الناجى الوحيد من كمين بنى سويف: «الإرهابيين قتلوا زمايلى وهما بيشربوا شاى وبيتدفوا من البرد»

الناجى الوحيد من كمين بنى سويف: «الإرهابيين قتلوا زمايلى وهما بيشربوا شاى وبيتدفوا من البرد»
على سرير متواضع يرقد فى مستشفى بنى سويف العام يتلقى علاجه بعدما أصيب بطلق نارى فى الفخذ، فى الهجوم الإرهابى على كمين صفط الشرقية بمحافظة بنى سويف.
مصطفى عليان على عويس، أمين الشرطة، الناجى الوحيد الذى سمحت حالته بأن يروى تفاصيل الواقعة، حيث كان مكلفا بالوجود فى خدمة أعلى البرج المجاور للنقطة الأمنية، على بعد أمتار قليلة من الكمين الذى استشهد فيه زملاؤه الخمسة، وأصيب زميله بست طلقات متفرقة فى جسده، ليرقد بين الحياة والموت فى مستشفى المعادى العسكرى.
حالة نفسية صعبة جعلته يتحدث بصعوبة مع أقاربه الذين وجدوا فى المستشفى منذ نقله إليها، فيما يحاول أقاربه أن يهوّنوا عليه وقع الصدمة، التى جعلته ممددا على السرير لا ينطق بشىء، بينما ينظر إليهم فى حزن شديد، بعد أن شاهد زملاءه ومنهم ثلاثة من قريته (الزيتون) ببنى سويف، يفقدون حياتهم أمام عينيه.
بصوت هادئ ونبرة بدا عليها الإعياء الشديد حرك يده المتصلة بأنبوب الجلوكوز محاولا رواية ما شاهده: «الحمد لله اللى ييجى من عند ربنا كله كويس، أنا وصلت النقطة الساعة 7 بالليل وكان ميعاد خدمتى الساعة 8، كانت الأمور ماشية عادى زى كل مرة حضرت خدمة فيها على الكمين، أصل دى ثالث مرة أقف خدمة على كمين صفط الشرقية». يأخذ نفسا، ثم يعاود الحديث بصوت منهك للغاية: «كانت الساعة 4 الفجر، وكان العساكر وأمناء الشرطة اللى فى الكمين قاعدين فى خدمتهم برة النقطة منهم مجموعة كانت مولعة نار للتدفئة، ومنهم اللى كان بيشرب شاى وبيتكلموا عادى، عدى من قدام الكمين موتوسيكل راكب فوقه اثنين وبعد الكمين بشوية صغيرة وقف الموتوسيكل وسمعت صوت ضرب نار كتير خالص».
يضيف «مصطفى»: «كانت خدمتى على البرج اللى جنب مبنى الكمين على طول، سمعت ضرب النار ماشفتش الضرب جاى منين ولا كنت أعرف إن الموتوسيكل اللى عدى حامل سلاح، لما الضرب اشتغل نزلت وأنا ماسك سلاحى من على البرج عشان ماكنتش شايف اللى بيضرب فين بالظبط، ولما نزلت من على البرج واتحركت ناحية زمايلى اللى كانوا قاعدين قدام الكمين، وكان ضرب النار شغال ضربت نار على العيال وكانوا ملثمين وبيضربوا من سلاح آلى بطريقة عشوائية، ضربت عليهم فانتبهوا ليا وضربوا عليا نار فاتصبت فى فخذى اليمين برصاصة فوقعت على الأرض، والعيال هربت من قدام الكمين فى ثوانى». سقوط أمين الشرطة على الأرض دفعه لأن يحتمى بساتر خرسانى مجاور، وبعدما هدأت العاصفة، بدأ «مصطفى» فى التحرك صوب زملائه المصابين الذين سقطوا من جراء الهجوم ومطر الرصاص الذى فتحه المهاجمون، عندما وصل إلى زملائه أصابه الذهول «زمايلى كانوا غرقانين فى دمهم، وكانو بيخلصوا، ربنا يرحمهم».
سكت طويلا، ثم تابع: «ما دريتش بنفسى إلا وأنا فى المستشفى، وحواليا الدكاترة، وصحيت لقيت زميلى اللى من بلدى سيد أبوسريع متصاب برصاص فى مناطق من جسمه، وفاقد الوعى وبين الحياة والموت».
«عندما علم مصطفى أن خمسة من زملائه لقوا ربهم متأثرين بجراحهم، ساءت حالته كثيرا» يؤكد عيد عويس عم أمين الشرطة المصاب، قائلا: «مصطفى كان معاه ثلاثة زمايله فى الكمين، هما سالم شعبان سالم أمين شرطة ومصطفى عليان على أمين شرطة، زعل واتأثر خالص»، ويقاطع مصطفى عمه، قائلاً «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتل زمايلى بالغدر».
أخبار متعلقة
مجندو الأمن المركزى يروون لحظات الموت على أبواب المديرية
مصابون فى «أحمد ماهر»: الانفجار وصل لداخل قاعات «محكمة جنوب» المجاورة لمديرية الأمن
«الحديدى» و«سحر».. بطلا المقاومة الشعبية فى البحوث والمديرية
النقيب «أبوشادى»: سيارة ظهرت فى الكاميرات.. وخرجت لإبعادها فانفجرت
أهالى «باب الخلق» بعد «الزلزال»: مش عارفين نعمل إيه ولّا نروح فين
أصداء التفجير: سعاد وأسرتها فى خيمة تحت البيت
الطب الشرعى: «بِلى» اخترق جمجمة وصدر وعنق المجند الشهيد فى الدقى
مصابو تفجير «القاهرة»: «عمر الإرهاب ما هيكسرنا»
أصحاب المحلات المحطمة: ربنا ينتقم من الإخوان خربوا بيوتنا
أم المجند «مصطفى»: هاتولى ابنى.. حرام عليكم
«جمال» ودع قريته فى صلاة العشاء ونال الشهادة
«محمد» يبيع الورد بجوار تفجير الطالبية.. «العمر واحد والرب واحد»