كابيرتاج .. الطمى والمياه والشمع أشهر وسائل علاج الروماتيزم

داخل مبنى عتيق، يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، تعلوه قبة على الطراز الإسلامى القديم، وتمتلئ ساحته بالأشجار، ويتميز بطبيعة خلابة وجو نقى، يتوافد العشرات من الناس كل صباح، من داخل مصر وخارجها، أملاً فى الشفاء من الداء الذى أصابهم من بعض الأمراض التى تصيب العظام، هنا فى هذا المكان، خلق الخالق سبحانه عيوناً فيها الماء الذى يشفى من كل داء، لا دخل لبشر كانوا من كانوا، أو حتى بلغ علمهم أن يعرفوا هذا السر العظيم، هو المشفى الذى أسس فى خمسينات القرن الماضى تحت اسم «مركز حلوان الكبريتى للروماتيزم والطب الطبيعى». أسس المبنى فى عهد الخديو توفيق عام 1889، ويقال إن السبب فى وجود هذه العيون احتمال انسيابها بالقرب من بركان خامد، والماء يخرج منها شفافاً وصافياً إلى سطح الأرض، لكن عند ملامسته الهواء يغطى الماء بطبقة من الكبريت المخلوط بملح الكالسيوم، فهذا الماء من أغنى العناصر الشفائية الطبية لكثير من الأمراض مثل الأمراض الجلدية والآلام الروماتيزمية والمفصلية وأمراض الكبد. داخل المركز يروى لنا سمير عبدالحميد الرجل الذى يتميز ببشرته القمحية اللون، والذى يقول إنه يعمل داخل المركز منذ أكثر من 15 عاماً «ده يعتبر المركز الأول على مستوى الجمهورية، وما فيش مكان غيره فى مصر، لأن به عيون طبيعية فيها حاجات مش موجودة فى أى مكان تانى، زى الطمى الكبريتى، والمياه الكبريتية وده أساس العلاج فى المركز». يتحدث الرجل، الذى بلغ العقد السادس من عمره، ويقطن فى مدينة حلوان منذ خمسينات القرن الماضى، عن عيون المياه فى حلوان فيقول، إن هناك أنهاراً من المياه الكبريتية تجرى تحت مدينة حلوان، وبها عيون خلقها الله فيها شفاء للناس، فهى تساعد على علاج العديد من الأمراض، مثل الانزلاق الغضروفى، والخشونة، وآلام العظام، قائلاً «المركز هنا بيعالج ناس كتير من جوا مصر، وحتى بره مصر، بييجى ناس أجانب كتير هنا سنوياً، يترددوا على المركز، وفيه شاليهات للإقامة للمريض الذى يصعب نقله، وعلى مستوى عالٍ جداً». وكما يتردد على المشفى العشرات من خارج مصر، فإن المشاهير من داخل مصر لا ينسونه أبداً، فيقول «سمير» إنه شاهد عدداً من المشاهير والفنانين جاءوا للمركز من قبل للعلاج، من بينهم الفنانة ليلى علوى، ويروى أنه سمع عن حضور الرئيس الراحل أنور السادات، ذات مرة، للعلاج داخل المركز. يتكون المركز من عدة أقسام أبرزها قسم الطمى والشمع، وهناك حمام السباحة لعمل تمارين علاجية بالمياه الكبريتية، وذلك يرجع إلى حالة المريض، كما أنه يوجد مراحل تدليك، وقسم متكامل للعلاج الطبيعى. يقول سمير إن الكشف داخل المركز لا يتعدى 3 جنيهات، وتبلغ قيمة الجلسة الواحدة ما بين 10 إلى 15 جنيهاً، ويعمل المركز على فترتين، الفترة الصباحية التى تبدأ من الثامنة صباحاً حتى الثانية ظهراً، والفترة المسائية من الساعة الثانية ظهراً حتى الثامنة مساءً. يقول سمير إنه بعد فحص وتحليل مياه عيون حلوان وجد العلماء أن هذا الماء يعد من أغنى العناصر الشفائية الطبية، وبالإضافة إلى مناخ حلوان الجاف فهذا يهيئ جواً مناسباً للاستشفاء من أمراض عديدة أهمها الأمراض الصدرية والجلدية والآلام الروماتيزمية والمفصلية وأمراض الكبد والمسالك البولية وغيرها، ويعتبر مناخ حلوان بهذا مثالياً للمصحات العلاجية. مدينة حلوان مليئة بالعديد من العيون، هناك منطقة عيون حلوان، التى تعد أحد أهم الأماكن التراثية العالمية المميزة بمياهها الكبريتية، وسمعتها العلاجية والاستشفاء، ولكن الإهمال أصاب هذا المكان، ولم تعد العيون موجودة الآن، فلم يعد يتبقى فى حلوان سوى الكابريتاج، أو المركز الطبى لعلاج الروماتيزم. أخبار متعلقة: «حلوان».. مرثية مدينة حكاية مدينة .. من "منتجع عالمى" إلى أطلال يسكنها "التلوث" النهضة الصناعية تمنح حلوان لقب «مدينة السموم الأولى» «متحف الشمع» خارج التصنيف العالمى.. والحكومة أغلقته 5 سنين للترميم دون نتيجة محطة المترو : صراخ الباعة الجائلين .. يرحب بكم مرصد «حلوان» الفلكى.. حين تكتشف الأرض أسرار السماء «منصور» الباشا يفقد هيبته بسبب شماعات الملابس الجاهزة ونداءات الباعة الجائلين «الحديقة اليابانية» و«ركن فاروق».. هنا يلتقط أهالى المدينة أنفاسهم مخرات السيول.. مقلب للقمامة نهاراً وكر للخارجين على القانون ليلاً