بالإسلام.. حكم «الجماعة» فى ميزان «القرآن والسنة»

بالإسلام.. حكم «الجماعة» فى ميزان «القرآن والسنة»
عندما اعتلى «الإخوان» ظهر السلطة فى مصر، كان ذلك إيذاناً بدخول الجماعة إلى مرحلة يمكن وصفها بـ«مرحلة البلاء المبين»؛ فعلى مدار ما يزيد على ثمانين عاماً، تعرض الإخوان لضربات متلاحقة على مستوى التنظيم، فطورد أعضاؤها، وتم تقديمهم إلى المحاكم العسكرية، ووصل الأمر فى بعض الفترات إلى تعليقهم على أعواد المشانق، وفى كل الأحوال كانت هذه الضربات تضيف إلى الجماعة قوة، وتزيد من مساحة تعاطف البسطاء من المصريين معها، وانخراط القوى المعارضة لأنظمة الحكم فى الدفاع عنها. وبعد الثورة تربعت الجماعة على كراسى السلطة، معتمدة فى ذلك على استنادها إلى المشروع الإسلامى الخاص بها، ورافعة شعار «الإسلام هو الحل». هنالك أصبحت الفكرة موضع ابتلاء، فقد انتظر الناس أن يؤدى الإخوان بقدر كبير من الارتكاز على قيم الإسلام؛ فى نبذ الكذب، والالتزام بالعهود والوعود، والابتعاد عن العنف فى التعامل مع الخصوم، وخفض الجناح للمصريين، وإعلاء قيمة العمل والإنتاج، وإحياء مفاهيم من طراز «التنمية المستقلة» و«الاعتماد على الذات».
بدأ الكثيرون رحلة اختبار للجماعة التى ظلت تردد أن مصر جربت الأسلوبين الأكثر شهرة فى حكم الشعوب؛ فقبل ثورة يوليو 1952 ارتدت مصر ثوب التجربة الليبرالية، ويزعم الإخوان أنها أخفقت، وتحت ظلال مصر الناصرية دخلنا «التجربة الاشتراكية»، فأطلت الجماعة برأسها من جديد لتؤكد أن الاشتراكية فشلت هى الأخرى.. وفى كل الأحوال كانت الجماعة تقدم أوراق اعتمادها للمجتمع المصرى من خلال «المشروع الإسلامى». ولما قامت الثورة قالت إن هذا المشروع أصبح يطير بجناحى النهضة، وإنه آن الأوان لتفعيل شعار «الإسلام هو الحل». تعشّم المصريون أن تقدم الجماعة أداء يرتقى إلى ما «قال الله وقال الرسول»، لكنهم فوجئوا بعد أسابيع قليلة من تربعهم داخل القصر الجمهورى، أن قيم القرآن وتعاليم الإسلام فى وادٍ، فى حين انطلقت الجماعة لتهيم فى كل واد؛ مرة فى وادى الفلول، ومرة فى وادى «الأمريكان»، ومرة فى وادى «الصديق الإسرائيلى الوفى»، ومع كل وادٍ هام فيه الإخوان كان يتأكد للشعب الذى حملهم إلى كراسى الحكم أنهم اتخذوا من الإسلام وسيلة للوصول إلى أهدافهم، وأنهم لا يبتعدون فى أدائهم عما كان يردده الشاعر العربى الذى قال: «صلى وصام لأمر كان يطلبه .. فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما».
لم يكن هناك أداة يقيس بها الشعب الطيب أداء الإخوان غير النص القرآنى والأحاديث الشريفة، ألم يكن ذلك هو ما تدعونا الجماعة إلى فهمه والعمل به؟ كان من الطبيعى أن يراجع الشعب أداء «الإخوان»، بـ«الإسلام». وعندئذ أحس الكثيرون أن الجماعة تغرّد خارج النص القرآنى، وبعيداً عن قيم النص النبوى. ونحن هنا بصدد التوثيق؛ توثيق تجربة الإخوان فى الحكم، بـ«القرآن الكريم» والسنة النبوية المطهرة، وتحليل أدائهم؛ جماعة وحزباً وحكومة ورئاسة، فى ضوء الأصلين الكبيرين اللذين قال النبى (صلى الله عليه وسلم) عنهما: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا.. كتاب الله وسنتى». فتحديد محل الجماعة من الإعراب على هذا المستوى أصبح مطلباً أساسياً من مطالب المصريين الذين يريدون أن يفهموا: هل الإخوان بشر «ديّانون» يؤمنون -مثل المواطن البسيط الذى أعطاهم صوته- أن «آية المنافق خمس: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»، أم أن الدين «لعق» على ألسنتهم يدارونه ما دارت مصالحهم؟!
نحن واثقون فى أن الجماعة لن تغضب كعادتها هذه المرة، لأنها تؤمن مثلنا أن الإسلام حجة على الجميع، ولا يوجد جماعة ولا حزب ولا دولة ولا فرد يمكن أن يكون حجة على هذا الدين.
أخبار متعلقة:
الشخصيات «المزدوجة».. تُظهر خلاف ما تُبطن.. وتفعل عكس ما تقول
المفكر الإسلامى جمال قطب: النفاق أشبه بـ«السرطان».. ويؤدى إلى فوضى تهدد أمن البلاد
بروفيل: محمد بديع.. «القطبى» إذا حكم
سنة أولى حكم.. انقلب «السحر» على «الساحر»
كله فى الانتخابات.. حلال
بروفيل: «عبدالرحمن البر».. مفتى «قتل المتظاهرين»
«تركى» لـ«مرسى»: الحاكم الضعيف «فتنة»
شعار المرحلة: أنا أكذب.. إذن أنا موجود
«التقية» عند الإخوان.. كل شىء مباح
مصطفى إسماعيل: اتخَذوا الدين «كوبرى» للوصول إلى السلطة
دعاة على أبواب جهنم.. «إخوان البيعة»
عضو فى هيئة كبار العلماء: بيعة «مرسى» للمرشد تبطل شرعية حكمه
الرسول استعان بأهل «الخبرة والكفاءة».. والإخوان يستعينون بـ«الأهل والعشيرة»
د. نيفين عبدالخالق : «مرسى» يخالف الشرع لأنه ليس حاكماً.. بل محكوم بإرادة جماعته
«مغالبة لا مشاركة».. شعار إخوان السلطة
«الخشت»: الرسول كان حريصاً على «التوافق» ولم يقل إن أبا سفيان «فلول» عند فتح مكة
تجارة «الجاهلية».. ذئاب فوق جثث الفقراء
نظام الإخوان يعيد الحياة لـ«دولة التجار»
بروفيل: «الشاطر».. شهبندر التجار
دولة الإخوان الأموية: مصحف للحكم.. وسيفان لقتل المعارضين
بروفيل: محمود عزت.. «الثعلب الحاكم»
«الحجاج بن يوسف».. معلّم القرآن الذى هدم الكعبة
إن الأصل عند الإخوان.. «الشتيمة»
الطريق إلى الجنة يبدأ بـ«نعم»
مبروك عطية: شرع الله لا يعرف لغة الغش وخداع الناس