■ سأدخل فى الموضوع مباشرة، الإجابة هى: كأننا لم نقم بالموجة الثانية للثورة فى ٣٠ يونيو، وكأن هذا الشعب العظيم لم يفرض إرادته على تلك العصابة التى كانت تحكمنا، كما لو أننا لم نُعِد الشرطة لحضن الشعب، وكأن هذا الالتحام الرائع بين الشعب والجيش والشرطة كأن لم يكن.. المعجزة التى صنعها المصريون والتى زلزلت العالم وأربكت أمريكا وإسرائيل وتركيا وكل الأذناب التى تدور فى أفلاكها كأنها سراب.. لو لم يمر الدستور سوف يعود المتخلفون والإرهابيون ليجعجعوا، وليس ببعيد أن يعودوا بمساعدة الخارج لمحاولة حكمنا من جديد.. تخيلوا معى أن يعود مرسى بكل غبائه وخيانته وتفاهته ليحكمنا ويحاكمنا.. تصوروا الشاطر والمرشد والبلتاجى والباقين فى المقطم يتآمرون لصالح قطر والقاعدة ومن وراءهما.. تصور أيها المصرى العادى البعيد عن السياسة أن يعاود الدولار الارتفاع ليصل إلى ١٠ جنيهات، ويختفى السولار، ونتقاتل من أجل الوقود ورغيف الخبز وأنبوبة البوتاجاز.. تخيل حازم أبوإسماعيل بكل صلفه وغروره ومن معه وهو يمارس البلطجة علينا باسم الدين، محاصراً مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية العليا، وانتظر احتفال أكتوبر القادم وقتلة السادات على المنصة.. انتظر أيضاً قطع علاقاتنا بالسعودية والإمارات والكويت والأردن وعودتنا لحضن الأم الكبرى قطر.. انتظر موت مصر البطىء.. اللهم لا تُعد إلينا تلك الأيام أبداً.. «يا مصريين انزلواااااااااااااا».. لا تخافوا أحداً إلا الله. أنتم فقط بيدكم نجاح ثورتكم، اجعلوا العالم يعرف أن مصر لن يقدر عليها أحد.
■ هل أن أوان أن ندرك ما نحن فيه من حيث الوقت والظرف التاريخى والخطر المحيط بنا، فلا نتلفت لتفاهات يدفعوننا إليها دفعاً، وأن نجعل الجدية هى شعار المرحلة، والجدية ليست التجهم، ولا الحوارات المقعرة، ولا الموضوعات ثقيلة الظل، بل نعمل بجدية، وحينما نلعب الكرة مثلاً نلعبها بجدية تليق بالبشر المحترمين وليس الفاسدين المتراخين.. نحن نحتاج فعلاً لانضباط والتزام ومحاسبة المخطئ ومكافأة الجادين.. يجب ألا نترك من يريد أن يشغلنا بنكتة ثقيلة الظل وإيماءات جنسية تليق بالغُرز ليصبح نجماً فى مجتمع نريد له الرقى والإبداع، ولا نريد لمذيع بلا موهبة غير صوته العالى وعلاقاته المريبة أن يستحوذ على وقتنا وأموالنا. فلنعط لكل مجتهد نصيبه من حبنا وتشجيعنا كى لا يرتفع فى سمائنا إلا من نستحق من نجوم.
■ عندما ننادى بوجوب ترشح الفريق السيسى للرئاسة فنحن لا نكافئ الرجل على قرار اتخذه تلبية لنداء الشعب المصرى، وهو قرار سوف يثبت التاريخ أنه من أهم القرارات المصيرية ليس فى تاريخ مصر ولكن العالم، ولكننا نطلب منه أن يتحمل مسئولياته تجاه الشعب والوطن وأمام الله، وهو -على المستوى الشخصى- قرار يضره لأنه سوف يُدخله فى متاهة النقد وأحياناً التجاوز الذى لا يليق، ولكنه قدر رئيس مصر القادم، أى أن الرجل فى موقعه الآن بعيد عن كل تلك المهاترات، ولكن على الوطنى الحق -وهو ما أثبته السيسى باقتدار- أن تعلو عنده مصلحة بلاده على مصلحته الذاتية.. ينتظر كل المصريون وعد الفريق أن يكون تحت أمر مصر والمصريين.. ترشح يا رجل.. الشعب يناديك.
■ شاهدت الفيلم الرائع للمبدعة الصديقة ساندرا نشأت والذى رصدت فيه بشكل فنى رائع وطازج مشاعر المصريين تجاه الدستور والسيسى دون تزيُّد أو رخص، وهكذا يجب أن يكون الفنان وعلاقته بالوطن دون دعاية أو شو إعلامى فلم نرَ ساندرا تتباهى، ولو مرة، بأنها تقف فى صف الشعب أو تخرج فى دعاية لتبين كم هى وطنية، ولكنها أثبتت كل هذا وأكثر بفيلمها الرائع. تحية لها ولطاقم العمل الجميل الذين يثبتون أن الفن المصرى سوف يظل ضمير هذا الشعب، لن يستطيع متطرف غبى أن يقهره، ولا حاقد موتور أن يمنع تواصله مع وجدان هذا الشعب.