يحتفل المسلمون حول العالم بعيد الفطر بعد شهر من الصيام والعبادة، حيث يجمع العيد بين الأجواء الروحانية والفرح العائلي في تقليد يتكرر كل عام، لكنه يحمل في طياته طقوسًا وتقاليد تختلف من بلد إلى آخر، ورغم تشابه الاحتفالات في جوهرها، إلا أنّ لكل دولة نكهتها الخاصة، سواء في الأطعمة المميزة أو العادات الاجتماعية، أو حتى طريقة تبادل التهاني.
ورصد تقرير صادر عن بي بي سي مظاهر احتفالات بعض الدول العربية بعيد الفطر المبارك، مبرزا تنوع الثقافات طابعًا فريدًا على هذه المناسبة التي توحد المسلمين بفرحها، رغم اختلاف تفاصيلها.
إفطار بـ«الكاهي والقيمر» وزيارة بيت العائلة في العراق
يتميز عيد الفطر في العراق بعادات راسخة، حيث تبدأ العائلات يومها بتناول الإفطار المكون من «الكاهي والقيمر»، وهو طبق شهير من الفطائر الهشة مع القشطة العراقية الغنية ويحرص العراقيون على زيارة بيت العائلة أو بيت الوالدين كأول محطة في العيد، حيث يتم تناول حلوى (الكليجة) بأصنافها المختلفة، يليها الغداء التقليدي المتمثل في أكلة (الدولمة)، كما يعد العيد فرصة للأطفال للاستمتاع بأوقاتهم، حيث يذهبون إلى مدن الألعاب بعد الانتهاء من زيارات الأقارب.
«عيدية» ووليمة المنسف في الأردن
في الأردن، تعد العيدية من أهم مظاهر العيد، حيث يتم منحها للأطفال والنساء كرمز للمحبة، ويجتمع الأردنيون في منازل كبار العائلة بعد أداء صلاة العيد، ثم يتناولون المنسف كوجبة غداء تقليدية، ويزين العيد موائد الحلويات، وعلى رأسها المعمول المحشو بالتمر أو المكسرات، إلى جانب القهوة العربية.
حلويات تقليدية وأزياء تراثية في المغرب
في المغرب، يحتفل السكان بعيد الفطر، المعروف محليًا بالعيد الصغير، بارتداء الملابس التقليدية مثل الجلابة والجبادور، وتحرص العائلات المغربية على تقديم حلويات مثل كعب الغزال والمحنشة والغريبة مع الشاي المغربي.
أما مائدة غداء العيد، فتتضمن أطباقًا مميزة مثل البسطيلة، والطاجين بالبرقوق، والدجاج المحمر، بينما يبقى الكسكس الوجبة الأهم إذا صادف العيد يوم جمعة.
ورغم اختلاف التقاليد من بلد لآخر، يظل عيد الفطر مناسبة توحد المسلمين حول العالم في أجواء من الفرح والتواصل العائلي، ليكون عيدًا واحدًا بألوان متعددة تعكس ثراء الثقافات الإسلامية.