بروفيل: «الشاطر».. شهبندر التجار

كتب: صلاح الدين حسن

بروفيل: «الشاطر».. شهبندر التجار

بروفيل: «الشاطر».. شهبندر التجار

قل ما تريد، وتعهد بما شئت ولو كذباً فهذا ليس أوان التمكين، وعندما تتمكن لك أن تقول ما تريد وتخلف الوعد والعهد، ولكل مرحلة ظروفها وأدواتها. إنها فلسفة قطبية بحتة أسس لها سيد قطب فى كتابه «معالم فى الطريق» وباتت منهج القطبيين وطريقهم فى السياسة والحكم. استطاع خيرت الشاطر وحده أن يمتلك مفاتيح خزائن الجماعة وخلط أمواله بأموالها، وعندما تساءل بعض من قياداتها عن كنوز الخزائن ومفاتيحها طردهم من جنتها خشية انكشاف أسرار معبدها. رجل سرى منذ صغره. لا يمتلك سوى المفردات الأمنية الخالصة. وهو أيضاً رجل التنظيم الطليعى السرى الذى صنعه عبدالناصر ليتجسس على حزبه الأوحد «التنظيم الاشتراكى» فما كادت قدماه تلمس أرض «المنصورة» ليلتحق بكلية الهندسة حتى هبت انتفاضة هى الأولى من نوعها ضد محافظها، كانت جراح النظام الناصرى ما زالت ملتهبة بعد نكسة يونيو، فوجد نفسه فى معتركها هاتفاً مطالباً «ناصر» بالثأر لدماء الشهداء. وبدأ الشاطر يتعرف على العمل التنظيمى، بعد تكوين لجنة الترصد والمراقبة، والاستيلاء على مطبعة الكلية وطباعة منشورات وتوزيعها على سكان المدينة فصدرت الأوامر بإغلاق الجامعات والمدارس. واندلعت التظاهرات بعدها وبلغ عدد الضحايا 16 حالة وفاة. قبيل مقتل «السادات» طار الشاطر إلى بريطانيا مع مسئوله فى جماعة الإخوان المسلمين الحاج مصطفى مشهور، دون أن يدرى بذلك المقربون منهما فى الجماعة، ليوضع بعد ذلك عدد لا بأس به من علامات الاستفهام: هل كان يعرف بمقتل السادات ولماذا غدر بأقرانه وهرب. عاد «الشاطر» (المهاجر) لمصر فى العام 1987 ليبنى تنظيماً جديداً لجماعة الإخوان، واتخذ من شركة «سلسبيل» غطاءً لجمع المعلومات عن كافة أعضاء الجماعة، دون علم مكتب الإرشاد، أو حتى عمر التلمسانى المرشد العام فى تلك الفترة. وكانت تلك المعلومات بمثابة الكنز الذى أهداه الإخوان لأمن الدولة بعدما قبضت على أصحاب شركة سلسبيل 1993، وصادرت كافة أجهزة الكمبيوتر التى تحوى هذه البيانات. وكان الهدف من عملية جمع البيانات بهذا الأسلوب، تقسيم الجماعة وفق مبدأ جديد إلى مجموعتين: المستقيمين، والتنظيميين، الأولى تدعو إلى الشفافية والوضوح، والثانية بقيادة مشهور تدعو إلى السرية والتمسك بالتنظيم الخاص. فى خارجه كان يظهر للنظام العداء، وفى الباطن يتعامل مع أجهزة الأمن، وظهرت مهاراته منذ قضية سلسبيل وفى القضية العسكرية الأولى عام 1995 فكان يرسل لضباط السجن ما يطلبونه مباشرة إلى منازلهم من ثلاجات أو غسالات أو ما شابه ذلك. ولن ينسى زملاؤه ارتفاع صوت الشاطر ومشادته مع أحد ضباط السجن وغضبه أثناء الفسحة فى مزرعة طرة فى محنة 95 وعندما عاد للزنزانة أخبر زملاء السجن عن بجاحة الضابط الذى أرسل له كافة الأجهزة التى يطلبها على مدار الشهور الماضية والآن يطلب سيارة. هاجر المهندس خيرت الشاطر إلى بريطانيا لاستكمال دراسته العليا، لكنه فشل بعدما أغراه عالم التجارة والمال، حيث دفع به رجل التنظيم الدولى القوى حينها، مصطفى مشهور، لدخول هذا العالم بدعوى أن المال هو عصب شريان الدعوة، ولاقت الفكرة ترحاباً فى نفس «الشاطر» الذى نمت داخله بذرة حب التجارة منذ كان صبياً، لكنه فشل هناك فى تحقيق أى تقدم. بعد فشله، استطاع الشاطر أن يحقق نجاحاً، بعدما أعطاه التنظيم الإخوانى الفرصة لذلك، عام 87، عندما أحكم التنظيم سيطرته على النقابات، وفى أواخر الثمانينات كانت بداية الانطلاق الحقيقى فى دنيا المال والأعمال، حيث دخل بوابة السلع المعمرة للنقابات من أوسع أبوابها، وحصل على حق تنظيمها من الإسكندرية حتى أسوان، ويرجع الفضل فى هذا الأمر لصديقه القديم الحاج حسن مالك، الذى كان يملك خبرة التجارة وسمعة قوية ومعروفة فى السوق، وهى أهم مستلزمات العمل فى مجال تنظيم معارض السلع المعمرة. وحقق الشاطر أرباحاً طائلة نتيجة نسبة شركة «سلسبيل» من المبيعات، التى تراوحت ما بين 5 و6% من إجمالى مبيعات بلغت حوالى 650 مليون جنيه بأسعار بداية التسعينات. ولم يتعامل مع هذه المعارض كمنظم فقط، بل حقق أرباحاً أخرى بإحضاره غالبية أفراد عائلته ومعارفه وجيرانه وأصدقائه، وأسند إليهم من الباطن أعمال التوريد لهذه المعارض رغم أنهم ليسوا تجاراً فعليين، وإنما هو ثانى يد فى السوق أو ربما ثالث، ما جعل أسعار هذه المعارض مبالغاً فيها، إلا أنها كانت بدعة جيدة ورائجة أقبل عليها الناس بنهم شديد دون النظر للأسعار.. ومن هذا التاريخ الطويل خرجت أوهام كذبة النهضة، وتبددت سريعاً حتى صارت نكتة يتندر عليها الشعب كله. أخبار متعلقة: بالإسلام.. حكم «الجماعة» فى ميزان «القرآن والسنة» الشخصيات «المزدوجة».. تُظهر خلاف ما تُبطن.. وتفعل عكس ما تقول المفكر الإسلامى جمال قطب: النفاق أشبه بـ«السرطان».. ويؤدى إلى فوضى تهدد أمن البلاد بروفيل: محمد بديع.. «القطبى» إذا حكم سنة أولى حكم.. انقلب «السحر» على «الساحر» كله فى الانتخابات.. حلال بروفيل: «عبدالرحمن البر».. مفتى «قتل المتظاهرين» «تركى» لـ«مرسى»: الحاكم الضعيف «فتنة» شعار المرحلة: أنا أكذب.. إذن أنا موجود «التقية» عند الإخوان.. كل شىء مباح مصطفى إسماعيل: اتخَذوا الدين «كوبرى» للوصول إلى السلطة دعاة على أبواب جهنم.. «إخوان البيعة» عضو فى هيئة كبار العلماء: بيعة «مرسى» للمرشد تبطل شرعية حكمه الرسول استعان بأهل «الخبرة والكفاءة».. والإخوان يستعينون بـ«الأهل والعشيرة» د. نيفين عبدالخالق : «مرسى» يخالف الشرع لأنه ليس حاكماً.. بل محكوم بإرادة جماعته «مغالبة لا مشاركة».. شعار إخوان السلطة «الخشت»: الرسول كان حريصاً على «التوافق» ولم يقل إن أبا سفيان «فلول» عند فتح مكة تجارة «الجاهلية».. ذئاب فوق جثث الفقراء نظام الإخوان يعيد الحياة لـ«دولة التجار» دولة الإخوان الأموية: مصحف للحكم.. وسيفان لقتل المعارضين بروفيل: محمود عزت.. «الثعلب الحاكم» «الحجاج بن يوسف».. معلّم القرآن الذى هدم الكعبة إن الأصل عند الإخوان.. «الشتيمة» الطريق إلى الجنة يبدأ بـ«نعم» مبروك عطية: شرع الله لا يعرف لغة الغش وخداع الناس