«الحديدى» و«سحر».. بطلا المقاومة الشعبية فى البحوث والمديرية

«الحديدى» و«سحر».. بطلا المقاومة الشعبية فى البحوث والمديرية
اهتزاز بفعل زلزال كانت الخاطرة التى جالت بذهن محمود أحمد الحديدى، مقاول، قبل أن تصرخ زوجته، سارع الرجل نحو الشرفة ليستطلع الأمر، فإذا بمشهد الدماء يملأ المكان، بالإضافة للتدمير الذى لحق بمبنى مديرية الأمن الذى يواجه منزله، وقتها تيقن الأب الأربعينى أنه «فعل خسيس» من قِبل جماعة الإخوان الإرهابية، يروى الرجل: «أنا ساكن فى العمارة اللى فى وش المديرية وما كنتش متوقع يحصل لها كده؛ لأن التشديدات الأمنية عليها عالية، والساعة 6 ونص صحيت على صوت المدام وهى بتصرخ من منظر وشى اللى اتملا دم بعد ما الإزاز وقع علينا من أثر الانفجار، جريت على عيالى أتأكد إنهم بخير، وبعدها نزلت أشوف إيه اللى أقدر أعمله لجيرانى وأصحابى».
خرج «الحديدى» لمساندة الشرطة والاطمئنان على محلات أقاربه، فوجئ المقاول بمحلات صديقه «علاء»: «بقت عبارة عن كوم تراب.. آه شغلنا هيقف وخسارتنا كبيرة، لكن مش هنّولهم مرادهم ومش هنخاف وهنبقى أحسن من الأول، وكتفى فى كتف اللى جنبى وهنصلح اللى اتكسر، وطول ما فينا نفس هننزل نحارب الإرهاب حتى لو كلفنا حياتنا».
تسكن فى أحد الشوارع الجانبية المطلة على شارع التحرير الذى شهد التفجير، حين رأت الدماء على الأرض عرفت السيدة الخمسينية «سحر مصطفى محمود» أن مراد الجماعة الإرهابية تحقق، وأنهم نالوا مصابين وضحايا، بحثت فى وجوه من تعرفهم بالشارع عن إجابة، إلى أن جاءتها على لسان أحدهم «رموا قنبلة على العساكر» فإذا بها تصرخ بانهيار «منهم لله، عمرى ما كنت أتخيل ييجى عليا اليوم اللى أشوف فيه دم وأشم ريحته، لازم نوقف الإرهاب عند حده.. حسبى الله ونعم الوكيل فيكم يا إخوان». «سحر» التى لم تعتد الخروج من منزلها إلا للشدائد، وجدت نفسها تترك صغارها الستة، وتشدد عليهم قبل خروجها «أنا معنديش غيركم محدش يتحرك وييجى ورايا»، تهدئة الأهالى والوقوف إلى جوارهم كانت المهمة الأساسية للسيدة الأربعينية التى قررت أن تطالب الفريق أول عبدالفتاح السيسى بضرورة مقابلتها حتى تسلمه بنفسها أبناءها الذكور للتطوع فى الجيش: «ولادى مش خسارة فيك يا سيسى، خدهم ميغلوش على البلد، ومستعدة أخلف كل سنة عيل وأوهبه لحماية البلد».
لم تشعر «سحر» بالخوف من قبل مثلما شعرت به الآن «أول مرة أحس إن الخطر قريب قوى كده.. أول مرة أشوف دم بيسيل من غير ذنب» لذا قررت أن تكون خطواتها مؤثرة وفاعلة، نذرت بين الجموع أن تكون دليل الشرطة فى الوصول إلى الإرهابيين، تؤكد أن منطقتها بها عناصر كثيرة موالية للإرهابيين، فقررت أن تبلغ عنهم «خلاص مش هوطى صوتى تانى، وأقول أنا مالى وكل إخوانى أعرفه هبلغ عنه، وابقوا تعالوا فجّرونى، ما هو اللى يقتل عسكرى غلبان، مش هتهون عليه الستات».
أخبار متعلقة
مجندو الأمن المركزى يروون لحظات الموت على أبواب المديرية
مصابون فى «أحمد ماهر»: الانفجار وصل لداخل قاعات «محكمة جنوب» المجاورة لمديرية الأمن
النقيب «أبوشادى»: سيارة ظهرت فى الكاميرات.. وخرجت لإبعادها فانفجرت
أهالى «باب الخلق» بعد «الزلزال»: مش عارفين نعمل إيه ولّا نروح فين
أصداء التفجير: سعاد وأسرتها فى خيمة تحت البيت
الطب الشرعى: «بِلى» اخترق جمجمة وصدر وعنق المجند الشهيد فى الدقى
مصابو تفجير «القاهرة»: «عمر الإرهاب ما هيكسرنا»
أصحاب المحلات المحطمة: ربنا ينتقم من الإخوان خربوا بيوتنا
أم المجند «مصطفى»: هاتولى ابنى.. حرام عليكم
الناجى الوحيد من كمين بنى سويف: «الإرهابيين قتلوا زمايلى وهما بيشربوا شاى وبيتدفوا من البرد»
«جمال» ودع قريته فى صلاة العشاء ونال الشهادة
«محمد» يبيع الورد بجوار تفجير الطالبية.. «العمر واحد والرب واحد»