئيس اللجنة الفنية لكارثة أسيوط: قدمنا 29 توصية.. وكان مصيرها «الأدراج» تعويضات مجلس الوزراء: 20 ألف جنيه للمتوفى و7 آلاف للمصاب المصابون يروون لـ«الوطن» حكاية «فرح» تحول إلى «مأتم» قطار «أسيوط» ينتقل إلى «دهشور» ويحصد 29 ضحية دماء على «ملابس الفرح»