«محمد» يبيع الورد بجوار تفجير الطالبية.. «العمر واحد والرب واحد»

كتب: محمد غالب

«محمد» يبيع الورد بجوار تفجير الطالبية.. «العمر واحد والرب واحد»

«محمد» يبيع الورد بجوار تفجير الطالبية.. «العمر واحد والرب واحد»

صوت انفجار قوى يهز منطقة الطالبية، أغلقت على أثره كل الطرق، شارع الهرم من الجهتين، هرج ومرج فى كل مكان، بينما «محمد أحمد عبدالله» واقف فى مكانه، الابتسامة لا تفارق وجهه، والورد لا يفارق يديه المرتعشتين من أثر تقدمه فى السن، يبيع الورد للمارة وسائقى السيارات، بعضهم يرد له الابتسامة بأخرى، والبعض الآخر ينظر له بتعجب، ويقرر السير بسيارته مهرولاً. «ببيع الورد من 32 سنة، مابخرجش برة الطالبية، كل وردة فى إيدى، نفسى أوصل بيها رسالة حب وسلام، ربنا يهدى الجميع، ومحدش يموت من ولادنا»، قالها الرجل بابتسامته التى لا تفارق وجهه. لم يستجب بائع الورد لكلام أولاده وبناته «قالولى ماتنزلش النهارده»، يضحك الرجل الستينى «ده أنا مرّيت بظروف وأحداث تقوى الحجر، وتقضى على أى خوف». اشتعال الأحداث لم يمنع الرجل الستينى من عمله فى يوم من الأيام، باع الورد أثناء حرق الأقسام فى يناير، وأثناء اشتعال مظاهرات جماعة الإخوان فى الطالبية، «معايا أربع عيال، والعمر واحد والرب واحد، أى حاجة بتحصل سواء ضرب نار أو تجمعات، بقف مكانى ومابتأثرش، بقدم رسالتى بوردة، وفى نفس الوقت باكل عيش». مظهره جذب الأنظار إليه والتعنت أيضاً حين اعتبر ضباط قسم الطالبية وجوده فى محيط التفجير أمراً غير مبرر، رد على أسئلتهم حول سبب وجوده وعدم خوفه من الإصابة بفعل التفجير، فابتسم كعادته وقال «هخاف من إيه، لو خفت مش هشتغل ولو رجعت من غير فلوس مش هلاقى اللى يصرف علىّ.. اللى زينا يا باشا مابيخفش غير على أكل عيشه». يؤكد الرجل أن رحلته اليومية لبيع الورد ليس لها عائد ثابت «أنا أرزقى، يوماتى على الله بدور على واحد لسه فاهم معنى الورد وقيمته عشان يشتريه، ويا عالم ألاقيه ولا لأ»، لم ينتبه لأزمة عمله فى الشارع إلا فى السنوات الثلاث الأخيرة «هو حد كان يعرف يتخانق فى الشارع زمان، دلوقتى بيموتوا بعض من غير ما حد يحس بيهم» وحين نصحه أبناؤه بهجر المهنة والبحث عن أخرى أكثر أماناً رد عليهم «هو فين الأمان فى البلد كلها.. أكل العيش كله مر». ورغم الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد، فإن سائقى الميكروباص هم أكثر من يشترون الورد: «الناس الغلابة بتحس ببعض، أحياناً عربيات ملاكى بتشترى منى، والبنات بتحب الورد أكتر من الولاد، كل حد بيشترى منى وردة، بدعيله بالهداية وإنه يعيش فى سلام وأمان، بتمنى إن البلد تستقر». أخبار متعلقة مجندو الأمن المركزى يروون لحظات الموت على أبواب المديرية مصابون فى «أحمد ماهر»: الانفجار وصل لداخل قاعات «محكمة جنوب» المجاورة لمديرية الأمن «الحديدى» و«سحر».. بطلا المقاومة الشعبية فى البحوث والمديرية النقيب «أبوشادى»: سيارة ظهرت فى الكاميرات.. وخرجت لإبعادها فانفجرت أهالى «باب الخلق» بعد «الزلزال»: مش عارفين نعمل إيه ولّا نروح فين أصداء التفجير: سعاد وأسرتها فى خيمة تحت البيت الطب الشرعى: «بِلى» اخترق جمجمة وصدر وعنق المجند الشهيد فى الدقى مصابو تفجير «القاهرة»: «عمر الإرهاب ما هيكسرنا» أصحاب المحلات المحطمة: ربنا ينتقم من الإخوان خربوا بيوتنا أم المجند «مصطفى»: هاتولى ابنى.. حرام عليكم الناجى الوحيد من كمين بنى سويف: «الإرهابيين قتلوا زمايلى وهما بيشربوا شاى وبيتدفوا من البرد» «جمال» ودع قريته فى صلاة العشاء ونال الشهادة