مصابو تفجير «القاهرة»: «عمر الإرهاب ما هيكسرنا»

كتب: عبدالفتاح فرج

مصابو تفجير «القاهرة»: «عمر الإرهاب ما هيكسرنا»

مصابو تفجير «القاهرة»: «عمر الإرهاب ما هيكسرنا»

استقبل مستشفى الشرطة بالعجوزة أكثر من 37 حالة من مصابى أفراد وضباط الشرطة فى حادث تفجير مديرية أمن القاهرة بباب الخلق ومحطة البحوث بالدقى، وخرج منه حوالى 25 حالة وتبقى 12 حالة مصابة فى الرأس والوجه، من بينهم 3 ضباط شرطة، بالإضافة إلى 4 حالات حرجة وحالتين بالعناية المركزة، حسب وصف الدكتور عاطف عزت، نائب مدير مستشفى الشرطة الذى شهد حالة طوارئ بعد وقوع حوادث التفجير بالقاهرة، وزار المصابين بالمستشفى مدير أمن القاهرة ومحافظ الجيزة. فى ذهول وخوف يرقد المجند صديق محمد عوض، 22 سنة، على أحد الأسرة بغرفة رقم 423 بالطابق الرابع بمستشفى الشرطة، عينه اليسرى متورمة، ورأسه ملفوف بشاش أبيض لا يخفى لون الدم، ينظر إلى زملائه المصابين فى الحادث ويندب حظه العاثر، ثم يحكى ما حدث بمديرية أمن القاهرة: «خلصنا شغلنا على الساعة 1 الصبح، وفضلنا نهزر ونضحك مع بعض لحد الساعة 2، وبعدين طلعت نمت فى الاستراحة، كنت نايم فى الدور الأرضى على السرير، صحيت على صوت انفجار ضخم نفضنا من على السراير ووقّع علينا الدواليب والحيطان، نزلنا جرى على تحت، الدنيا كانت ضلمة، لقينا بوابة المديرية اتدمرت وانتهت، ما صدقناش اللى حصل لأنهم بيفتشونا كل يوم واحنا داخلين المديرية». يكمل «صديق» ما حدث له بصوت خفيض: «جرينا بره المديرية وفيه ناس خدتنا على عربيات لمستشفى أحمد ماهر، ربنا ينتقم من اللى عمل كده فينا وعاوز يخرب فى مصر، بعد اللى حصل فى المنصورة كنا خايفين يحصل لنا كده إحنا كمان، بنشوف الموت بعينينا كل يوم». على سرير مجاور له، ينام عاطف محمد، رقيب شرطة، 35 سنة، من الفيوم، يقول فى غضب وصوت واضح: «قبل الحادث كنت فى راحة فى بلدنا، أنا متزوج وعندى 3 عيال أكبرهم (إهداء) عندها 8 سنين، طلعت من الفيوم الساعة 3 الصبح ووصلت المديرية الساعة 6 وربع، وما كانش فيه أى مدرعات خارج المديرية، كان فيه أفراد بس، لكنى لاحظت وجود سيارة نص نقل بـ2 كابينة واقفة قدام باب المديرية بشكل نادر، دخلت للظابط فى الدور الأرضى قلت له شافها على كاميرات المراقبة ولسه يا دوب طالعين نشوفها انفجرت العربية، مراتى وعيالى ما عرفوش باللى حصل لى، مفيش غير أخويا وهو جاى فى السكة دلوقتى». [SecondImage] فى نفس الغرفة المتسعة يرقد عريف شرطة أحمد فتحى مهنا، 26 سنة، متزوج ولديه 3 أبناء من قرية شناوين مركز شبين الكوم محافظة المنوفية، إصابته كبيرة فى الرأس واليد، يتحدث بصعوبة، يتذكر ما حدث ويقول: «نبطشيتى كانت بالليل، وخدمتى داخل مبنى المديرية فى الاستعلامات، أنا مقيم بالمنوفية؛ لأن خدمتى 24 ساعة شغل و48 ساعة راحة، فوجئنا إن فيه عربية نص نقل واقفه قدام المديرية، وقبل ما نخرج نشوفها كانت انفجرت فى وشنا، كنت متوقع إن ده ممكن يحصل فى أى وقت، لكن مش فى مديرية أمن القاهرة، عشان التأمين بتاعها كان عالى، وكنا رافعين حالة الطوارئ وشادين شدة جامدة الأيام اللى فاتت، حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى عمل كده وربنا ينتقم من الظالم». سامح سعيد، مجند شرطة، 21 سنة، من الفيوم، أحد المصابين فى حادث «البحوث»، يقول: «خدمتى فى معسكر خالد بن الوليد بالكيلو 32 بطريق مصر - إسكندرية الصحراوى، كنا بايتين فى القطاع وطلعنا خدمة زى كل يوم وإحنا فى البحوث بجوار (إخوان مقار) فوجئنا بانفجار قنبلة، أُصبنا بعدها بإصابات فى الرأس واليد». فى أول غرفة رعاية بجناح رعاية ضباط الشرطة بمستشفى العجوزة، رقد المقدم وائل فريد بإدارة البحث الجنائى، يتحدث بصعوبة ويجيب عن أسئلة زائريه باقتضاب شديد بسبب حالته الصحية السيئة، وجهه يحمل إصابات كثيرة، لكنه قال: «فى تمام السادسة والنصف صباحاً انفجرت سيارة نصف نقل أمام مديرية أمن القاهرة وما حسيتش بأى حاجة إلا وأنا هنا فى المستشفى، وطبعاً استفسرت من أفراد العائلة عمّا حدث فى المديرية، وأوجه رسالة إلى الإرهابيين: إحنا مستمرين، وعمرنا ما هننكسر أبداً». أخبار متعلقة مجندو الأمن المركزى يروون لحظات الموت على أبواب المديرية مصابون فى «أحمد ماهر»: الانفجار وصل لداخل قاعات «محكمة جنوب» المجاورة لمديرية الأمن «الحديدى» و«سحر».. بطلا المقاومة الشعبية فى البحوث والمديرية النقيب «أبوشادى»: سيارة ظهرت فى الكاميرات.. وخرجت لإبعادها فانفجرت أهالى «باب الخلق» بعد «الزلزال»: مش عارفين نعمل إيه ولّا نروح فين أصداء التفجير: سعاد وأسرتها فى خيمة تحت البيت الطب الشرعى: «بِلى» اخترق جمجمة وصدر وعنق المجند الشهيد فى الدقى أصحاب المحلات المحطمة: ربنا ينتقم من الإخوان خربوا بيوتنا أم المجند «مصطفى»: هاتولى ابنى.. حرام عليكم الناجى الوحيد من كمين بنى سويف: «الإرهابيين قتلوا زمايلى وهما بيشربوا شاى وبيتدفوا من البرد» «جمال» ودع قريته فى صلاة العشاء ونال الشهادة «محمد» يبيع الورد بجوار تفجير الطالبية.. «العمر واحد والرب واحد»