رئيس اللجنة الفنية لكارثة أسيوط: قدمنا 29 توصية.. وكان مصيرها «الأدراج»

رئيس اللجنة الفنية لكارثة أسيوط: قدمنا 29 توصية.. وكان مصيرها «الأدراج»
بعد أربعة أيام من وقوع كارثة قطار أسيوط على مزلقان المندرة، التى راح ضحيتها 52 طفلا أثناء ذهابهم لمعهد النور الأزهرى، بدأت لجنة فنية من الأساتذة المتخصصين فى هندسة الطرق عملها بفحص الحادث لتقديم دراسة وافية عن سبب وقوعه وتحديد المسئوليات الجنائية، وبالفعل قامت اللجنة التى شكلت بقرار من النائب العام وعلى مدار شهرين كاملين بدراسة كافة ملابسات الحادث للوقوف على أسباب وقوعه لكنها لم تكتف بتقديم أسباب وقوع الحادث بل قدمت تقريرا وافيا لهيئة السكك الحديدية اشتمل على 29 توصية توصلت إليها اللجنة لمنع تكرار حوادث القطارات وتأمين حركة المرور على المزلقانات.
الدكتور حسن يونس، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة أسيوط رئيس اللجنة التى أعدت التقرير، قال لـ«الوطن»: «طول عمرنا بنقدم تقارير وتوصيات للأدراج لتنال حظها من التراب». وأضاف «يونس»: «إحنا قدمنا تقريرنا بـ29 توصية لعدم تكرار الحوادث على المزلقانات فى جميع أرجاء الجمهورية منها 15 توصية تتعلق بعدم تكرار الحوادث و14 لتأمين الحركة على جميع المزلقانات، ولم يتم الأخذ بها لأن حادث مزلقان دهشور وقع بنفس الطريقة، والمفارقة أنه وقع فى نفس يوم وقوع حادث أسيوط».
وشرح رئيس اللجنة أنه بنى توصياته على تجربة حقيقية للجنة استقلت فيها قطارا ومرت على المزلقانات والقطارات ورصدت أوجه القصور وتوصلت اللجنة إلى أن السكك الحديدية لم تطور منذ أنشئت فى عهد الاحتلال الإنجليزى وأن السيمافورات وأجهزة الإشارة لا تعمل بشكل جيد، كما أن منظومة السكك الحديدية كلها تعانى خللاً شديداً وطلبت اللجنة فى توصياتها ضرورة وضع إشارات إرشادية على المزلقانات وأجراس لتنبيه المارة وقائدى السيارات بقدوم قطار وكذلك إشارات ضوئية مع ضرورة الاستعانة بنظام كهربى وإلكترونى على المزلقانات لمنع تكرار الخطأ البشرى الذى يؤدى لوقوع هذه الكوارث ولكن توصياتنا ذهبت أدراج الرياح. وأشار رئيس اللجنة إلى أن الشىء الذى تغير فى السكك الحديدية هو تغيير زى العاملين والفنيين بها لكن تقريرنا الذى قدمناه للسكك الحديدية ألقى به فى الأدراج ومنذ انتهاء عمل اللجنة وتقديم توصياتها لم يكلف أى أحد من المسئولين بالسكك الحديدية نفسه عناء الاتصال بنا لمناقشتنا فى توصياتنا.
الدكتور حسن يونس اختتم حديثه قائلا: منذ أن علمت بحدوث كارثة قطار دهشور أعدت الاطلاع على التقرير والتوصيات التى قدمناها فوجدت حادث قطار أسيوط متجسدا أمامى بذات الطريقة حتى إن رقم أعداد الضحايا فى الحادثين متقارب، ولا أدرى كيف أهملت توصيات اللجنة ولم يؤخذ بها لعدم تكرار الحوادث على المزلقانات وكانت النتيجة وفاة مواطنين أبرياء دون ذنب بسبب خطأ بسيط كان يمكن تداركه بسهولة شديدة.
الأخبار المتعلقة:
فؤاد: «حياة الإنسان بقت رخيصة جداً فى مصر»
بيترا: من الفرح والرقص مباشرة إلى «الغيبوبة»
محمود عياد: استيقظ على حادث قطار دهشور: حكومة «بلاوى»
جرجس: فقد والديه.. وبقيت دماؤهما على ملابسه
ماجدة: فقدت ابنتها وحفيدتها وأصيب زوجها
نوال: فقدت 4 من أشقائها.. وتبحث عن زوجها
«الوطن» فى «موقع الحزن»: حكايات الدم والألم
«حى العرضى» يدفع فاتورة الإهمال بالكامل ويفقد 26 من أبنائه
خط سير الفساد يبدأ من «المندرة» جنوباً إلى «دهشور» شمالاً.. عبر شريط قطار
سائق القطار ومساعده لـ«الوطن»: «المزلقان مكانش مقفول».. ومقدرناش نوقف القطار لأن سرعته «عالية»
5 مشاهد من قلب الكارثة
«الدميرى»: تشكيل «لجنة فنية» لمعاينة المزلقان وتحديد المسئول
معاينة النيابة: جثث الضحايا تم انتزاعها بصعوبة من بين حديد الأوتوبيس
تعويضات مجلس الوزراء: 20 ألف جنيه للمتوفى و7 آلاف للمصاب
المصابون يروون لـ«الوطن» حكاية «فرح» تحول إلى «مأتم»
قطار «أسيوط» ينتقل إلى «دهشور» ويحصد 29 ضحية
دماء على «ملابس الفرح»