مسعد أبوفجر: «حماس» أخطر على سيناء من إسرائيل

كتب: أسامة خالد ومحمد الخولى

مسعد أبوفجر: «حماس» أخطر على سيناء من إسرائيل

مسعد أبوفجر: «حماس» أخطر على سيناء من إسرائيل

يجزم مسعد أبوفجر، الناشط السياسى السيناوى، بأن الخطر الحقيقى على سيناء هو حركة حماس، ويبرر رأيه قائلاً: «إذا احتلت إسرائيل سيناء، سنقاومها وسنتمكن من إنهاء الاحتلال، لكننا أمام مخطط لإقامة دولة تسمى غزة الكبرى»، أبوفجر يؤكد فى حواره مع «الوطن» التعامل مع سيناء كمنطقة منكوبة، وأن التفكير فى تسليح البدو ستكون نتيجته حرب أهلية، ويفتح النار على الإخوان وعلاقتهم بحماس والولايات المتحدة. * كيف ترى الوضع فى سيناء الآن؟ - هناك كثيرون يطمعون فى سيناء، وهناك دول، وأجهزة دولية تعتبر سيناء ملعباً لها؛ إسرائيل، وحماس، وإيران، فهناك نقطة مهمة جداً لم ينتبه إليها أحد، وهى خروج قائد الحرس الجمهورى الإيرانى ليقول قبل ساعات من عملية الهجوم على دورية إسرائيلية: «سيناء جبهة جديدة»، هذا كلام خطير للغاية ولم ينتبه إليه أحد. بينما تمثل حركة حماس أحد اللاعبين فى سيناء، وتسعى إلى دولة تحصل من خلالها على أراضٍ حتى وادى العريش، نحن على مشارف حقل غاز تشترك فيه 6 دول، حصة مصر وحدها 22%، يعنى مصر لها أكبر نصيب فى هذا الغاز، وإذا حصلت حماس على أرض لإقامة دولة شرق العريش، تصبح النسبة الأكبر من الغاز لها، ما يعنى أن هذه الدولة ستصبح أغنى من قطر، ومعهد بيجن للسلام أعد دراسة أعلن فيها هذا الكلام، وكشفت الدراسة عن أنه سبق أن طرح هذا الحل، المتمثل فى دولة لحركة حماس حتى وادى العريش، وهذا يعنى مد غزة فى سيناء بعمق 30 كيلومتراً، وهذا أخطر ما ستتعرض له سيناء فى الفترة المقبلة، وعلينا أن نتخذ كل ما يلزم من إجراءات لمنع هذا السيناريو الفائق الخطورة، وأقول: إن إسرائيل إن احتلت سيناء يمكننا مقاومتها وإخراجها منها، أما أن نفاجأ بشراء أراضٍ على طريقة الاستيطان الإسرائيلى فهذا هو الخطر، نحن أمام مخطط لدولة تسمى غزة الكبرى، ستكون أغنى من قطر، أنا هنا لا أقدم معلومات، فقط أطرح أسئلة وأطالب الجميع بالتكاتف للبحث والإجابة عنها، علينا أن نبحث وراء هذه القصة، ولا بد أن نرى الدراسة التى أصدرها معهد بيجن، ونبحث فى دور حماس اليوم، والعلاقات بين الإخوان المسلمين وبين أمريكا والحوارات التى دارت بينهما، وأنا لا أقدم معلومات بل أطرح أسئلة، ما حقيقة أن خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، طلب من رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ حمد، التوسط من أجل إقامة علاقات مع أمريكا، هناك أمور تدار فى المنطقة، نشم رائحتها لكننا لا نراها، نرى منها أجزاء مثل شراء الفلسطينيين لأراضٍ على القوس الحدودى، فى الجورة وفى الخردة، إذن نحن فى خطر حقيقى. * ركزت الخطورة على ممارسات حماس، فماذا عن الإرهاب والمسلحين فى سيناء؟ - لست قلقاً من الإرهاب، ولكنى قلق من سياسة التعامل مع الإرهاب. * بمعنى؟ - أرى ضيق أفق شديداً جداً فى التعامل مع العنف فى سيناء، أرى أن إدخال الجيش فى صراع كان أكبر خطيئة، كان يجب ترك الجيش كورقة فى جيب «بنطلونك» الخلفى، ولا ترمى على الطاولة كل أوراقك مرة واحدة، فحين أدخلت الجيش رميت الورقة على الطاولة، وهذا هو المخيف، ثم عدت وسحبت القوات مرة أخرى، فالجيش تقريباً بدا كأنه هزم، وهذا فى منتهى الخطورة.[Quote_1] وهناك كلام نشر فى جريدة «الوطن» على لسان مصدر سيادى يقول إن الجماعات الإسلامية سوف تقتطع الجزء الشرقى من سيناء وتفتح منه جبهة على إسرائيل، وهذا أيضاً خطير، وهو لا يخدم إلا إسرائيل التى أصبح أمامها 3 خيارات؛ إما الدخول فى تنسيق أمنى مع مصر وهذا أسهل الحلول، أو أن تتدخل بنفسها لتصفية هذه الجماعات المسلحة، أو بديل دولى، والخيار الثالث هو الأفضل لإسرئيل. ثم نقول إننا سنسمح بتسليح البدو، وهنا نحن نستنسخ تجربة الصحوات بالعراق، وهذا يؤدى إلى حرب أهلية، وعلينا أن نختار بديلاً يتوافق مع الوطنية والدولة المصرية، تعالوا نضغط على الجماعات الإسلامية، ومن السهل الضغط على العنف وإضعافه، وإفهامه أنه لا مجال أن يصل إلى ما يحلم به، وهذا يحتاج إلى قرار وطنى من القاهرة، قرار مبنى على معرفة تفاصيل المكان، يحتاج إلى رؤية، كيف ستواجه تلك الجماعات المسلحة التى تريد السيطرة على المنطقة «ج»، وأنت تحرم هذا الشريط الحدودى من الاتصالات، من خطوط التليفون، وشبكات المحمول؟ على الدولة أن تبنى شبكة اتصالات، المقاتلون الإسلاميون فى الصومال أدركوا أنهم لن يستطيعوا بناء دولة كاملة، ولن يتمكنوا من إنشاء طرق، لذا أنشأوا أرخص شبكة محمول، أرخص فاتورة محمول فى الصومال، ربطوا المواطنين ببعض، وهنا فى سيناء أغلقوا شبكات الموبايل، وهذه مأساة. لقد ربطت الدولة بقصد أو دون قصد اقتصاديات أبناء الشريط الحدودى بحركة حماس، وبإسرائيل بإهمالها تلك المناطق، منطقة شرق العريش مرتبطة بغزة، ومناطق الجنوب من رفح وفى الوسط مرتبطة اقتصادياً بإسرائيل، وكلامى هذا لا يعنى أننى أهاجم غزة، أو أدعو إلى إهمالها، بالعكس على مصر أن تتعامل مع قطاع غزة كأنها تتعامل مع منطقة شبرا أو المهندسين. * هذا على عكس طرح الوطنية المصرية؟ - لا، فعلينا أن نفهم أن غزة عبئنا الذى علينا تحمله، وهذا مثال لدعم الفلسطينيين للثبات فوق أرضهم، لا بناء دولة بديلة. * هل توافق على وجود الأنفاق؟ - لا، أنا مع إغلاق الأنفاق وفتح المعبر، وأن أساعدهم كى يثبتوا، وهذا واجب، وهذا دور قام به من قبل عبدالناصر والملك فاروق. * ذكرت نقطتين فى منتهى الخطورة، منهما بيع الأراضى؟ - الحقيقة هناك بيع أراضٍ لفلسطينيين. * ما دور حركة حماس؟ - حماس أمام مطالب؛ أن يعترف بها العالم كحاكم لقطاع غزة، وأن يعطيها دولة ممتدة حتى وادى العريش.[Quote_2] * هل تخشى من دور الإخوان فى هذا الأمر؟ - فى تصورى القرار فى يد القوات المسلحة، وهى لن تقبل بذلك. * لكن هناك مشروع المنطقة الحرة؟ - رفضته القوات المسلحة. * هل تنتظر أن يكون هناك صراع بين الجيش والإخوان بسبب سيناء؟ - أنا لا أراهن على الإخوان، حسنى مبارك سقط على سبيل المثال عام 2005، وجاءت كوندوليزا رايس إلى شرم الشيخ وأعطته حقنة حياة، وكان مبارك قوياً بما لا يقاس بالإخوان، ولا أرى أن الإخوان سيستمرون فى الحكم، خاصة بسبب مشروع التمكين الذى يقوده خيرت الشاطر، إضافة إلى أنهم غير قادرين على أن يقدموا أنفسهم كحزب طبيعى، وأعتقد أن مأزق الإخوان هو الشاطر، لأنه يتعامل كتاجر، والسياسة ليست تجارة. * هل تعتقد أن الجماعات الدينية فى سيناء انتقلت من مجرد جماعات محلية إلى الارتباط بالفكر الدولى؟ - المشكلة ليست فى محلى أو دولى، المشكلة فيمن سمح لهم بالدخول والاستقرار، وحكومة القاهرة عليها أن تتعامل مع سيناء كمنطقة منكوبة، أصيبت بتسونامى، لكن الدولة لا تتعامل بهذا المنطق، أحكى لك وأنا أعرف جيداً ماذا أقول، أنا خرجت من أسرة بسيطة وأعرف كيف يعانى أهالى سيناء، فالأهالى لا يشربون المياه الصالحة فى أكثر من 90% من المناطق، لذا يمكن لأى أحد اختراق هذا الجسد. * قلت: «لا بد من التعامل مع سيناء كمنطقة منكوبة»، كيف يحدث ذلك؟ - سيناء منكوبة بسبب تعامل النظام السابق؛ أعلى فقراء فى العالم، أعلى مجرمين فى العالم، لماذا لا ترصد جماعات حقوق الإنسان الانتهاكات لتعويض أهلها، ماذا ينتظر الرئيس مرسى؟! * لكن سيناء من أكثر المناطق تصويتاً لمرسى فى الانتخابات الرئاسية.[Image_2] - أنا لست ممثلا لهم، أنا أقول رأيى، لا بد أن يدخل مرسى بحزمة حلول، ومنها تعويض أهالى سيناء، وتوفير الأكل والشرب، والنظام لن يفعل، لأنه نظام يفكر فى التمكين، ولا يفكر فى الناس، عقيدة الدولة لديه هى التمكين وليس التقدم، هذا نظام يقيل المحافظ ويضع إخوانياً، هذه هى المشكلة، فالرئيس يحاول التمكن من دولة مهترئة ستغرق به، وهو لا يستطيع أن يبين هذه العقيدة، ولن يستطيع أن يغيرها، لأنه لو غيرها فإنه لن يصبح نظام الإخوان، وسيصبح حزبا عاديا، مشكلة الإخوان أنهم يرون أن الإخوان أكثر طهارة من غيرهم، وهذا غير صحيح. * لكن الإخوان يشكون من نفوذ الدولة العميقة؟[Quote_3] - عليهم مواجهة الدولة العميقة بالتقدم، بإعادة الهيكلة، فعلى سبيل المثال عليهم إعادة هيكلة «الأهرام»، وليس إقالة عبدالمنعم سعيد وتعيين ممدوح الولى الأقل كفاءة، مرسى أقال وزير الإعلام وجاء بآخر يقول للمذيعة: «أسئلتك سخنة زيك»، هذا الكلام يعد تحرشاً يسجن بسببه، وبإمكان المذيعة أن ترفع دعوى ضد الوزير بتهمة التحرش كإهانة ضخمة. * لماذا فى وجهة نظرك انتقلت الأزمات من شمال إلى جنوب سيناء؟ - الأسئلة فى الجنوب هى الشمال، والجنوب أكثر بؤساً، والجنوب به كانتونات، لأنهم يعيشون على هامش السياحة، وبعد الثورة شعروا بالأزمة. * الجنوب يحتوى على أكبر مزارع للمخدرات. - منظومة الدولة هى السبب. * أنت تعفيهم من المسئولية؟ - طبعاً، الدولة بإهمالها هى السبب. * أنت تلوم الدولة على تجارة الأهالى للمخدرات، والانفلات الأمنى، ولا تلومهم على التجاوزات، مثل ما يفعله المهربون فى الأفارقة مثلاً. - لغة تهريب البشر واحدة، فى العالم. * أنت تقدس أبناء سيناء؟ - لا، أنا أسبح حولهم، أنا ضد تجارة البشر، هناك من يخفف حمولة المراكب فى الهجرة غير الشرعية ويلقى نصف الركاب فى البحر، فى العالم كله هناك تجاوزات، وطبيعة المهنة فيها القسوة، ومن الذى أوصل أبناء سيناء إلى هذا؟ هذا هو السؤال المهم، هذا هو المهم، من دمر الاقتصاد المحلى؟ * بعد أحداث رفح، رصدت الدولة مليار جنيه لتنمية سيناء، ألا ترى أن هناك نية للعمل بشكل حقيقى؟ - أنا لا أعلم النوايا، أتعامل مع خطط واقعية، والقصة ليست مليارات، القصة سياسية، مبارك رمى فى الرمل 47 مليار جنيه، ما سياستك تجاه المكان؟ أنت مقسم سيناء لـ5 أقسام، وكيف ستنميها وهى بهذا الشكل؟ لماذا أنتم عدوانيون ضد المكان؟! ولا أجد مبرراً للعدوانية، الدولة تمارس العدوانية ضد أهل سيناء منذ 30 سنة. * البعض يطالب بمحافظة ثالثة فى الوسط؟ - أرى ضرورة التعامل مع سيناء كوحدة إدارية واحدة. * إذا كانت سيناء وحدة إدارية، كيف ترى الرؤية؟ - القصد أن تعرف كيف تعمل معها، وبقرار واحد، ولا يكون القرار مقسماً على 5 محافظات، وإذا دخلت بأفكار غير التنمية المكان سيفلت منك. * إذن أنت ترى ضرورة العمل على تنمية سيناء، وضخ المزيد من الأموال من أجل تنمية حقيقية؟ - نعم، سيناء تضيع منا، وإذا لم تدفع الآن ستدفع بعدها أكثر، ما نقوله فى 2007 لا يساوى ما ستدفعه فى 2011، وبعدها لن نصل إلى 2015 وستضيع سيناء. * لماذا تتوقع أن تضيع سيناء قبل عام 2015؟ - إسرائيل لن تسكت، حسب خبرتى كبدوى ليس أمام إسرائيل سوى الخيارات الثلاثة التى سبق أن ذكرناها، وأصعب خيار لها التنسيق الأمنى، والقرار الأسهل الدولى، يبقى أدفع الآن. أخبار متعلقة: صناعة الفشل باسم «المشروع القومى» و«الجهاز الوطنى» سيناء المجنى عليها «وادى النصب» أول نقطة تتنفس الحرية فى الجنوب العميد صفوت الزيات: عمليات تطهير سيناء تستغرق بين 5 و10 سنوات «حازم المصرى» الارتباط موجود بيننا وبين تنظيمات غزة.. ولا نعترف بالحدود «تدويل سيناء».. محاولة إسرائيلية للضغط على مصر سيناء.. للتدهور أسبابه القرش وكبريت وبورتوفيق أماكن شاهدة على بطولات الجندى المصرى مسعد أبوفجر: «حماس» أخطر على سيناء من إسرائيل بضائع وسيارات وأسلحة وأفراد وأموال.. إمبراطورية «الأنفاق» أقوى من الدولة من «البندقية» إلى «الدوشكا».. 4 خطوط لتهريب السلاح خريزة.. مجاهدون فى عشش صفيح وعملاء فى سيارات فارهة خبراء و«ثوار» فى ندوة «الوطن» يجيبون عن السؤال الصعب: هل ضاعت سيناء؟ سيناء ما بين التهميش والبيع رأس العش معركة العزة وعودة الروح