لأنهم رمز للبجاحة وكاذبون بالفطرة يتبعهم بشر تم غسل أدمغتهم برسائل البنا، وكتب سيد قطب، أطلق أحد المعاتيه من الإخوان على الرئيس المعزول وأسوأ من حكم مصر طوال تاريخها مانديلا العرب، فلما مات الرجل -وقد يكون من أسباب موته هذا التشبيه الفاجر- بدأت الحاجة أم أيمن تعيد التشبيه وبعدها كتائبهم الإلكترونية، تصوروا كم الغباء والنفاق والانعزال، يشبهون رجلا دعا للسلام وجمع قومه للوحدة وأصبح رمزا للإنسانية والمحبة برجل فرّق المصريين وأخرج القتلة والإرهابيين ليقتلونا، فأصبح رمزا للغباء وقلة الاحترام من العالم أجمع، مانديلا ارتفع فوق ذاته من أجل مصلحة الوطن ومرسى باع الوطن من أجل الجماعة وقطر وحماس، مانديلا سجن ٢٧ عاما من أجل شىء تخجل منه الإنسانية الآن ألا وهو التمييز العنصرى بين البشر، ومرسى سجن من أجل تدعيم فكرة العنصرية وسيادة الإخوان على باقى المسلمين، مانديلا رفض أن يساوم أو يهادن من أجل حريته ومرسى ومن معه هادنوا بل إن مرشدهم قال عن مبارك «كبير كل المصريين» بل وأيد توريث الحكم، مانديلا خرج من السجن معززا مكرما والعالم كله يحتفى به، ومرسى خرج هاربا بمساعدة عصابات مسلحة وقتل للحراس، أبعد كل هذا تشبهون مرسى بمانديلا؟!!
تصور عزيزى القارئ الغباء وقلة الأدب والتبجح.. فعلا إن لم تستحى فقل ما شئت. ولأن الحياة عندنا أصبحت مسابقات وتصويتا فى الغناء والكرة والسياسة فقد انشغل المصريون -طبعا أقصد بالمصريين أهل «تويتر وفيس بوك»- بموضوع ترشيح الفريق السيسى ليكون شخصية العام، لتوضع صورته على مجلة تايم الأمريكية وجاءتنى دعوات كثيرة للتصويت من منطلق حماس وطنى ووالله زمان يا سلاحى، وعلى الطرف الآخر دعوات لعدم التصويت، من منطلق أن الرجل انقلابى وخائن وعميل إلخ، وتعجبت من هذا الحماس الساذج من الفريقين، فهل غاية المراد من رب العباد هو مجلة تايم (طظ فى التايم واللى جابوها) كلنا نعلم أن الميديا فى بلاد العم سام مدفوعة الأجر وللأعلى سعرا وليس لها مصداقية وإنما يحاولون تصدير فكرة المصداقية للمنبهرين دوما بالنموذج الأمريكى والحاجين إليها والمستفيدين منها، أما المصداقية الوحيدة أيها السادة فهى قلب هذا الشعب الذى يجلس فيه السيسى والجيش المصرى كله دون ادعاء أو قصائد تمجد وتزوج الرجل من مصر، وهذا العته الذى يضر أكثر مما يفيد. حين يتكلم الشعب المصرى يسكت الجميع لأنه أعمق وأفهم وأكثر التصاقا بالواقع من النخبة فى كل التيارات السياسية والدينية، فهو ببساطة يفهم فى السياسة أكثر من أهلها، قد لا يعرف التقعر والمصطلحات التى بسببها يكتبون ويقبضون ولكنه منغمس فيها ويدركها بحس شعبى عبقرى ويضحك من هؤلاء كأنهم قادمون من كوكب آخر، وأيضاً يفهم فى الدين بفطرته البسيطة التى وصلت لاكتشاف وحدانية الإله منذ فجر الحضارة أكثر من الذين يصدّعون دماغه بالفتاوى وتعقيداتها وكأنما التواصل مع الله سبحانه يحتاج لعلماء لا لمؤمنين هو أقرب إليهم من حبل الوريد، أقول هذا بسبب هذا الاستقطاب الحاد بين كل التيارات من أجل جذب الشعب إلى صفه ما بين نعم ولا للدستور، سوف ينزل الشعب للاستفتاء على الدستور وسيوافق عليه إن شاء الله.
وأقول للمتخلفين من الجماعة وأذيالها الذين يعتقدون أنهم بتلك المظاهرات الإرهابية التى يحرقون فيها سيارات الشرطة التى هى مال الشعب سوف يرهبوننا(كان غيركم أشطر) وأحذركم لو تعرضتم للمصريين يوم الاستفتاء سوف يأكلونكم أكلا، فأنتم لا تعلمون كم أصبحتم مكروهين، فالمصرى قد لا يكره العنيف أو المتطرف أو حتى الإرهابى، ولكنه يكره الخائن وأنتم خائنون ويكره من يستقوى بالخارج وقد استقويتم حتى بإسرائيل.
سوف نحمى دستورنا ونحمى مستقبل أولادنا حتى لو وصل الأمر إلى أن يتم عمل لجان شعبية فى كل منطقة، كالتى حمت بيوتنا من البلطجية واللصوص فى ثورة يناير وأنتم لا تقلون عنهم بلطجة ولصوصية بل تزيدون، هم يريدون سرقة أموالنا وأنتم تريدون سرقة أوطاننا.
وأجمل ما أختتم به كلامى هذه الأبيات للراحل العظيم نجم عن الزعيم الڤيتنامى هوشى منه، تنطبق على مانديلا وتبتعد عن مرسى بعد السماء عن الأرض:
نده الشاويش ع الحرس
قال هوشى منه مات
مات المسيح النبى ويهوذا بالألافات
الحاكم اللى زهد ف الحكم واللذات
والزاهد اللى حكم ضد الهوى والذات