هل الإيذاء يحول الشخص إلى مجرم؟ معاناة «وسام» في مسلسل لام شمسية
هل الإيذاء يحول الشخص إلى مجرم؟ معاناة «وسام» في مسلسل لام شمسية
- مسلسل لام شمسية
- لام شمسية
- مسلسل أمينة خليل
- أمينة خليل
- محمد شاهين
- أحمد السعدني
- مسلسلات رمضان 2025
- رمضان 2025
شهد مسلسل لام شمسية تطورا جديدًا، وبعد أن فضحت «نيللي» (أمينة خليل)، أفعال «وسام» (محمد شاهين) المشينة، واجه الأخير والدته، التي بدأت تساورها الشكوك حوله، ردًا على اتهامات التحرش، إذ اقترحت الأم على ابنها تلقي العلاج، ما أثار غضبه، وكشف عن معاناته في الطفولة تحت وطأة والده القاسي، هذا الكشف عن ماضي «وسام» كضحية أثار تساؤلات حول العلاقة المعقدة بين الضحية والجاني، وما إذا كان التعرض للإيذاء في الصغر يمكن أن يحول الشخص إلى مجرم مضطرب نفسيًا.
هل إيذاء الأشخاص يحولهم إلى مجرمين؟
وبحسب ما ذكره موقع «leiden security and global affairs blog»، فإنّ التعرض السابق للجريمة بحسب ما ورد في مسلسل لام شمسية، يعتبر أحد عوامل الخطر التي قد تدفع الفرد إلى ارتكاب الجرائم، ورغم وجود نظريات عديدة تحاول تفسير هذا الارتباط المعقد بين الضحية والجاني، إلا أن هذا المجال لا يزال يكتنفه الغموض ويستدعي المزيد من البحث، فعند دراسة الأسباب التي تدفع الأفراد إلى الجريمة، تبرز مجموعة واسعة من العوامل التي أثبتت الدراسات صلتها الوثيقة بالسلوك الإجرامي، وتشمل هذه العوامل العمر والجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي، إذ يميل الشباب الذكور المنتمون إلى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المتدنية إلى أن يكونوا أكثر عرضة للانخراط في الأنشطة الإجرامية.
ومن بين هذه العوامل، يبرز عامل التعرض السابق للإيذاء كعامل خطر قوي ولكنه يحظي باهتمام أقل، إذ تزداد احتمالية تحول الأفراد الذين عانوا من الإيذاء في الماضي إلى مجرمين في المستقبل، ويُعرف هذا المفهوم في الأوساط الأكاديمية بمصطلح «تداخل الضحية والجاني»، وقد أظهرت الدراسات، على سبيل المثال، أن التعرض السابق للإساءة يزيد بشكل كبير من احتمالية ارتكاب العنف المنزلي، بما في ذلك العنف المميت.
ويظل هذا الجانب من العلاقة بين الضحية والجاني مهملاً إلى حد كبير في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية على حد سواء. ويرجع ذلك جزئيًا إلى الصورة النمطية السائدة عن الضحايا والمجرمين، فعادةً ما يُنظر إلى الضحية على أنها شخص ضعيف وبريء وغير مسؤول عن الجريمة التي وقعت عليه، وهي صورة تُعرف باسم «الضحية المثالية»، وعلى النقيض من ذلك، يُنظر إلى الجاني على أنه شخص قوي وشرير يتعمد إيذاء الضحايا، ولكن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك، إذ يشترك الضحايا والمجرمون في العديد من الخصائص الديموغرافية المتشابهة، فالشباب الذكور، الذين يُعتبرون الأكثر عرضة لارتكاب الجرائم، هم أيضًا الأكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا، وبالتالي، فإن التمييز الحاد بين الضحية والجاني ليس دقيقًا كما قد يبدو.
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، يقول إنّ هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير العلاقة بين التعرض السابق للإيذاء والتحول إلى الإجرام، ومن بين هذه النظريات، تبرز نظرية التعرض لأسلوب الحياة، التي تفترض أن وقوع الأفراد كضحايا أو كمجرمين يرتبط بأنماط حياتهم، فالأشخاص الذين يعيشون في بيئات عالية الخطورة، مثل الأماكن التي تُباع فيها المخدرات، يكونون أكثر عرضة للجريمة، سواء كضحايا أو كجناة.
وأضاف استشاري الطب النفسي، أنّه على سبيل المثال، قد يميل الشباب الذكور إلى قضاء أوقاتهم في أماكن تتوفر فيها الكحول والمخدرات، مما يزيد من احتمالية تورطهم في مواجهات عنيفة، قد يكونون فيها ضحايا وجناة في الوقت نفسه، وتُعد نظرية دورة العنف نظرية أخرى شائعة، وهي تفترض أنّ الأفراد الذين تعرضوا للعنف في طفولتهم أو شهدوه، قد يتبنون سلوكًا عنيفًا عندما يكبرون، فالتجارب المبكرة للإيذاء تؤثر على طريقة استجابتهم للصراعات لاحقًا، مما يزيد من احتمال تحولهم إلى مجرمين، وغالبًا ما تُستخدم هذه النظرية لتفسير العنف المنزلي، إذ يميل الأشخاص الذين نشؤوا في بيئات عنيفة إلى تكرار هذا السلوك في حياتهم البالغة.
ويؤكد الدكتور جمال فرويز، على أن ليس كل من تعرضوا للإيذاء يصبحون مجرمين، فالعوامل المؤثرة على السلوك الإجرامي معقدة ومتعددة، ولكن الأدلة تشير إلى أن التعرض السابق للإيذاء يمكن أن يكون له تأثير كبير على السلوك المستقبلي للفرد، ويجب أن يدفعنا هذا إلى التفكير في كيفية الاستفادة من هذه المعرفة، فإذا كان التعرض للإيذاء يزيد من احتمالية الانخراط في الجريمة، فربما ينبغي أن نركز على التدخلات الوقائية، مثل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا.
موعد عرض مسلسل لام شمسية
يُعرض مسلسل لام شمسية على قناة DMC الساعة 7:15 مساءً، ويعاد المسلسل مرتين يوميًا؛ الأولى الساعة 1:30 صباحًا، والثانية الساعة 9:15 صباحًا، كما يمكن مشاهدة مسلسل لام شمسية في أي وقت على مدار اليوم عبر منصة WATCH IT الرقمية.