أشعلت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منذ أيام قليلة خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا انتخابات الرئاسة الأمريكية مبكراً بين الفيل والحمار!
ولمن لا يعلم فإن الفيل والحمار هما رمزان لأقوى حزبين في الولايات المتحدة، فالحمار رمز الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس بايدن، أما الفيل فهو رمز الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي السابق ترامب.
مشهد محاولة اغتيال ترامب تربع على عرش الصدارة وأشعل الانتخابات الأمريكية وكان الخبر الأول في كافة وسائل الإعلام العالمية.. بعد إطلاق الرصاص تجاه ترامب سادت حالة من الذعر وظهر محاطاً بحراسه رافعاً قبضته، ووجهه مضرج بالدماء بينما حاول أعضاء الخدمة السرية إخراجه بسرعة فائقة من موقع الجريمة، لكنه طلب منهم التمهل ليقف ويطمئن الحاضرين في صورة تاريخية التقطتها عدسات الكاميرات، وأظهرت قوة وقدرة ترامب المعهودة على استغلال محاولة الاغتيال لصالحه وإبراز قوته في مواجهة الأزمات.
وتعود قصة اختيار الفيل والحمار رمزين للحزبين الكبيرين إلى الثلث الأول من القرن التاسع عشر، إذ بدأ رمز الحمار أولاً، عندما قام معارضو المرشح الرئاسي جاكسون بإطلاق اسم «جاكاس» عليه، وهي كلمة سيئة تدل على الحمار.
فاختار جاكسون «الحمار» رمزاً لحملته الانتخابية في تحدٍ لهؤلاء.
وفي وقت لاحق بدأ الرسام توماس ناست باستخدام «الفيل» كرمز للحزب الجمهوري، كدليل على الحجم والنفوذ الكبيرين للحزب.
الضرب تحت الحزام اشتد بين بايدن مرشح الحزب الديمقراطي وترامب مرشح الحزب الجمهوري، ويبدو أنه من الآن وحتى الخامس من نوفمبر 2024، موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لن تهدأ حرب التصريحات بينهما.
بايدن وصف ترامب بـ«النازي والدكتاتور» وقال إن خطاباته تشبه الخطابات النازية، ورد ترامب بوصف منافسه بايدن بأنه أضعف من أن يقود الولايات المتحدة الأمريكية، وغازل الأمريكيين قائلاً: أنا أترشح لإعادة انتخابي لجلب الرخاء إلى أمريكا ووضع المجرمين خلف القضبان، ولضمان أن يكون المستقبل لأمريكا وليس الصين.. إذا فزنا، فستفوز أمريكا وإذا فاز بايدن، فستفوز الصين. إذا فاز بايدن، سينتصر المشاغبون والفوضويون ومشعلو النار.
كثّف ترامب اتهاماته لإدارة بايدن باستغلال النظام القضائي، مشبهاً إياها بالشرطة السرية لألمانيا النازية «جيستابو» منتقداً أيضاً القضاة الموكلين بالتحقيق في القضايا الجنائية المرفوعة ضده.
تابعت المناظرة الساخنة التي أجريت قبل أسبوعين في أتلانتا بين المرشحين بايدن وترامب.. اتسمت المناظرة بالشراسة وكان تبادل الإهانات أهم سماتها.. في هذا اللقاء الساخن لم يتصافح بايدن وترامب عند دخولهما إلى منصة المناظرة، وتبادلا الإهانات والشتائم بقوة وكانت أبرز الإهانات التي وجهها بايدين لترامب في هذه المناظرة كالتالي: أنت أسوأ رئيس للولايات المتحدة أنت أحمق.. أنت فاشل أنت طفل.. أنا الآن أنظر إلى شخص مدان أقام علاقة مع ممثلة أفلام إباحية هي ستورمي دانيلز بينما كانت زوجته حاملاً.. أنت تملك أخلاق قطط الشوارع وتكذب بشأن سرقة الانتخابات وتبالغ في الكذب بشأن أزمة الهجرة ولا تستحق أن تكون رئيساً.. ما زلنا نضغط لقبول حماس بخطة إنهاء الحرب في غزة وعلى إسرائيل الحذر من استخدام أسلحة معينة في المناطق المأهولة.. أنقذنا إسرائيل، ونحن أكبر داعم لها في العالم.. وقمت بتوحيد العالم ضد إيران عندما هاجمت إسرائيل.
ورد ترامب لبايدن الصاع صاعين خلال المناظرة قائلاً: إنني أتقدم عليك في كل استطلاعات الرأي وسأقبل نتيجة الانتخابات فقط إذا كانت عادلة.. أنت أسوأ رئيس في تاريخ بلادنا وابنك هانتر مجرم أدين هانتر بتهمة حيازة سلاح بشكل غير قانوني.. ولو كان هناك رئيس حقيقي يحترمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لما غزا أوكرانيا كنت سيئاً في أفغانستان وبوتين راقب هذا وراقب عدم الكفاءة ولو كان لدينا رئيس عظيم لم يكن هناك داعٍ لترشيح نفسي لذلك رشحت نفسي لإصلاح ما أفسدته يا بايدن.. بسببك نقترب من حرب عالمية ثالثة والعالم ينفجر بسبب قلة الاحترام لأمريكا في عهدك وأعتقد أن زيادة أعداد المهاجرين بالولايات المتحدة جريمة بايدن للمهاجرين.. تسببت في ارتفاع التضخم وقتل المواطنين السود.
الخبراء السياسيون والمتابعون أكدوا أن المناظرة الأولى كانت عبارة عن شتائم واتهامات قبل أن تكون مناظرة سياسية أما الرأي العام تفوق خلالها ترامب على بايدن الذي لم يستطع الإجابة عن كثير من الأسئلة المقنعة للشعب الأمريكي من ناحية، وحتى إنه تلعثم في كلامه في أكثر من مكان، وعندما يجيب عن سؤال يكون هناك حالة تشتت.
كثيرون أكدوا أن هذه المناظرة أكدت ما كان يرى الشعب الأمريكي أن جو بايدن لم يعد قادراً على الحكم بسبب حالته الصحية بالدرجة الأولى وغير قادر على إخراج الولايات المتحدة من أزمتها الاقتصادية.
المعركة الانتخابية الأمريكية بدأت مبكراً ويبدو أننا سنشهد الكثير من المفاجآت حتى نصل إلى نهاية سبتمبر لنرى من سيحكم أمريكا خلال الأربع سنوات المقبلة.. الفيل أم الحمار؟!