دماء على «ملابس الفرح»
دماء على «ملابس الفرح»
بـ«ملابس الفرح» ماتوا أسفل عجلات قطار لا يتوقف إلا بـ«دهس وقتل وخلاص».. وفى «ظلمة» الليل وفى «غيبة» عامل مزلقان.. انتهت حياتهم بعد مشاركة عائلية فى زفاف قريب لهم فى المعادى.
الموت خطف حياة 29 من أسرة واحدة عند مزلقان دهشور فى البدرشين جنوب الجيزة.. كانوا يستقلون مينى باص كبيراً.. أجسادهم التصقت بحديد قطار البضائع والمينى باص.. وتناثرت أجزاء من أجسادهم بطول كيلومتر على قضبان السكة الحديد فى خط «الجيزة - الفيوم».
المصابون وعددهم 26، زادت آلامهم بعيدة عن الإصابات والكسور والجروح.. علموا وتأكدوا أن الواحد منهم فقد اثنين وثلاثة من أقاربه الأقربين، أو من عائلته التى تعيش فى هدوء وسكينة فى الفيوم. الضحايا والمصابون كانوا بملابس الفرح شاركوا فى «ليلة عمر» أحد أقاربهم.. وبعد ساعتين انتهت أعمارهم بـ«الإهمال».
كان القطار سريعاً.. منطلقاً.. لا يتوقف.. وأطلق صافرته المرعبة وهو يمر بـ«دهشور».. سائقه شاهد «طائر الموت» يحلق أمامه.. بخبرته الطويلة تأكد أن عامل المزلقان «نام» أو «سقط سهواً» فى هذه الليلة وسلم «الضحايا» إلى مصيرهم. حاول السائق كثيراً أن يتوقف أو يمنع وفشل.. اصطدم بـ«المينى باص» وجره مسافة طويلة أمامه.. كل خطوة فيها كانت تعلن عن ضحية.. زادت الخطوات.. وزاد عدد الضحايا وانتشرت الدماء والأشلاء هناك.. كانت الدماء والأشلاء حاضرة بقوة.. حاضرة وعامل المزلقان «غائب».. غائب رغم حضوره.
الأخبار المتعلقة:
فؤاد: «حياة الإنسان بقت رخيصة جداً فى مصر»
بيترا: من الفرح والرقص مباشرة إلى «الغيبوبة»
محمود عياد: استيقظ على حادث قطار دهشور: حكومة «بلاوى»
جرجس: فقد والديه.. وبقيت دماؤهما على ملابسه
ماجدة: فقدت ابنتها وحفيدتها وأصيب زوجها
نوال: فقدت 4 من أشقائها.. وتبحث عن زوجها
«الوطن» فى «موقع الحزن»: حكايات الدم والألم
«حى العرضى» يدفع فاتورة الإهمال بالكامل ويفقد 26 من أبنائه
خط سير الفساد يبدأ من «المندرة» جنوباً إلى «دهشور» شمالاً.. عبر شريط قطار
سائق القطار ومساعده لـ«الوطن»: «المزلقان مكانش مقفول».. ومقدرناش نوقف القطار لأن سرعته «عالية»
5 مشاهد من قلب الكارثة
«الدميرى»: تشكيل «لجنة فنية» لمعاينة المزلقان وتحديد المسئول
معاينة النيابة: جثث الضحايا تم انتزاعها بصعوبة من بين حديد الأوتوبيس
رئيس اللجنة الفنية لكارثة أسيوط: قدمنا 29 توصية.. وكان مصيرها «الأدراج»
تعويضات مجلس الوزراء: 20 ألف جنيه للمتوفى و7 آلاف للمصاب
المصابون يروون لـ«الوطن» حكاية «فرح» تحول إلى «مأتم»
قطار «أسيوط» ينتقل إلى «دهشور» ويحصد 29 ضحية
