تجارة «الجاهلية».. ذئاب فوق جثث الفقراء

كتب: الوطن

تجارة «الجاهلية».. ذئاب فوق جثث الفقراء

تجارة «الجاهلية».. ذئاب فوق جثث الفقراء

لعبت مكة قبل الإسلام الدور الرئيسى فى التجارة المحلية والخارجية، وكان المجتمع العربى فى شبه الجزيرة العربية يعتمد إلى حد كبير على التجارة، وشكل التجار العرب فى تلك الفترة وما تبعها فى بداية عهد الخلفاء الراشدين العمود الفقرى للتجارة العربية، وظل أهل قريش والمدينة والطائف يتعاطون التجارة بشكل أو آخر بأعداد كبيرة ومستويات متفاوتة، بين تاجر بارز تخطى الحدود المحلية إلى تاجر صغير أو عامل لدى تاجر، وظهرت فى المدينة طبقة من التجار المكيين الكبار، منهم أبوبكر الصديق وولداه عبدالرحمن وعبدالله، وأبان بن سعيد بن العاص وحاطب بن أبى بلتعة وعثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله التميمى وعمر بن حريث والمسور بن مخرمة بن نوفل ولقيط أبوالعاص بن الربيع بن عبدشمس وزيد بن حارثة وعمر بن الخطاب وأولاده عبدالله وعبيد الله وعاصم، وجميعهم عاشوا بين مطلع الهجرة وأواخر القرن الأول الهجرى. بدأت سيطرة مكة شبه المطلقة على التجارة تتراجع إلى حد ما فى عهد الخلفاء الراشدين وانتشار العرب فى الأمصار الجديدة، وبنوع خاص مع بداية العهد الأموى، حيث برزت سيطرة العرب الموالى (الأجانب) على التجارة وتراجع دور التجار العرب، كذلك ظهر دور العبيد والعبيد المكاتبين منذ فترة الخلفاء الراشدين، وازدادت أعدادهم أيام بنى أمية، وعمل هؤلاء تجاراً لأسيادهم العرب أو الموالى.[Quote_1] واستمر دور التجار المكيين، وبينهم ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب وأبوسفيان بن حرب وصفوان بن أمية وحكيم بن خويلد وحويطب بن عبدالعزى وعبدالله بن عامر بن كريز المخزومى وسعيد بن العاص والعباس بن عبدالمطلب وابنه عبيد الله، وعبدالله بن ربيعة. وفى المدينة برز تجار من الأنصار مثل أبوطلحة الأنصارى، الذى قيل إنه كان أكثر أهل المدينة مالاً، وزيد بن الأرقم الأنصارى وأبومعقل الأنصارى وقيس بن سعد بن عبادة الخزرجى. وظهر فى الطائف: الحكم بن أبى العاص بن بشير الثقفى وأخوه عثمان، والحارث بن كلدة الثقفى ونافع بن النضر بن الحارث بن كلدة الثقفى وأخوه نفيع أبوبكر، والمغيرة بن شعبة. وجميع هؤلاء، سواء فى مكة أو فى المدينة أو فى الطائف، عاشوا فى القرن الأول الهجرى. وشكل تجار تلك الفترة الطبقة المتعلمة والثرية فى المجتمع الإسلامى الجديد، وكانوا على معرفة بالأقاليم وسكانها وطرقها، ما أهلهم أن يكونوا من قادة الفتوح ورجال الإدارة والسياسة أثناء خلافة الراشدين. وقد تنبه عمر بن الخطاب إلى خطورة الدور الذى يمكن أن يؤديه هؤلاء التجار فى حقل السياسة، فمنعهم من الانسياح فى الأقطار الجديدة الواقعة خارج الحجاز، غير أن عثمان بن عفان «ذاالنورين» أغفل هذه السياسة وسمح لهم بالتنقل بحرية حيث يريدون، ما ساعدهم فى تنمية أموالهم وظهور دورهم السياسى والاقتصادى فى الأمصار. وكان للنساء دورهن فى الحياة التجارية، فاستخدمن العبيد لأغراض التجارة. فأرسلت، على سبيل المثال، خديجة بنت خويلد غلامها «ميسرة» للخروج فى تجارتها. وحاول الرسول (عليه السلام) منذ بدء الدعوة استقطاب كبار التجار للدخول فى الإسلام، فأسلم عدد منهم على يد أبىبكر الصديق، وهم: عبدالرحمن بن عوف وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيدالله وسعد بن أبى وقاص. وبشر الرسول 10 من تجار مكة بالجنة، لقاء ما قدموه من خدمة للإسلام وهم: أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب وأبوعبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد، كما دعا الرسول بالتوفيق والبركة لمجموعة من التجار فى أعمالهم، وهم: عبدالرحمن بن عوف وحكيم بن حزام وعبدالله بن جعفر وعمر بن حريث وعروة بن الجعد المازنى وعبدالله بن هشام والمقداد بن الأسود. كما أطلق شاعر الرسول حسان بن ثابت، بطلب من الرسول، ألقاباً كثيرة على طلحة بن عبيدالله، بينها: طلحة الخير وطلحة الفياض وطلحة الجواد، وقال فيه مادحاً شعراً، وعند دخوله مكة نادى الرسول فى سكانها: «من دخل دار أبى سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن»، والاثنان كانا من كبار تجار مكة. ولم يهمل الرسول تجار قريش المشركين، فأقام معهم علاقات جيدة وبعث مالاً لأبى سفيان بن حرب ليوزعه على فقراء قريش، وأرسل ذهباً لتجار مكة، عندما حلت بها مجاعة بسبب أزمة مالية، لتوزيعها على الناس، دون تفرقة.[Quote_2] وقدم التجار الذين دخلوا فى الإسلام دعماً مالياً واقتصادياً للدعوة الإسلامية، فذكرت بعض المصادر (اليعقوبى مثلاً فى تاريخه)، أن خديجة بنت خويلد، زوج الرسول (عليه السلام)، أنفقت مالها على المؤمنين، عندما حاصرت قريش المسلمين بالشِّعب 3 سنوات. أما أبوبكر الصديق فأنفق كل ماله فى سبيل الدعوة، وتبرع عمر بن الخطاب بنصف ماله عندما حث الرسول المسلمين على التصدق، ولم يبخل عثمان بن عفان بماله فتصدق به على الفقراء، فى مكة والمدينة، واشترى للمسلمين بئراً فى المدينة، وكان عبدالرحمن بن عوف من أكثر الصحابة دعماً للإسلام والمسلمين، حيث قسم أجزاء من ماله 4 مرات، فتبرع فى الأولى بـ4 آلاف دينار، ومثلها فى الثانية، وفى الثالثة تبرع بـ16 ألف دينار، وفى الرابعة بـ32 ألف دينار. هذه بعض الأمثلة عما قدمه تجار مكة الأثرياء أيام الرسول من مال جمعوه من تجارتهم الرابحة، دعماً للرسول والدعوة الإسلامية. وإذ تذكر المصادر التاريخية تفاصيل عن هذه التبرعات تشير، فى الوقت ذاته، إلى بعض مصادر ثروة هؤلاء التجار، فيُروى مثلاً أن الجزء الأكبر من تبرعات التاجر طلحة بن عبيدالله جاءه من تجارته المزدهرة فى حضرموت والعراق، ولم يقتصر دور التجار على التصدق والتبرع، فقد أنفقوا بكرم للدولة عسكرياً، فالرسول اعتمد على كبار تجار مكة فى تجهيز غزوة حنين، وتكفل التجار بتجهيز جيش العسرة فى غزوة تبوك. وتولت مكة قيادة القوافل العربية المنطلقة من شبه الجزيرة العربية إلى الخارج، وربطت مصالحها الاقتصادية بمصالح القبائل العربية بواسطة «الإيلاف»، وتركزت هذه العلاقات التجارية فى المدينتين الجارتين، الطائف والمدينة، فضلاً عن بلاد الشام التى غدت فى العهود السابقة للدعوة الشريك التجارى الأكبر والأهم لأهل شبه الجزيرة وتجارها. ومع هجرة الرسول إلى المدينة تولى المهاجرون والأنصار قيادة العمليات التجارية، وكان أن تأثرت مكة من خطوة الرسول هذه، فعندما اتسعت تجارة مكة وأصابت نجاحاً كبيراً وشمل الازدهار العديد من الفرقاء، اشتد التنافس على نصيب أكبر من هذه التجارة المتزايدة فى اتساعها. وفى الوقت الذى برز فيه الرسول (عليه السلام)، كان هنالك فى مكة اتجاه لتكديس الثروة بأيدٍ قليلة وحرمان المعوزين، وقد فسر البعض تشكيل الأحلاف داخل بطون قريش بأنه محاولة لحصر التجارة أو احتكارها. وكانت البطون فى خارج مكة تفعل الشىء نفسه، فتزاحمت على زيادة نصيبها من الأرباح أو تقليص ما تفرضه عليها قريش من أعباء، وحاولت بعض العشائر المنتشرة على الطرق التجارية بسط سيطرتها على مناطق تخص عشائر أخرى. ومع توسع التجارة نمت المدن والأسواق وزادت ثروة السكان المستقرين على حساب العشائر البدوية المجاورة، فنشبت حالة توتر بين العشائر المستقرة وتلك البدوية، وبات هذا التوتر يشكل تهديداً للشبكة التجارية، وحاول بعض القرشيين من بعيدى النظر ضبط الوضع المتفجر، لم يجدوا سوى الرسول القادر على إعادة التوازن ودرء الكارثة المحققة والمقبلة. ولما كان الرسول مشاركاً نشيطاً فى هذه التجارة ومدركاً أن قريشاً ليست الوحيدة فى اعتمادها فى معيشتها على ازدهار هذه التجارة، بل يشاركها فى ذلك الكثيرون من غير أبناء قريش، عمد إلى إيجاد المخارج التى تجنب مكة خراب تجارتها. فصمم فى البداية على قيادة ثورة من داخل النظام نفسه، فدعا قريشاً إلى إصلاح أوضاعها والتقليل من السعى وراء الثروة المفرطة وحرمان الضعفاء وإهمال الفقراء، غير أن هذا الأمر كان يتطلب من أثرياء قريش تضحية لم يرضوا بها، ولم يصغِ لنصحه إلا العدد القليل. أخبار متعلقة: بالإسلام.. حكم «الجماعة» فى ميزان «القرآن والسنة» الشخصيات «المزدوجة».. تُظهر خلاف ما تُبطن.. وتفعل عكس ما تقول المفكر الإسلامى جمال قطب: النفاق أشبه بـ«السرطان».. ويؤدى إلى فوضى تهدد أمن البلاد بروفيل: محمد بديع.. «القطبى» إذا حكم سنة أولى حكم.. انقلب «السحر» على «الساحر» كله فى الانتخابات.. حلال بروفيل: «عبدالرحمن البر».. مفتى «قتل المتظاهرين» «تركى» لـ«مرسى»: الحاكم الضعيف «فتنة» شعار المرحلة: أنا أكذب.. إذن أنا موجود «التقية» عند الإخوان.. كل شىء مباح مصطفى إسماعيل: اتخَذوا الدين «كوبرى» للوصول إلى السلطة دعاة على أبواب جهنم.. «إخوان البيعة» عضو فى هيئة كبار العلماء: بيعة «مرسى» للمرشد تبطل شرعية حكمه الرسول استعان بأهل «الخبرة والكفاءة».. والإخوان يستعينون بـ«الأهل والعشيرة» د. نيفين عبدالخالق : «مرسى» يخالف الشرع لأنه ليس حاكماً.. بل محكوم بإرادة جماعته «مغالبة لا مشاركة».. شعار إخوان السلطة «الخشت»: الرسول كان حريصاً على «التوافق» ولم يقل إن أبا سفيان «فلول» عند فتح مكة نظام الإخوان يعيد الحياة لـ«دولة التجار» بروفيل: «الشاطر».. شهبندر التجار دولة الإخوان الأموية: مصحف للحكم.. وسيفان لقتل المعارضين بروفيل: محمود عزت.. «الثعلب الحاكم» «الحجاج بن يوسف».. معلّم القرآن الذى هدم الكعبة إن الأصل عند الإخوان.. «الشتيمة» الطريق إلى الجنة يبدأ بـ«نعم» مبروك عطية: شرع الله لا يعرف لغة الغش وخداع الناس