«حلوان».. مرثية مدينة

كتب: الوطن

 «حلوان».. مرثية مدينة

«حلوان».. مرثية مدينة

هى حلوان «الرخيصة النائية»، «المغموسة فى السكينة والتأمل»، «التياهة بمياهها المعدنية وحماماتها الكبريتية وحديقتها اليابانية»، «مصحة الأعصاب المتوترة والمفاصل المتوعكة والصدور المهترئة والعزلة الغافية»، هكذا وصف نجيب محفوظ مدينة حلوان فى منتصف عام الثلاثينات من القرن الماضى، ذلك العام الذى اختار محفوظ أن يبدأ فيه أحداث روايته التى منحها اسم «الباقى من الزمن ساعة»، والتى يدور جانب كبير من أحداثها داخل المدينة النائية، ورغم أن «محفوظ» تباكى على الحال الذى وصلت إليه المدينة بنهاية السبعينات مع نهاية روايته، فإنه كان محظوظاً بحق، بحيث لم يدرك ما آلت إليه المدينة بعد أكثر من ثلاثين عاماً مرت على روايته، هى شىء آخر تماماً غير ما وصفه بكلماته، مدينة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بما كتب عنه، غزتها الضوضاء، وافترسها التلوث، وغاضت عيون مياهها الكبريتية بحيث اقتصرت على مكان واحد، ولا تعد مشفى بقدر ما تحولت إلى مكان لنشر السموم، أو كما وصفها أحد سكانها «سلة نفايات مصر». أخبار متعلقة: حكاية مدينة .. من "منتجع عالمى" إلى أطلال يسكنها "التلوث" النهضة الصناعية تمنح حلوان لقب «مدينة السموم الأولى» كابيرتاج .. الطمى والمياه والشمع أشهر وسائل علاج الروماتيزم «متحف الشمع» خارج التصنيف العالمى.. والحكومة أغلقته 5 سنين للترميم دون نتيجة محطة المترو : صراخ الباعة الجائلين .. يرحب بكم مرصد «حلوان» الفلكى.. حين تكتشف الأرض أسرار السماء «منصور» الباشا يفقد هيبته بسبب شماعات الملابس الجاهزة ونداءات الباعة الجائلين «الحديقة اليابانية» و«ركن فاروق».. هنا يلتقط أهالى المدينة أنفاسهم مخرات السيول.. مقلب للقمامة نهاراً وكر للخارجين على القانون ليلاً