وعاجل إلى وزارة الشباب والرياضة
في مكان ما.. وفي مناسبة ما.. قلت للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، قبل أسابيع: «عمل جيد أن يصل عدد مراكز الشباب في مبادرة حياة كريمة إلى 990 مركزاً.. فرد وقال: 1115»!
كان العدد قد زاد والرقم الأخير من مصدره وعلى لسان الوزير المسئول، لكنه في الأخير يعكس حجم الجهد المبذول في ريف مصر وقراها ونجوعها إلى حد يعكس أيضاً حجم التقصير الموجود في عهود سابقة إلى حد وجود أكثر من ألف قرية بلا مراكز للشباب!
هذا الجهد واحد من عشرات الجهود المطلوبة في كل الاتجاهات ببلد شاب يمتلك قوة هائلة من الشباب تصل فيه نسبة الفئة العمرية ما بين 18 إلى 29 عاماً، إلى نحو 22 مليون نسمة، أى بنسبة 21% من إجمالى السكان! كما لفتت تقارير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إلى نسبة مساهمة الشباب في الفئة العمرية المذكورة ذاتها في قوة العمل تبلغ 39.2%، وفقاً لبيانات القوى العاملة العام قبل الماضى، وتقريباً لم تتغير النسب في بلد أكثر من نصف سكانه تحت سن الثلاثين!
ولذلك ندعم التوجّه نحو إنشاء مراكز للشباب في الريف والقرى، لأن ترك هؤلاء وطاقتهم بلا إطار تشرف عليه الدولة يعنى تركهم بالكامل، إما للتطرف وإما للجريمة أو للإدمان، وكلها انحرافات خطرة!
لكننا في الوقت نفسه لا نريد يافطات على مساحات مسورة من الأرض.. نريدها مساحات عمل وحركة ونشاط حقيقي.. نريدها مساحات للتثقيف وشرح قضايا الوطن وتحدياته وشكل الحروب الجديدة التى تتعرّض لها بلادنا التي تختلف بالكلية عن الحروب القديمة المباشرة.. نريد هذه الأماكن ساحة وطنية تحتوى الجميع.. لا تخلو من الترفيه بطبيعة الحال، لكنه الترفيه المفيد..
جيلنا شاهد معسكرات حلوان وأبوقير، فقد ظلت على نشاطها حتى سنوات مضت، وربما تعمل إلى اليوم، وقد تكون نُقلت إلى أماكن أخرى بعد أعمال ميناء أبوقير الجديد، لكننا نريدها مفتوحة لغير القادرين والبسطاء من أبناء ريف مصر العظيم وصعيده العزيز الأصيل.. وليس لفئة محدّدة قادرة على الاستحواذ على كل شيء..
نريد مسابقات في مراكز الشباب في القصة ومجلات الحائط والشعر عن معارك مصر في قرن أو يزيد.. كيف واجه شعبنا الاستعمار؟.. وما تضحياته.. وشهداؤه.. وزعماؤه.. ودور القوات المسلحة في ذلك.. ومناسباته الوطنية؟ دون أن يخلو الأمر بما يربطهم بمحيطهم العربى والأفريقي أيضاً. وبما لا يرفع الانتماء الوطني فقط وإنما الوعيين الوطني والقومي، وبما يغلق الباب على ألاعيب إعلام الشر وسعيه لتشويه تاريخ شعبنا وإبرازه كتاريخ من الهزائم والنكبات، وكذلك تشويه رموزه وقادته!
كثيرة هي الأحلام والآمال المرجوة من وزارة الشباب والرياضة.. خاصة أن عملها مع هذا القطاع، وهو الأعرض من شعبنا.. نريدها نشاطاً دائماً وحركة في كل اتجاه وطاقة في حالتها المثلى.. رشيدة واعية قادرة على حماية الوطن وخدمته في أي وقت.. ولن يتم ذلك إلا بالوعي الذي نريده في كل مفاصل وتفاصيل أنشطة الوزارة.