أهالى «باب الخلق» بعد «الزلزال»: مش عارفين نعمل إيه ولّا نروح فين

كتب: مها البهنساوى

أهالى «باب الخلق» بعد «الزلزال»: مش عارفين نعمل إيه ولّا نروح فين

أهالى «باب الخلق» بعد «الزلزال»: مش عارفين نعمل إيه ولّا نروح فين

كعادتها، أغلقت السيدة الأربعينية أبواب ومنافذ المنزل، خوفاً على أبنائها من برد الشتاء أو لص متسلل بحكم سكنها فى الطابق الأول، على الرغم من أن مسكنها مطل بشكل مباشر على الأبواب الخلفية لمديرية أمن القاهرة، كثيراً ما تعرضت لمواقف بحكم طبيعة مسكنها، منها المرور بجوار عربات ترحيل المجرمين، وفى أيام أخرى تعثّرت قدمها فى الحواجز الحديدية التى تغلق الشارع فى بعض الأوقات، خصوصاً أثناء مرور المظاهرات، ولكن صباح أمس شهدت حدثاً لم يمر عليها من قبل، استيقظت فى رعب شديد بعد سماعها دوى انفجار هائل وتكسير زجاج النوافذ، فى السادسة والنصف صباح أمس، هرولت إلى أبنائها فوجدتهم يبكون من الخوف، لم يتحركوا من أماكنهم من هول المفاجأة، أخذت الأم أبناءها وهى تسمع صراخ جيرانها واتجهت إلى الشارع، حيث تسارع السكان على السلم بعيداً عن المنزل خوفاً من انهياره، بعد أن تخيلوا أن السبب هو زلزال قوى ضرب القاهرة، قبل أن تعرف «عايدة» وجيرانها أن تفجيراً قوياً استهدف مبنى «مديرية الأمن»، لحظات وبدأ الدخان يتصاعد من خلفهم، وأطلقت مديرية أمن القاهرة الإنذار، وكثّفت الشرطة من انتشارها. يروى رجل خمسينى لحظات الرعب التى عاشها: «مش عارفين نعمل إيه والا نروح فين، وقفنا فى الشارع أكثر من ساعة نحاول التماسك وتهدئة السيدات والأطفال من هول الانفجار وبشاعة المنظر، والدخان يتصاعد بشكل كبير، قوات الأمن تتحرك فى كل مكان، تحمل شهداء، ومصابين إلى خارج المبنى، ويأمروننا بالبقاء بعيداً، خوفاً من وجود قنابل أخرى لحين الكشف عن المنطقة. تلتقط «سماح» إحدى جيران مديرية الأمن أنفاسها وهى تحكى عن حال أبنائها الأربعة، الذين ظلوا يبكون لفترة طويلة بعد صعودهم مرة أخرى إلى منازلهم، خوفاً من تكرار ما حدث وتقول: «الولاد صحيوا مفزوعين وقعدوا يصرخوا لوقت طويل، ورغم أننا حاولنا تهدئتهم، فإنهم لم يستطيعوا معاودة النوم مرة أخرى، خوفاً من تكرار ما حدث، الإرهابيون يستهدفون الشرطة، والضحايا فى الآخر شوية ناس غلابة، والفزع والخوف يصيب أطفالنا، وكبار السن غير قادرين على الحركة». وعبّر الأهالى عن استنكارهم عدم قدرة الشرطة على حماية نفسها، وتقول سيدة عبداللطيف، التى تبلغ من العمر 70 سنة: «مديرية الأمن غير قادرة على حماية نفسها»، وعبّرت عن شعورها بالخوف مما سيحدث فى الأيام المقبلة مع ذكرى ثورة 25 يناير، وتقول: «الشرطة كانت بتحمينا، نعمل إيه دلوقتى، لما الشرطة لا تستطيع حماية نفسها، كل اللى بيحصل بيأكد إن الأمان غايب وإن فكرة القنابل أصبحت عادة يومية أو أسبوعية، طب الحل إيه، إحنا بنفكر ننقل نفسنا للسكن بعيد عن الأماكن الشرطية الفترة المقبلة، أنا هاروح أقعد عند بنتى، طب وباقى الناس هيعملوا إيه». أخبار متعلقة مجندو الأمن المركزى يروون لحظات الموت على أبواب المديرية مصابون فى «أحمد ماهر»: الانفجار وصل لداخل قاعات «محكمة جنوب» المجاورة لمديرية الأمن «الحديدى» و«سحر».. بطلا المقاومة الشعبية فى البحوث والمديرية النقيب «أبوشادى»: سيارة ظهرت فى الكاميرات.. وخرجت لإبعادها فانفجرت أصداء التفجير: سعاد وأسرتها فى خيمة تحت البيت الطب الشرعى: «بِلى» اخترق جمجمة وصدر وعنق المجند الشهيد فى الدقى مصابو تفجير «القاهرة»: «عمر الإرهاب ما هيكسرنا» أصحاب المحلات المحطمة: ربنا ينتقم من الإخوان خربوا بيوتنا أم المجند «مصطفى»: هاتولى ابنى.. حرام عليكم الناجى الوحيد من كمين بنى سويف: «الإرهابيين قتلوا زمايلى وهما بيشربوا شاى وبيتدفوا من البرد» «جمال» ودع قريته فى صلاة العشاء ونال الشهادة «محمد» يبيع الورد بجوار تفجير الطالبية.. «العمر واحد والرب واحد»