■ «أبلة فاهيتا» أصبحت فجأة إرهابية ومتهمة بالتخطيط لتفجيرات فى أعياد الميلاد، فقد فوجئت كما فوجئ الكثير من المصريين ببلاغ يقدمه ناشط (أصبحت أكره الكلمة من كثرة ابتذالها) اسمه حاجة سبايدر أعلم أنه كان مثار سخرية الكثيرين من مرتادى «فيس بوك» و«تويتر» قبل «٣٠ يونيو» لغرابة آرائه التى تنضح بجهل وسطحية النشطاء أمثاله، البلاغ يقول إن الإعلان (وهو بالمناسبة إعلان سخيف وثقيل الظل وليس له أى معنى ويسحب من قيمة شركة المحمول الذى استخدمته) ملىء بالرموز والإشارات والكلمات المشفرة من أجل التخطيط لأحداث إرهابية فى الأيام القادمة، ولأننى متأكد أن الأخ سبايدر ليس رأفت الهجان ولا جيمس بوند ولا بالطبع محلل شفرة فى أى مخابرات فقد كنت أتخيل أن يؤخذ البلاغ على محمل الهزل، ولكن لا بأس أن تحاول الجهات المسئولة تحرى الحقيقة، ولكن ألم يكن أجدر بتلك الجهات أن تجرى تحقيقاتها فى سرية تامة، حفاظاً على هيبتها وهيبة الدولة، خاصة أن مقدم البلاغ هو من هو بدلاً من أن تصبح الدولة بكل هيبتها وأمامها من التحديات ما يفوق قدرة الجبال على التحمل تقف فى خصومة مع «فاهيتا» و«مازينجر» و«بوجى وطمطم» كما سخر الشباب على كل المواقع؟! ولى عتاب على الأستاذ أحمد موسى الذى أقدره وأحترمه أن يستضيف المدعو «سبايدر» فى فقرة هزلية كان الأولى به أن يخصصها لموضوعات أكثر إفادة لهذا الوطن فليس بـ«سبايدر» وأمثاله تبنى الأوطان.
■ جمعتنا وسيادة المستشار رئيس الجمهورية عدلى منصور جلسة فى قصر الاتحادية ومجموعة من المثقفين والإعلاميين من أجل أخذ رأينا فى موضوعين، وهما هل تجرى الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية أولاً؟ ونظام الانتخابات هل الفردى أم القائمة أم المختلط؟! وبغض النظر عن آرائنا حول الموضوعين فقد أذهلنا جميعاً هذا القاضى الجليل فى تواضعه وأدبه الجم وقدرته الرائعة على إدارة الحوار بشكل ديمقراطى سليم، ولفت نظرى أمران أنه اعتذر عن قرار اتخذه وتراجع عنه عندما عارضه البعض (متى كان الحاكم يعتذر فى بلادنا؟) والأمر الثانى عندما طالبه البعض بأن يرشح نفسه فى الانتخابات القادمة فكان رده البليغ: الوطن فى مفترق طرق ومشاكل لا حد لها ويحتاج رئيساً بمواصفات خاصة لا أتحلى بها. يا الله على التواضع الذى هو من شيمة العظماء ويحضرنى بيت من الشعر أستحضره دوماً يقول: (ملأى السنابل ينحين تواضعاً والفارغات شوامخ)، وأنت يا قاضينا الجليل ملىء بكل ما هو خير، لذلك تنحنى تواضعاً وجلالاً، وأرجو أن يحذو حذوك الرئيس القادم أياً كان.
■ المكارثية فترة سوداء فى تاريخ أمريكا فى بداية الخمسينات حيث تم الزج بالكثيرين فى السجون بتهمة الشيوعية، وأصبح من العادى أن يبلغ الشخص عن صديقه والابن عن أبيه ورغم أنى أعتبر الإخوان جماعة إرهابية، لا شك فى ذلك، وكنت من أكثر الناس هجوماً عليهم وفى وجودهم فى السلطة بل كتبت وصنعت شركتنا مسلسلاً هو «الداعية»، هتفنا فيه «يسقط حكم المرشد» فإننى أحس أن هناك نوعاً من التعسف فى استخدام السلطة تجاه كل من يعرف عنه أنه إخوانى، بل إن التهمة الموجهة لبعض المقبوض عليهم هى انضمامه لجماعة إرهابية وهو اتهام غريب، لأن توصيف الجماعة بالإرهابية لم يحدث إلا من أسبوع واحد، وتلك الجماعة كانت تحكم مصر منذ ٦ شهور، فأرجو توخى الحذر حتى لا يظلم أحد، فحرية الاعتقاد واجبة فى أى دولة تحترم القانون، ونحن ندشن لوطن ودستور يحترم مواطنيه بغض النظر عن انتماءاتهم، ومن لم يثبت تورطه فى أى عمل إرهابى يجب إطلاق سراحه فوراً، فالإقصاء لا يخلف سوى الكراهية والحقد.. أعلم أنهم أغبياء ولكنهم -شئنا أم أبينا- مصريون.
■ هناك شخصيات انكشفت وزالت عنها الأضواء وتبحث بكل ما لديها من جهد للرجوع تحت دائرة الضوء حتى لو باعت لحمها فى سوق النخاسة، هؤلاء يجب ألا نسلط الضوء عليهم فهو ما يريدونه لن أذكر أسماءهم فالجميع يعرفونهم يحاربون طواحين الهواء ويصرون على أن ملايين المصريين الذين خرجوا فى ٣٠ يونيو هو مجرد انقلاب، يكتبون ويجتمعون فى مؤتمرات مدفوعة الأجر داخل وخارج مصر، ولا يدركون أن الشعب عندما يضع خائنيه فى مزبلة التاريخ فهو قرار بالإعدام.
■ وداعاً 2013 لو لم يكن فيك إلا ثورة الشعب على «الجماعة» وعزلها وظهور بطل شعبى هو «السيسى» أمره الشعب فاستجاب فهذا يكفى لتكونى أروع السنوات.