رأس العش معركة العزة وعودة الروح

رأس العش معركة العزة وعودة الروح
الزمان: الأول من يوليو عام 1967.. المكان: رأس العش، فى هذا الزمان وهذا المكان دارت معركة كانت بمثابة عودة الروح للمقاتل المصرى.. معركة جاءت بعد هزيمة قاسية للجيش اعتقد العدو أنه قضى تماما على قوته وأجهز عليه، حاول السيطرة على آخر نقطة فى سيناء، تقدم بقواته شمال مدينة القنطرة شرق القناة فى اتجاه بورفؤاد شرق بورسعيد لاحتلال تلك النقطة، وهى المنطقة الوحيدة فى سيناء التى لم تحتلها إسرائيل أثناء حرب يونيو، ولكن كان يربض هناك أبطال من طراز فريد لم تكسرهم الهزيمة، كانوا يعلمون أن ما جرى عارض سيزول، تصدوا للعدو ولقنوه درسا لا ينسى اسمه معركة رأس العش؛ كانت هناك قوة مصرية محدودة من قوات الصاعقة المصرية عددها ثلاثون مقاتلاً من قوة الكتيبة 43 صاعقة بقيادة الرائد سيد الشرقاوى، الذى أعطى أمر عمليات لقائد سرية الصاعقة الملازم فتحى عبدالله بتجهيز السرية للعبور، وعمل خط دفاعى أمام القوة الإسرائيلية التى كانت تشمل سرية دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية فى عربات نصف جنزير، وهاجمت قوة الصاعقة التى تشبثت بمواقعها بصلابة، وأمكنها تدمير 3 دبابات معادية، وعاود العدو الهجوم مرة أخرى، إلا أنه فشل فى اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات نصف جنزير بالإضافة إلى خسائر بشرية، واضطرت القوة الإسرائيلية للانسحاب.
اللواء عبدالمنعم سعيد، محافظ جنوب سيناء الأسبق، يقول: «من أهم المعارك التى وقعت على أرض سيناء فى الفترة من هزيمة يونيو 1967 حتى انتصار أكتوبر 1973، معركة رأس العش التى وقعت بعد أيام قليلة من هزيمة 67، عندما حاولت قوة من المدرعات الإسرائيلية الاقتراب من النقطة العسكرية فى رأس العش التى كان يحرسها فرقة صغيرة من الجنود المصريين قاصدة احتلالها، تمهيداً للوصول إلى حى بورفؤاد لاحتلاله هو الآخر، فما كان من القوة الصغيرة المرابطة فى منطقة رأس العش إلا أن تصدت لفرقة المدرعات وأوقعت بها خسائر فادحة وأرغمتها على الفرار».
يتذكر اللواء عبدالمنعم تلك المعركة جيداً، وكيف كان لها عامل كبير فى استعادة الجنود الثقة بأنفسهم، ومهدت لحرب الاستنزاف التى يقول إنها لم تكن تتم بالقرب من الشاطئ الشرقى لقناة السويس فقط، وإنما كانت تتوغل فى داخل سيناء، ووصل الجنود فى بعض العمليات إلى مدينة العريش، بالتعاون مع بدو المنطقة، وتمكن بعضهم من تدمير حقل بترول بلاعيم حتى تُحرم إسرائيل من الاستفادة منه.
أخبار متعلقة:
صناعة الفشل باسم «المشروع القومى» و«الجهاز الوطنى»
سيناء المجنى عليها
«وادى النصب» أول نقطة تتنفس الحرية فى الجنوب
العميد صفوت الزيات: عمليات تطهير سيناء تستغرق بين 5 و10 سنوات
«حازم المصرى» الارتباط موجود بيننا وبين تنظيمات غزة.. ولا نعترف بالحدود
«تدويل سيناء».. محاولة إسرائيلية للضغط على مصر
سيناء.. للتدهور أسبابه
القرش وكبريت وبورتوفيق أماكن شاهدة على بطولات الجندى المصرى
مسعد أبوفجر: «حماس» أخطر على سيناء من إسرائيل
بضائع وسيارات وأسلحة وأفراد وأموال.. إمبراطورية «الأنفاق» أقوى من الدولة
من «البندقية» إلى «الدوشكا».. 4 خطوط لتهريب السلاح
خريزة.. مجاهدون فى عشش صفيح وعملاء فى سيارات فارهة
خبراء و«ثوار» فى ندوة «الوطن» يجيبون عن السؤال الصعب: هل ضاعت سيناء؟
سيناء ما بين التهميش والبيع
رأس العش معركة العزة وعودة الروح