مهرجان العلمين.. رسالة مصر للعالم
يقاس تحضر الشعوب بمقدار احترامها للفن وتقديرها له.. ومصر من أوائل الحضارات البشرية التي اهتمت بالفنون ومنحتها قيمة كبيرة انعكست على حياة شعبها، وعلى تأثيرها في الآخر على مدار تاريخها الممتد لأكثر من 7000 عام من الحضارة.
ربما لا يوجد شعب على وجه الأرض اهتم بالفنون والثقافة مثلما اهتمت الحضارة المصرية بهما، وهو ما انعكس على الإرث الحضاري الكبير الذى تركته خلفها الحضارة الفرعونية من معابد وآثار، كل ما فيها يؤكد كيف اهتم المصري القديم بالفنون وقدَّرها، وكانت من مظاهر تحضّر دولته وقوتها.
المسرح أول ما عرفته البشرية كان من نتاج الحضارة المصرية.. الآلات الموسيقية، والغناء أيضاً الحضارة المصرية هي من علمته للعالم.. النحت والنقش على الجدران كانا نتاج الحضارة المصرية العظيمة، والعديد من الفنون التي لولا حضارتنا العظيمة لما عرفها العالم وتأثر بها، وكانت البداية الحقيقية لكل تطور شهدته هذه الفنون فيما بعد.
وكما ذكرت، ربما انعكس ماضي المصريين على حاضرهم، فأصبحت مصر رغم أي ظروف تعيش فيها، ورغم أي صعاب تمر بها هي عاصمة الفن والثقافة والتنوير الأولى بالوطن العربي.. وما يبدأه الآخرون الآن صنعته مصر من آلاف السنين، ووضعت فيه حجر الأساس، وبنت وشيَّدت حضارتها وتاريخها الثقافي والفني والتنويري لدرجة يصعب على أي دولة أخرى أن تحققه.
ومن هنا كان اهتمام الدولة المصرية في الجمهورية الجديدة بالفنون والثقافة، والحرص على استمرار وإكمال دور مصر التنويري الذى ربما غاب لسنوات طويلة بفعل ظروف سياسية سمحت لآخرين يعتقدون أن دور مصر توقف وانتهى، وأن تاريخها الثقافي والفني أصبح جزءاً من الماضي.
ولكن غاب عن هؤلاء أن هذه الأرض وهذا الشعب اختصهما الله بما لم يختص به غيرهما من البلاد والشعوب.. من الممكن أن ينجح الفنان العربى فى أى مكان، ولكن يبقى النجاح داخل مصر ومع جمهورها له طبيعة خاصة وسحر لا يقاومه أى فنان.. لأن النجومية الحقيقية تحدث فقط من على هذه الأرض.. أرض مصر.
ومن هنا تأتى أهمية مهرجان العلمين.. الذى أعاد أنظار المنطقة العربية بالكامل إلى مصر.. لتعود لها الريادة التي ظلت متربعة عليها لمئات السنين.
مهرجان العلمين ليس حدثاً فنياً وثقافياً ورياضياً وتنويرياً فقط.. ولكنه إعلان حقيقي عن الجمهورية الجديدة.. التي هزمت كل مستحيل، وأفشلت كل خطط سقوطها، لتنطلق لبناء دولة جديدة قائمة على نظرتها للمستقبل.
بنظرة بسيطة ومجردة سنكتشف أن دولة مصر هى الدولة الوحيدة في المنطقة خلال السنوات العشر الأخيرة التي قامت بإنشاء مدن جديدة، وطورت من شبكة طرقها ووسائل مواصلاتها، واستطاعت أن تفرض على العالم احترامها لحجم المجهود المبذول من القيادة السياسية، وحجم التضحيات الكبيرة من الشعب لإعادة بناء الدولة مرة أخرى.
مهرجان العلمين يعلن عن قوة مصر، وعن رغبتها في بناء مستقبلها.. 2 مليون زائر هذا العام سيأتون لمدينة العلمين لحضور فعاليات المهرجان، التي تجاوزت أكثر من 300 فعالية متنوعة ما بين الفن والثقافة والرياضة.
سيرى هؤلاء الضيوف الوجه الجديد للدولة المصرية.. سيدركون حجم الجهد المبذول لإنشاء مدينة مليونية تنتمى لمدن الجيل الرابع.. وهى أول مدينة مليونية بالساحل الشمالي المصري.. الذي ظل سنوات غير مستغل ومغلقاً على فئة معينة فقط.. ليتحول بعد بناء مدينة العلمين لواحدة من أهم الفرص الاستثمارية في الشرق الأوسط، ومهدت «العلمين» الطريق لفرص استثمارية كبرى، سواء في مشروع رأس الحكمة أو غيره من المشروعات المتوقع إنشاؤها بطول الساحل الشمالي الغربي للدولة المصرية.
الكارهون سيرون في مهرجان العلمين مجرد مهرجان فنى لا قيمة له ولم نكن في حاجة له.. ومن يدركون قيمة تاريخ هذه الدولة سيعرفون أن هذا المهرجان واحد من أهم مشروعات الدولة المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة.. لا لشيء سوى لأنه أكبر دعاية لمصر إقليمياً عن استقرار الدولة وبناء مستقبلها في إقليم تعانى فيه جميع الدول المحيطة من مشاكل ونزاعات داخلية لا يعلم سوى الله متى ستنتهى وكيف سيكون شكل الإقليم بعدها.. وسط كل هذا، مصر تبنى وتحاول جاهدة وضع حلول لمشاكل دول الجوار، أملاً في استقرار المنطقة.. حفظ الله مصر وشعبها ورجالها المخلصين.
يذكر أن الدورة الثانية من مهرجان العلمين الجديدة، الذي يعقد خلال الفترة من 11 يوليو ويستمر حتى 30 أغسطس، تحت رعاية البريد المصري، وسيتي إيدج للتطوير العقاري، وحديد عز، وسيراميك الجوهرة، العرجاني جروب، صندوق التنمية الحضرية، جلوبال أوتو جروب، البنك الأهلي المصري، بنك مصر، بنك القاهرة، البنك التجاري الدولي، ريكسوس مصر، وكاونسل ماسترز.