«الحديقة اليابانية» و«ركن فاروق».. هنا يلتقط أهالى المدينة أنفاسهم

«الحديقة اليابانية» و«ركن فاروق».. هنا يلتقط أهالى المدينة أنفاسهم
اعتادت السيدة زينب أحمد -63 عاماً- منذ سكنت مدينة حلوان عام 1972 أن تذهب مع أبنائها، ثم أحفادها فيما بعد إلى الحديقة اليابانية بالمدينة بشكل منتظم، تلك الحديقة التى ظلت لفترة طويلة المتنفس الوحيد لأهالى حلوان للتنزه، واصطحاب أطفالهم للعب، حيث تعتبر الحديقة اليابانية واحدة من أشهر المنشآت التاريخية فى المنطقة.
عام 1917، قرر ذو الفقار باشا، الذى أصبح كبير ياوران الملك فؤاد فى الفترة من 1920 إلى 1930، تأسيس حديقة كبيرة على النظام اليابانى، حيث تبلغ مساحتها 12 فداناً، وكانت ولا تزال تلك الحديقة فريدة من نوعها، حيث تضم مجموعة من تماثيل بوذا الشهيرة، وعددها 48 تمثالاً بالتمام والكمال، تلك التماثيل معروفة بين أهالى حلوان بأنها لـ«أربعين حرامى»، حيث تروى القصة الشعبية المتداولة على ألسنة السكان أن هناك عصابة مكونة من أربعين شخصاً، كانت فى طريقها لسرقة مستشفى حلوان، واختبأوا فى تلك الحديقة، فسخطهم الله تماثيل لا تتحرك، حتى يكونوا عبرة وعظة لكل من يفكر فى سرقة مستشفى، تم افتتاح الحديقة اليابانية رسمياً عام 1922 وكان يطلق عليها «كشك الحياة الآسيوى»، ولا تزال حتى الآن تعمل بكامل طاقتها لخدمة أهالى حلوان.
منذ بداية دخولك إلى تلك الحديقة، يشعر الزائر بأنها تختلف عن غيرها من أماكن التنزه، حيث إن الطابع اليابانى الذى تتميز به لم يظهر فقط فى التماثيل البوذية، لكن أيضاً فى شكل المقاعد والمظلات، فالأخيرة على سبيل المثال مصنوعة من «الخوص» وعلى شكل مثلث هرمى، وليست مجرد مظلة بيضاوية مثل باقى الأماكن فى القاهرة والمحافظات، وتحكى «زينب» عن المكان قائلة: «الحديقة اليابانية أحد أقدم الأماكن فى حلوان، زمان ما كنش فيه فسح غيرها، لكن دلوقتى حلوان بقت زحمة فى كل حتة، وبالرغم من وجود أماكن كتير للتنزه، بس الحديقة اليابانية ما زالت المكان الأفضل بسبب الروح المختلفة الموجودة فيها، بالإضافة إلى وجود ملاهى صغيرة للأطفال يقدروا يفرغوا فيها طاقتهم».
أخبار الحديقة اليابانية انتشرت مؤخراً فى وسائل الإعلام لسببين، أولهما شائعة أفادت بأن سلفيين اقتحموا الحديقة وكسروا التماثيل الموجودة بها، وهو أمر غير حقيقى، وما حدث هو اقتحام للحديقة من قبل بلطجية وقاموا بتكسير تمثال ذوالفقار باشا مؤسس الحديقة، السبب الثانى أنها كغيرها من حدائق مصر أصبحت مكاناً للتحرش الجماعى فى الأعياد، حيث رصدت الشرطة العديد من محاولات التحرش فى العيد الماضى أثناء احتفال المواطنين بالعيد بداخلها.
حلوان، مليئة بالأماكن الأثرية والتاريخية التى يمكن زيارتها والتمتع بها، فبالإضافة إلى الحديقة اليابانية، هناك أيضاً ركن حلوان أو ركن الملك فاروق، كما أطلق عليه مؤخراً، أسسها الملك فاروق عام 1934 وزودها بكل ما يليق بالحياة الملكية من تحف ومقتنيات وأثاث على أفخم طراز، رغم أنه لم يأتها زائراً سوى مرتين فقط لا غير طوال فترة حكمه.
الركن مكون من ثلاثة طوابق، الطابق الأول يؤدى إلى قاعتين للطعام وشرفة تطل على النيل فى مشهد بديع، وبالطابق لوحات لمجموعة من أشهر الرسامين بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل والتحف التى لا تقدر بثمن، مع وجود وسائل الترفيه التى كان الملك فاروق يستخدمها فى زياراته للركن، مثل جهاز للأسطوانات داخل صندوق من الخشب لكى يستمع الملك فاروق إلى موسيقاه المفضلة.
أجمل ما فى القصر الغرفة الفخمة التى تم تأسيسها للملكة ناريمان، وبها سرير خاص بها مكسو بمفرش باللون «الوردى» وصورة لحفل زفافهما، مع وجود سرير صغير لولى العهد وقتها الأمير أحمد فؤاد، أما الطابق الأخير فيؤدى إلى «روف» استخدمه فاروق لإقامة السهرات والحفلات كما هى عادة الأسرة المالكة.
أخبار متعلقة:
«حلوان».. مرثية مدينة
حكاية مدينة .. من "منتجع عالمى" إلى أطلال يسكنها "التلوث"
النهضة الصناعية تمنح حلوان لقب «مدينة السموم الأولى»
كابيرتاج .. الطمى والمياه والشمع أشهر وسائل علاج الروماتيزم
«متحف الشمع» خارج التصنيف العالمى.. والحكومة أغلقته 5 سنين للترميم دون نتيجة
محطة المترو : صراخ الباعة الجائلين .. يرحب بكم
مرصد «حلوان» الفلكى.. حين تكتشف الأرض أسرار السماء
«منصور» الباشا يفقد هيبته بسبب شماعات الملابس الجاهزة ونداءات الباعة الجائلين
مخرات السيول.. مقلب للقمامة نهاراً وكر للخارجين على القانون ليلاً