منذ أكثر من ٨ شهور كتبت قصيدة (إحنا شعب وإنتوا شعب) وألقيتها على الهواء فى عدة مناسبات وبرامج ولأنها صادقة وصادمة فقد انتشرت انتشاراً كبيراً حتى غنّاها الفنان الكبير على الحجار بعد فض اعتصام رابعة، وقامت الدنيا ولم تقعد بقيادة قناة «الجزيرة» عن أننى و«الحجار» نريد تقسيم الشعب، وما إلى هذه الخزعبلات، واليوم أنا أعتذر لعموم الشعب المصرى أن ساويت بينه وبين تلك العصابة الإرهابية الوضيعة.. أنتم فعلاً عصابة ولكنها عصابة غبية وعنصرية يُساق أفرادها -فعلاً- كالخراف فتقولون نفس الكلام وتعطون نفس التبريرات كأنكم أجهزة تسجيل رديئة الصنع والصوت.. لا أتخيل أن بينكم مفكراً أو مثقفاً أو حراً، فكيف يقبل أىٌّ من هؤلاء أن يقوده مرشد يبدو ذكاؤه الشرير متوسطاً وبلا أى مواهب من أى نوع؟ أيها الأغبياء العبيد الذين تكرهون الوطن وتكفّرون طه حسين والعقاد وتبجّلون، حتى التقديس، مدرس ابتدائى وضع قواعد إرهابكم وقبض من المحتل الإنجليزى لقاء خدمة ضد الوطن وكان حليفاً للقلم السياسى والإنجليز والملك حسب مصالحه معهم اسمه حسن البنا! وتطلقون عليه الإمام وكأنه على ابن أبى طالب.. خسئتم يا أيها الإرهابيون الكارهون لمصر التى تعيشون وتعيثون فيها إرهاباً وتحريضاً وقتلاً للشرفاء من أبنائها، لماذا لا تتركون مصر ما دمتم تكرهونها لهذا الحد؟ لماذا لا تتركوننا بكل هذا الحقد الأسود فى قلوبكم بأمراضكم النفسية وعاهاتكم الدينية وخيالكم المريض؟! هل تحلمون بحكم مصر ثانيةً؟! فليذهب بندول الساعة المسمى «أبوالفتوح» كما سمّاه «الخرباوى» ليحكم فصيلة من فصائل حماس، أما مصر فإنك لا تحبها وهى أيضاً تبادلك الكراهية، وليذهب المدافعون عنكم فى الجرائد المشبوهة والمقالات مدفوعة الثمن إلى الجحيم..
تهاجمون «عبدالناصر» لأنكم تكرهون مصر ومشروعها الوطنى.. تكرهون «ناصر» لأنه من استطاع كشف مؤامراتكم ضد مصر يا بائعو الأوطان.. لقد فعل بنا «السادات» ما لم يفعله المحتل الإنجليزى فأخرج هؤلاء الإرهابيين من السجون ليضرب الناصريين وأعلن بخبث أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة
ليكسب مكسباً سياسياً رخيصاً، فبدأت أسوأ موجة من موجات الفتن الطائفية، ثم فعل ما هو أفظع عندما دخل فى مغامرة انفتاح اقتصادى غير مدروس، فتحول الشعب الذى كان يقدّس العلم إلى شعب استهلاكى، ولأول مرة يهاجر هذا العدد الرهيب من المصريين إلى دول النفط، تاركين عائلاتهم عرضة للانحلال فى غياب رب الأسرة الذى يعود بعد سنين الغربة غريباً وسط أسرة تعودت غيابه، وبأفكار غريبة عن إسلام لا نعرفه فى مصر، كل ما يعنيه منه الجلباب واللحية ودعاء دخول بيت الخلاء كما يسمونه، ونسوا أن الرسول الكريم إنما جاء من أجل الحرية والعدل والكرامة..
وتحولت مصر إلى دولة لا نعرفها، مصر الأزهر والفن والحضارة، إلى مصر اليشمك والاغتصاب والإمارة، من مصر العقاد وسميرة موسى وحليم إلى مصر صالح سرية وتكفير الحريم، ثم ابتلاها القدر بـ«مبارك» الذى أتى على البقية الباقية منها فهانت على حتى دويلة مثل قطر بعد أن هانت على حكامها ورأينا المصريين الفقراء يعودون من ليبيا والعراق فى توابيت ولا ينطق أحد، ويغتصب أبناؤهم فى الغربة فيجلدون الأب عقاباً على شكواه ولا يتحرك أحد حتى فاض الكيل وخلعنا «مبارك» بعد ثورة ٢٥ يناير العظيمة رغم أنف المعترضين وأيضاً رغم أنف المتاجرين بها، فحكمتنا جماعة الشر فخرجت موجة (ثورية) فى ٣٠ يونيو وهى موجة تالية لـ٢٥ رغم أنف الذين يريدون إلغاء أعظم أيامنا فى يناير ٢٠١١ وثورية رغم أنف «حمزاوى» ومن يشبهونه من الذين يظنون أنفسهم مثقفين وليبراليين ويقفون ضد إرادة شعب كشفهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة الآن.. واليوم ماذا نحن فاعلون مع كل هذا الإرهاب؟! أقول لكم هناك تجربة أعظم من حكمكم، أحب هذا الشعب جمال عبدالناصر فافعلوا مثله ولا تأخذكم بهم رحمة، والمقصود هم الممولون والمحرضون، وليس الناس العادية، فأنا أرفض كل الرفض الهجوم على أى أسرة أو منشأة بحجة أنهم إخوان، هم أحرار فيما يعتقدون طالما هم مسالمون.. أما الفريق السيسى فقد كتبت متمنياً ألا يُرشح نفسه ليظل فى مكانه، ولكن الآن وبعد هذا الإرهاب الأسود فليس فى الأفق إلا هو، ليس تكريماً له، ولكنه تكليف عليه قبوله إذا كان يحب هذا الوطن وإعلانه ترشيح نفسه يجب أن يكون الآن وليس غداً حتى يمتنع المشتاقون والطابور الخامس والأقزام وفلول الإخوان من مجرد التفكير فى هذا الشرف.. ترف الانتظار ليس فى صالحنا، فليتخذ كل موقفه، ليس لأحد فضل على مصر، بل فضلها علينا جميعاً.