بروفيل: محمد بديع.. «القطبى» إذا حكم
بروفيل: محمد بديع.. «القطبى» إذا حكم
تشاء تصاريف القدر أن يكون الرجل الذى حاول إغراق مصر ونسف القناطر الخيرية عام 1965، هو نفسه الذى تولى حكمها فعلياً عام 2011 وبالتنظيم القطبى ذاته وبرجالاته وعقيدته.
عندما يتحدث تحسب أن كل الصيحات المطالبة بالتغيير والإصلاح تتآمر عليه وعلى جماعته. وعندما شعر بالخوف من أن لحظة القفز على عرش السلطان لم تكن سانحة، هبّ واقفاً يشدد على أنهم لن يسعوا إلى رئاسة البلاد والعباد، وعندما سنحت الفرصة وجاءت اللحظة قال إن الظروف تغيرت وإن فى رئاستهم لمصر إنقاذاً لها.
لم يتحمل الحاكم الفعلى للبلاد انتقاد الإعلام لسياساتهم الشح واستئثارهم بالمغانم والأسلاب، وهو الذى كان بالأمس مدافعاً عنهم عندما ضيّق عليهم الفرعون المخلوع الخناق وطاردهم فى سراديب العالم السرى وزج بهم تحت أقبية السجون، فلم يكتم ما بداخله وبدت البغضاء فصرخ: إنهم يتحدثون حديثاً يسحر الناس. ويقول خبراء علم الاجتماع: إن الذى اعتاد العمل السرى لا يستطيع التخلص من آفاته حتى بعد زوال مبرراته.
رتبت له تصاريف القدر موعداً مع سيد قطب، وقرأ «فى ظلال القرآن» فشعر، كما يقول، أن الروح دبت فى جسده وأنه لم يذُقْ حلاوة القرآن قبل ذلك. لكن اللقاء الأهم والأخطر فى حياة «بديع» كان مع عبدالفتاح إسماعيل، تاجر الغلال الدمياطى الذى كان يطوف الجمهورية بحكم عمله، وضمه «إسماعيل» إلى التنظيم الذى أسسه وعُرف بعد ذلك باسم «تنظيم 65». وذاق مرارة السجون التى تخلق للأفكار أنياباً حادة وتشحن الوجدان كراهية لمن وضعه خلف القضبان.
لم يُعرف لـ«بديع» نشاط من أواخر السبعينات حتى أواخر الثمانينات، وهى الفترة التى شهدت بناء تنظيم الإخوان فى مصر، وهى أيضاً الفترة التى تولى فيها المرشد الثالث عمر التلمسانى، الرجل الذى لم يذكره «بديع» يوماً بكلمة واحدة، لكن البعض روى لنا أن «بديع» ومعظم مجموعته لم تكُن ترضى عن أداء «التلمسانى» ولا أفكاره، وكانت ترى منه رجلاً لا يفهم الدين فهماً صحيحاً، ومن المفرطين فيه. وقيل أيضاً إن «بديع» كان من المقربين إلى مصطفى مشهور والحاج الشناوى، وكان يعمل ضمن دائرتهما بعيداً عن «التلمسانى»؛ لأن الأخير لم يكُن محبوباً من الاثنين، خصوصاً أنه كان أحد أعضاء اللجنة التى حاكمت أعضاء النظام الخاص بعد مقتل الخازندار وخرجت بإدانة لـ«مشهور» ومن معه.
انتقل من المحلة الكبرى إلى بنى سويف، وقيل إنه دُفع دفعاً مرتباً ومغرضاً إلى بنى سويف من قِبل مصطفى مشهور ورجالاته؛ لأن بها شخصاً كان غير خاضع لسيطرتهم، وهو الحاج حسن جودة، مسئول بنى سويف فى هذا الوقت، وبدا أنه سيحقق فائدتين؛ الأولى: وضع المكتب الإدارى فى بنى سويف تحت عينى وسيطرة رجل يتبع «مشهور» مباشرة، والفائدة الثانية: الإتيان بـ«بديع» ممثلاً لبنى سويف فى مكتب الإرشاد ليزيد من تكتل فريق «مشهور» ورجالاته، وهو الأمر الذى لن يتمكن «مشهور» من تحقيقه ما دام «بديع» فى المحلة الكبرى، وهكذا مثل «بديع» فى مكتب الإرشاد بناء على تمثيله الدائرة الإدارية لبنى سويف ثم توليه مسئولية الصعيد كله، وهو أمر كان يخالف العرف الإخوانى الذى لا يحبذ أن يهبط رجل بمظلة على بلد ليس من أبنائه ثم يتولى مسئوليته وهو ليس خبيراً بعائلاته ولا تقاليده وعاداته.
أخبار متعلقة:
بالإسلام.. حكم «الجماعة» فى ميزان «القرآن والسنة»
الشخصيات «المزدوجة».. تُظهر خلاف ما تُبطن.. وتفعل عكس ما تقول
المفكر الإسلامى جمال قطب: النفاق أشبه بـ«السرطان».. ويؤدى إلى فوضى تهدد أمن البلاد
سنة أولى حكم.. انقلب «السحر» على «الساحر»
كله فى الانتخابات.. حلال
بروفيل: «عبدالرحمن البر».. مفتى «قتل المتظاهرين»
«تركى» لـ«مرسى»: الحاكم الضعيف «فتنة»
شعار المرحلة: أنا أكذب.. إذن أنا موجود
«التقية» عند الإخوان.. كل شىء مباح
مصطفى إسماعيل: اتخَذوا الدين «كوبرى» للوصول إلى السلطة
دعاة على أبواب جهنم.. «إخوان البيعة»
عضو فى هيئة كبار العلماء: بيعة «مرسى» للمرشد تبطل شرعية حكمه
الرسول استعان بأهل «الخبرة والكفاءة».. والإخوان يستعينون بـ«الأهل والعشيرة»
د. نيفين عبدالخالق : «مرسى» يخالف الشرع لأنه ليس حاكماً.. بل محكوم بإرادة جماعته
«مغالبة لا مشاركة».. شعار إخوان السلطة
«الخشت»: الرسول كان حريصاً على «التوافق» ولم يقل إن أبا سفيان «فلول» عند فتح مكة
تجارة «الجاهلية».. ذئاب فوق جثث الفقراء
نظام الإخوان يعيد الحياة لـ«دولة التجار»
بروفيل: «الشاطر».. شهبندر التجار
دولة الإخوان الأموية: مصحف للحكم.. وسيفان لقتل المعارضين
بروفيل: محمود عزت.. «الثعلب الحاكم»
«الحجاج بن يوسف».. معلّم القرآن الذى هدم الكعبة
إن الأصل عند الإخوان.. «الشتيمة»
الطريق إلى الجنة يبدأ بـ«نعم»
مبروك عطية: شرع الله لا يعرف لغة الغش وخداع الناس