■ عاد الشعب المصرى العظيم، وعلى رأسه المصريات؛ الأم والزوجة والأخت والجدة، ليثبت مقولة الزعيم الخالد ناصر إن الشعب هو المعلم.. وعلى رأى أستاذنا أحمد شفيق كامل.. «ضربة كانت م المعلم خلت لاستعمار يسلم».. سلمت أمريكا وكل أذنابها، وهم معروفون للقاصى والدانى، لإرادة المصريين الذين تحدوا الإرهاب الأسود ونزلوا ليعبّروا عن إرادتهم لنبدأ العمل الحقيقى من أجل مصر المدنية المحترمة التى علمت العالم -وما زالت- سر الحياة.
■ بالمصادفة شاهدت فيلماً أمريكياً جميلاً اسمه (باتلر) بطولة الممثل الأسود الرائع فورست ويتكر والنجمة ذائعة الصيت أوبرا وينفرى وهو يستعرض عمل الباتلر، وترجمتها رئيس الخدم، الذى رأى مقتل أبيه فى مزرعة للقطن على يد رجل أبيض لمجرد سؤاله عما كان يفعله مع زوجته (أم البطل الذى كان طفلاً).. تحول الخوف من البيض إلى رعب فى قلب الطفل الذى عمل مساعد بارمان وترقى حتى اختاروه ليعمل فى البيت الأبيض مع مجموعة الخدم، وهم جميعاً من الملونين كناية عن وضعهم الطبيعى فى ذلك البلد، عاصر ٨ رؤساء فى عز العنصرية البغيضة ضد الملونين وكفاحهم ضد التمييز وسُجن ابنه الأكبر فى مصادمات دامية حاول أن يبعده عنها بلا جدوى، حتى كانت لحظة انتصار هؤلاء المدافعين عن حقهم فى الحياة عندما تم اختيار أول رجل ملون فى تاريخ أمريكا رئيساً وهو باراك أوباما.. وما أريد قوله هنا إن أى مقارنة بين مصر وأمريكا لا بد أن تصب فى صالح الشعب المصرى العظيم الذى لم يعرف العنصرية وعلّم العالم معنى المساواة منذ ٥ آلاف سنة. وليرجع المتشدقون بأستاذية أمريكا وديمقراطيتها المزعومة التى تعلموها هناك إلى برديات الفراعنة ليعلموا من هم المصريون، فحتى بداية الستينيات كان المواطنون الأمريكيون الملونون -ويا للعار- يُمنعون من دخول أماكن البيض مثلهم مثل الحيوانات، بل الأخيرة أفضل، وما ديمقراطيتهم إلا ديمقراطية إعلامية بالمقام الأول وتخدم أغراضاً معينة وسياسات تحددها أجهزة مخابرات وشركات متعددة الجنسية تتحكم فى اقتصاد العالم. أما الأمر الثانى الذى أدهشنى فهو أن يتحول أوباما -الذى عانى من العنصرية- إلى عنصرى بامتياز، فيناصر الاستيطان اليهودى ضد الفلسطينيين، والاستيطان الإخوانى ضد المصريين الذين علموه وعلموا عليه هو ومن معه.
■ (سمرقند) رواية رائعة للكاتب الكبير أمين معلوف، أنصح الأصدقاء بقراءتها، حيث تحكى تاريخ الشاعر العظيم عمر الخيام، وكذلك تاريخ أول فريق اغتيالات فى العالم باسم الدين (الحشاشين) بقيادة حسن الصباح. ويأخذنا الكاتب فى رحلة ممتعة عير التاريخ فى أول محاولة لبناء مجتمع ديمقراطى فى بلاد فارس لم يقف ضده إلا الرجعية الدينية المتمثلة فى رجال الدين المستفيدين من جهل العامة ومن فقرهم ومرضهم واحتياجهم للفتات (الزيت والسكر) بمعاونة الإمبراطورية الإنجليزية والقيصر الروسى حتى وأدوا التجربة، وعادت البلاد لما كانت عليه.. أليس هذا ما حدث من الجماعة وأمريكا بنفس السيناريو التاريخى المعروف؟ ولى أبيات من الشعر تصف تحالف السلطة مع الكهنوت الدينى ضد مصلحة الشعب تقول: «وناس كتير حواليه، يفرعنولنا البيه، ينسى أصوله إيه، ويقول أنا هامان.. كهنة فى معابدهم يصلوا ويجيبهم ويقسموا بينهم الثروة والأوطان».
■ إذا صح أن من دعا لقول لا للدستور تم القبض عليه فإننا نقترف جريمة عظيمة فى حق الحرية التى مات من أجلها زهرة شباب الوطن، وإلا إذا كان هذا هو القانون فكان يجب أن تُمنع أيضاً الدعاية لمن روجوا لنعم.. نحن نريد مجتمعاً محترماً من المساواة، وإذا كانت الجماعة لا تملك رجلاً رشيداً يردع أعضاءها عما يرتكبونه من حماقات فأعتقد أن من بيننا محترمين وعاقلين يمنعون هذه التصرفات التى تسىء لكل ما نادينا به.
■ إحجام عدد كبير من الشباب عن الاشتراك فى الاستفتاء ظاهرة خطيرة يجب الاهتمام بها، ودعوة هؤلاء الشباب وفوراً للحوار معهم وإزالة أسباب غضبهم حتى لا يتفاقم الوضع، وحتى لو وصل الأمر لتغيير فى قوانين يعترضون عليها، فهم من قامت بهم الثورة ومن سقط منهم شهداء.. لا تجعلوا أحداً يستغل غضبهم ضد الوطن.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
■ إبراهيم عيسى، الصديق والمناضل، عندما كان المشى داخل الحائط وليس بجانبه منهج من يهاجمونك، الكلاب تنبح والقافلة تسير.