«حى العرضى» يدفع فاتورة الإهمال بالكامل ويفقد 26 من أبنائه

«حى العرضى» يدفع فاتورة الإهمال بالكامل ويفقد 26 من أبنائه
حطّ الحزن رحاله، ونصب خيامه، أمس، فى حى العرضى، بمدينة الفيوم، حينما حصد الموت البغيض 26 من أبنائه، جميعهم من 3 أسر فقط، فى حادث قطار دهشور - الفيوم، صباح أمس، أهالى الحى الشعبى ألجمتهم الصدمة، فسكتوا عن الكلام المباح، فيما عبّرت الدموع التى انسابت من عيونهم، رجالاً ونساء، عن هول الحادث، واصطفوا أمام منازلهم، فى انتظار جثامين جيرانهم، الذين كانوا فى رحلة إلى القاهرة، لحضور حفل زفاف بحلوان، فى أبهى ثياب، فعادوا فى أكفان ومواكب حزن أليمة، لن تتبدد آثارها قريباً، فيما أعلنت منازل الضحايا الحداد، بعد أن جردها القدر من أصحابها جميعهم، لتبقى خاوية على عروشها، حتى إشعار آخر.
كان الضحايا الـ26 ومعهم نحو 13 آخرين، أصيبوا فى الحادث، احتشدوا فى أوتوبيس، يقوده سائق يُدعى «عادل»، لقى حتفه، بعد حضور حفل زفاف ابن قريبهم نادى يواقيم، بحلوان بالقاهرة، وتحرك الأوتوبيس فى طريق عودته إلى الفيوم، لكن الموت كان قد نصب لهم فخاً محكماً، اصطاد من خلاله 26، عندما صدمهم قطار دهشور - الفيوم، تزامناً مع الذكرى الأولى لحادث قطار أسيوط، الذى أودى بـ52 طفلاً، وقطار الصعيد، الذى قتل نحو 400. «الوطن» عاشت مع جيران الضحايا، لحظات الحزن والحداد فى انتظار جثامين الضحايا، حيث صرخ مجدى عبدالشهيد، نقاش، ابن عم عدد منهم، مطالباً بإقالة وزير النقل إبراهيم الدميرى، وإقالة الحكومة بالكامل، وقال عبدالشهيد لـ«الوطن» إنه فقد عدداً من أبناء عمومته فى الحادث، ومنهم: إبراهيم حنا، مضيفاً: «لم أرَ أولاد أعمامى منذ 15 يوماً.. وفوجئت بالحادث من خلال وسائل الإعلام».
وروى مجدى أن الضحايا تجمعوا فى «مينى باص» واحد، وتوجهوا إلى حفل زفاف نجل ابن عمهم نادى يواقيم، فى حلوان بالقاهرة، وعند عودتهم صدمهم القطار، لافتاً إلى أنه فى مثل هذه الحوادث، يتم تحميل عامل المزلقان المسئولية، ويتم إبعاد المسئولين الحقيقيين عن المساءلة. مصطفى سعيد، أحد الجيران، تحدث عن العلاقة الطيبة بين عائلته وبين الضحايا، قائلاً: «لم يشكُ أحد منهم على الإطلاق، وكنا نعيش فى وحدة وطنية حقيقية، ولم تقع بيننا وبينهم أى مشاكل، ونشهد جميعاً للضحايا بكل خير». «مصطفى» استنكر الإهمال الذى يسيطر على مرفق القطارات وعدم تطوير العمل بالمزلقانات، مطالباً الحكومة بالتحرك لعدم تكرار حوادث القطارات التى لا تغتال سوى الفقراء والبسطاء والمعدمين. كما تحدثت سيدة أخرى -رفضت ذكر اسمها- عن الضحايا قائلة: «كانوا ناس كويسين ومش بيتأخروا عن حد.. كلهم راحوا خلاص.. كلهم راحوا»، وتابعت: «منزل سمير وباسم كان مفتوح للجميع ولا يترك أحداً فى محنة إلا وساعده» ثم دخلت فى نوبة من البكاء. ووحيداً وقف رجل مسن يُدعى عبدالتواب محمد، كان خارجاً لتوه من المسجد، وظل يردد: «أحسن جيران.. كانت علاقتى بيهم كويسة جداً وأنا أعرفهم منذ سنوات وأنا اللى مربيهم، وآخر مرة رأيتهم فيها أول امبارح»، متهماً الحكومة بالإهمال فى الحفاظ على أرواح المواطنين.
من جانبه.. قرر نيافة الأنبا إبرام أسقف الفيوم، إقامة صلاة جماعية على ضحايا الحادث فى كنيسة مارجرجس بمدينة الفيوم، وهى مقر المطرانية لمحافظة الفيوم.
الأخبار المتعلقة:
فؤاد: «حياة الإنسان بقت رخيصة جداً فى مصر»
بيترا: من الفرح والرقص مباشرة إلى «الغيبوبة»
محمود عياد: استيقظ على حادث قطار دهشور: حكومة «بلاوى»
جرجس: فقد والديه.. وبقيت دماؤهما على ملابسه
ماجدة: فقدت ابنتها وحفيدتها وأصيب زوجها
نوال: فقدت 4 من أشقائها.. وتبحث عن زوجها
«الوطن» فى «موقع الحزن»: حكايات الدم والألم
خط سير الفساد يبدأ من «المندرة» جنوباً إلى «دهشور» شمالاً.. عبر شريط قطار
سائق القطار ومساعده لـ«الوطن»: «المزلقان مكانش مقفول».. ومقدرناش نوقف القطار لأن سرعته «عالية»
5 مشاهد من قلب الكارثة
«الدميرى»: تشكيل «لجنة فنية» لمعاينة المزلقان وتحديد المسئول
معاينة النيابة: جثث الضحايا تم انتزاعها بصعوبة من بين حديد الأوتوبيس
رئيس اللجنة الفنية لكارثة أسيوط: قدمنا 29 توصية.. وكان مصيرها «الأدراج»
تعويضات مجلس الوزراء: 20 ألف جنيه للمتوفى و7 آلاف للمصاب
المصابون يروون لـ«الوطن» حكاية «فرح» تحول إلى «مأتم»
قطار «أسيوط» ينتقل إلى «دهشور» ويحصد 29 ضحية
دماء على «ملابس الفرح»