«مصر قادرة على إقامة مهرجان عالمى على أرضها يزيد جمالاً عما يقام فى أى بلد آخر بسبب تنوع واختلاف وكثرة الأماكن السياحية بها بالإضافة إلى تميزها الفنى والثقافى».
جملة كتبتها فى كراستى قبل سنوات، وذلك وقت رحلتى إلى المجر.. حيث جرت العادة أن أدون جميع ملاحظاتى وما أراه خلال الرحلات. حينها كان الموعد السنوى لمهرجان سياحى يقام فى جزيرة سيزجت فى العاصمة بودابيست.. ويقصده مئات الآلاف من أجل الترفيه.
بعد نزولى من الطائرة.. مررت من بوابات المطار متحمساً، وجدت أن كل ما على أرض المجر حينها يشير ويؤدى إلى مكان واحد، وهو أرض الجزيرة، حيث يقام المهرجان الترفيهى الغنائى الثقافى، فى شهر أغسطس من كل عام مدته ٨ أيام.
مشيت فى الشوارع فى أولى محاولاتى السريعة لاكتشاف البلد الذى استعد لاستقبال الزوار من كل الجنسيات، كانت إعلاناته فى كل الطرقات، كما يشغل أحاديث المارة فى الشوارع وداخل المولات والفنادق، وكأنه يأتى ليخلق حالة مختلفة تجدد من نشاط البلاد وناسها، تنعشه اقتصادياً، كما يؤثر إيجابياً فى مزاج الناس.. حينها كتبت وصورت كل ما رأيت لتوثيق كل لحظة.
كانت المواصلات مجانية فى جميع أنحاء بودابيست لكل من يقصد الجزيرة واختارها لقضاء بعض أيامه، تأملت الطرقات سريعاً واختلست النظر فى وجوه البشر أصحاب البشرة شديدة البياض، وكأن الشمس الحارقة المسلطة على وجهى لا تراهم ولا تقصدهم على الرغم من قوتها وظهورها الواضح فى كل الأمكنة.. كانت هناك حالة من البهجة بين الناس ويعرف الجميع أهمية صناعة الترفيه سياحياً واقتصادياً.. وأيضاً لما يسببه من سعادة وتحسين مزاج الناس للأفضل.
بعد ملاحظة روح المهرجان فى الشوارع والناس اتجهت نحو الجزيرة. وصلت أمام بوابات ضخمة، مكتوب فوقها بأكثر من لغة «سيزجت».. صورتها ثم تخطيتها فوجدت نفسى بين مارة جنسياتهم متنوعة، اعتزلوا كل ما يخصهم فى عالمهم الخارجى بإرادتهم ليستقروا فى الجزيرة المنعزلة على أرض المجر، يطلقون عليها جزيرة الحرية. سرت بين الأمكنة، حفلات موسيقى وغناء، عروض مسرح، ألعاب مختلفة.. بالإضافة لإقامة مباريات كرة قدم والطائرة وغيرها من الرياضات، كما تقام بعض الندوات الفنية والثقافية وغيرها.
كان إعجابى كبيراً بالفكرة والحالة.. مهرجان غنائى ترفيهى ثقافى.. تقام له دعاية فى كل أنحاء البلاد.. وكان الحدث الأهم والأكبر حينها داخل أوروبا. حيث اجتماع مئات الآلاف من شبابها من أجل الترفيه.. وهو ما شاهدته أيضاً فى عدد من دول أخرى وقت رحلاتى.
قبل أيام، عدت بالزمن وأنا أقلّب فى كراستى، وجدت السؤال الذى كتبته وكان موجهاً لصديق كان يرافقنى رحلة المجر: لماذا لا نقيم فى مصر مهرجاناً يفوق ما يقام بدول مختلفة مثل أوروبا خاصة فى فصل الصيف بلغتنا وثقافتنا وفنوننا البديعة.. وكانت إجابتى والتى اتفق معى فيها صديقى: «قطعاً أن مصر قادرة بأرضها وناسها وبما وهبه الله لها من مميزات لا تتكرر فى بلاد أخرى».
مرت سنوات.. وجاء الرد عملياً وبحرفية شديدة وإتقان بديع وعلى أرض ساحرة.. مهرجان العلمين فى موسمه الثانى، والذى ينتهى فى 30 أغسطس المقبل.
ومهرجان العلمين فى دورته الثانية تتنوع فيه الفعاليات ما بين الفنية والثقافية والمخصصة للطفل، بالإضافة لفعاليات رياضية وأخرى متعلقة بالأكلات المختلفة.. أفكار تقام لنشر السعادة والترفيه على الجميع، ليكون نموذجاً مصرياً ناجحاً على الأرض الساحرة.
حالة مصرية خالصة بأفكار ذكية وعروض مميزة.. فى العلمين سوف تقام الحفلات الغنائية لكبار النجوم وأفضل الأصوات المصرية، الكينج محمد منير صوت مصر.. وعمرو دياب بجماهيريته الواسعة وطلته الشابة، بالإضافة لأجيال مختلفة من المطربين المصريين والعرب، كما سيُعرض عدد من المسرحيات لكبار النجوم، بينهم كريم عبدالعزيز حيث يعرض «السندباد».
«العلمين» مهرجان وُلد عالمياً على أرض مصر.. سينافس بقوة المهرجانات الترفيهية الكبرى فى الدول الأخرى. وسيكون له شديد الأثر فى دورته الثانية وأكبر النجاح فى السنوات المقبلة