منذ ما يزيد على ثلاثين عاما أصدرت " ميني نيوزبيبر " أول جريدة صغيرة.
كانت الميني بيبر تطبع على ورق صحف لكن حجمها لم يزد على حجم ورقة إيه فور.
ولم يكن هناك مكان لإخراجها وطبعا إلا مطابع مؤسسة التعاون.
كنت أتعامل في هذا الشأن مع مطابع دار السلام، كانت تلك المطابع تملك الماكيتات المناسبة لحجم الجريدة.
صدرت الجريدة لتنشر عن أخبار حي الساحل بالقاهرة وهو جزء من منطقة شبرا الكبيرة.
كانت تنشر عن الأحداث والأشخاص وتتنوع أخبارها عن الحياة الحزبية والمجالس المحلية والإدارة التعليمية والمدارس وعن الحياة الاجتماعية، الزواج والعزاء ونجاح الأبناء في الامتحانات.
صدر من جريدة صوت الساحل العديد من الأعداد وكنا نطبع منها عشرات الآلاف من النسخ توزع مجانا بعد أن تغطيها رعاية مالية من قيادات سياسية ورجال أعمال.
ذاع صيت الجريدة الصغيرة وصار لها جمهور وقراء إلى أن جاءني اتصال من السفارة الأمريكية بالقاهرة يطلب إرسال أعداد الجريدة للسفارة لكي يتم إرسالها إلى مكتبة الكونجرس بواشنطن لكي يتم حفظها في المكتبة الأكبر في العالم.
غمرتني لحظة سعادة لأن يصل صيت الجريدة الصغيرة إلى السفارة أولا ثم إلى المكتبة الأكبر . شعرت بمكافأة عن الجهد الذي بذله الزملاء الذين ساهموا في إصدار الجريدة.
وتصورت مدى اهتمام بعض الزوار من العارفين باللغة العربية بالجريدة المعروضة في المكتبة أو أرشيفها.
وتساءلت: هل يمكن أن يستعين باحثون بمواد صحفية من الجريدة ؟. كل تلك الأفكار دارت بخاطري وأسعدتني.
كان ذلك منذ ثلاثين عاما وأكثر وقت أن كان للصحافة الورقية رونقها حتى لو كانت ميني بيبر.